كرامي: لست في موقع ان اتفهم او لا اتفهم خيار الحريري

 كيف يعلّق رئيس «تيار الكرامة» النائب فيصل كرامي على انسحاب خصمه من مضماري السياسة والنيابة؟

يقول كرامي لـ»الجمهورية»، انّ الرئيس سعد الحريري اختار مصطلحاً حمّال أوجه هو مصطلح «التعليق»، وفعلياً لا يوجد شيء في الشأن السياسي والوطني اسمه تعليق العمل. ويضيف: «فعلياً اتخذ الحريري ثلاثة قرارات، اولاً العزوف عن الترشح للانتخابات، ثانياً انكفاء تياره عن الحياة السياسية، ثالثاً وهو الأهم، حظرُ استثمار خياراته هذه في أي حركة اعتراضية داخل «تيار المستقبل»، وكذلك منع استثمارها من قِبل الآخرين.

ويشير كرامي الى انّ موقفه الطبيعي هو احترام خيار الحريري بالانكفاء، «وأنا لست في موضع ان اتفهم او لا اتفهم اسبابه، لأنني فعلياً لا أعرف الظروف الكاملة التي قادت الرجل الى هذا الخيار».

ويتابع: «قيل في الإعلام الكثير وسيُقال غداً وبعد غد الكثير ايضاً. انا يعنيني ما قاله سعد الحريري، معدّداً الأسباب التي أوجبت عليه هذا القرار، ولست في وارد التكهّن حول اسباب حقيقية اخرى خفية يتمّ التداول بها في الإعلام وفي الصالونات السياسية»

وهل تخشى من ان يملأ التطرّف فراغ الحريري؟ يلفت كرامي الى انّ السنوات الاخيرة اكّدت للداخل والخارج انّ الساحة السنّية في لبنان ليست جاهزة لاحتضان التطرّف بكل أشكاله، «وبالتالي فإنّ هذه المخاوف ليست مبنية على تحليل واقعي وموضوعي للبيئة السنّية اللبنانية».

ومن يمكن أن يرث دور الحريري وشعبيته بعد انكفائه؟ يجيب كرامي: «انا شخصياً لا استسيغ التحدث عن وراثة، فلا أحد يرث احداً، ومن الخطأ النظر الى الطائفة السنّية في لبنان وكأنّها طائفة صمّاء تحمل هواجس الأقليات وتبحث عن زعيم اوحد يقودها ويحميها، فهذه الخاصّية ليست أصيلة وحقيقية في الوجدان والعقل السنّي، وعليه فإنّ الانتخابات النيابية التي أعطت تيار الحريري موقعاً متقدّماً في الطائفة خلال السنوات الماضية هي نفسها، أي الانتخابات، ستحدّد المواقع والأحجام على مستوى الطائفة السنّية التي ارى انّها عائدة الى مشهدها المتنوع، الذي أثبتت الايام انّه يخدم لبنان والطائفة».