قلق في إيران... ومسؤول يحذر: "الداخل مخترق من إسرائيل"

أثار احتمال رد إسرائيل على الهجوم الإيراني بطائرات مسيرة وصواريخ في مطلع الأسبوع قلق كثيرين من الإيرانيين الذين يعانون بالفعل من وضع اقتصادي مؤلم وتشديد القيود الاجتماعية والسياسية بعد الاحتجاجات التي عصفت بالبلاد فيعامي 2022 و2023.

وحذر القادة السياسيون والعسكريون في إيران مرارا من أنهم سيردون على أي عمل انتقامي إسرائيلي بمزيد من التصعيد مما قد يؤدي إلى هجمات أخرى.

أفادت هيئة البث الإسرائيلية نقلا عن مسؤولين "القيادة السياسية والأمنية في إسرائيل الإثنين بأن إسرائيل قررت الرد "بشكل حاسم وواضح" على الهجوم الذي نفذته إيران السبت الماضي وسيكون بطريقة لا تؤدي لاشتعال المنطقة. وأشارت إلى أن القوات الجوية تستعد لتنفيذ الرد الإسرائيلي المحتمل.

كما أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وزراء حزب الليكود أن إسرائيل سترد على إيران لكن بحكمة وأن طهران يجب أن تعيش التوتر كما عاشته تل أبيب.

ويرى الإيرانيون التطورات أخبارا سيئة ستزيد الضغوط الاقتصادية، وستعرض سلامتهم للخطر. ويخشون من أن يكون أي هجوم إسرائيلي بمثابة الضربة القاضية للاقتصاد الذي أضعفته العقوبات وسوء الإدارة والفساد على مدى سنوات.
وقالت مواطنة إيرانية لرويترز "نحن الإيرانيون تحملنا ما يكفي على مدى سنوات. الحرب لا تجلب سوى الكوارث. زوجي عامل في مصنع ولا نملك من المال
ما يكفي حتى لشراء المواد الأساسية، ناهيك عن تخزينها".

ويتحمل الإيرانيون من ذوي الدخل المتوسط ​​والمنخفض قدرا كبيرا من أعباء المشاكل الاقتصادية القائمة مع ارتفاع معدل التضخم إلى أكثر من 50 بالمئة وزيادة أسعار المرافق والغذاء والمساكن وانخفاض قيمة العملة بشكل حاد.

وامتزجت بالخوف مشاعرُ الفخر بالرد الإيراني على ما قالت طهران إنه غارة شنتها إسرائيل على قنصليتها بدمشق في أول أبريل نيسان.

وعرض التلفزيون الإيراني مظاهرات محدودة في عدة مدن دعما لهجوم طهران غير المسبوق على إسرائيل بعد وقت قصير من شنه والتي ردد خلالها المشاركون هتافات "الموت لإسرائيل" و"الموت لأميركا".

* سنكون أكثر عزلة
لكن الأسواق تكشف عن الواقع الاقتصادي الصعب وراء هذا التحدي. وأدت المخاوف من الحرب إلى زيادة كبيرة في الطلب على العملة الصعبة. وقال رجل أعمال في طهران "الناس يشترون العملة الصعبة منذ يوم الأحد. تجارتي تنتعش بسبب الخوف من الحرب".

وقد يكون لدى حكام إيران أيضا ما يدعوهم إلى القلق. وأفادت وسائل إعلام رسمية أن وحدة الاستخبارات التابعة للحرس الثوري الإيراني أصدرت بيانا حادا الأحد تحذر فيه من أي منشورات مؤيدة لإسرائيل من قبل مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي الإيرانيين.
وقد ذهب بعض الإيرانيين المعارضين للمؤسسة الدينية، داخل إيران وخارجها، إلى حد التعبير عن دعمهم لإسرائيل عبر الإنترنت.

وقال مسؤول سابق في المعسكر المعتدل بإيران "كثير من الناس يشعرون بالإحباط بسبب الصعاب الاقتصادية والقيود الاجتماعية... ضربة إسرائيلية يمكن أن تطلق العنان لغضبهم المكبوت وتحيي الاحتجاجات، وهو آخر شيء نحتاجه عندما يهددنا عدو أجنبي".

ولم يزد الشعور العام بالقلق إلا عندما بدأت بعض الحكومات الغربية في إجلاء عائلات دبلوماسييها، مما أعاد إلى أذهان الإيرانيين الأكبر سنا الأجواء المحمومة عندما بدأ الهجوم العراقي على إيران في عام 1980 أو في أثناء اضطرابات ثورة 1979.

وقال المهندس محمد رضا في طهران، لرويترز، إن "مغادرة الأجانب لإيران علامة على أننا سنتعرض لهجوم من إسرائيل... سنكون أكثر عزلة... سنكون أكثر بؤسا".

إيران مخترقة من قبل إسرائيل
وفي تصريح مثير حول الرد الإسرائيلي المحتمل على الهجوم الذي نفذته إيران بالصواريخ والمسيرات، يعتقد عضو لجنة الطاقة في البرلمان الإيراني والرئيس الأسبق لمنظمة الطاقة الذرية الإيرانية الذي سبق وأن نجا من عملية اغتيال منسوبة إلى إسرائيل أن الداخل الإيراني مخترق من قبل إسرائيل.
وتابع عباسي خلال مقابلة مع وكالة أنباء "إيلنا" يقول: إذا نظرنا إلى الماضي، نرى بأنه كلما كانت لنا اليد العليا، قام الطرف الآخر بعمل ما، هذا الكيان (إسرائيل) لديه نفوذ في الداخل، فيحاول القيام بتفجيرات أو باغتيالات لذا علينا أن نشدد الإجراءات الأمنية لكي لا نتعرض لضربات العناصر المتسللة.

فريدون عباسي دواني هو مهندس نووي وعسكري إيراني متقاعد يمثل حاليا مدينة كازرون في البرلمان الإيراني وشغل بين عامي 2010 و2013، منصب مساعد رئيس الجمهورية ورئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية.

وتعرض عباسي في عام 2010 لمحاولة اغتيال نسبت إلى عملاء الموساد وذلك بالتزامن مع اغتيال العالم النووي الإيراني مجيد شهرياري وغيره من الفيزيائيين والمهندسين النوويين الإيرانيين.