كلفة تسوية بايدن - روحاني...عقوبات عربية على لبنان وفوضى في الشارع!؟

هل ننتقل في المستقبل القريب من مرحلة العقوبات الأميركية، الى حقبة جديدة قوامها عقوبات عربية؟

فالنوايا الإيرانية الحقيقية بدأت تظهر، من خلال ما قاله الرئيس الإيراني حسن روحاني، عن أن الإدارة الأميركية القادمة ستُعيد الأوضاع إلى قواعد المرحلة السابقة، وهو ما يعني أن الشهيّة الإيرانية بدأت تُفتَح بقوّة على العودة ليس الى "الإتّفاق النووي" فقط، ولا الى إزالة العقوبات، بل الى تمدُّد النّفوذ الإيراني في الشرق الأوسط، وهو ما يتضارب مع دعوة رئيس الإستخبارات السعودية الأسبق، الأمير تركي الفيصل، الرئيس الأميركي المُنتخَب جو بايدن، إلى عدم تكرار "أخطاء الماضي" مع إيران، والى عدم العودة لعيوب "الإتفاق النووي"، الذي لم يعرقل سلوك إيران المدمّر في المنطقة.

وانطلاقاً ممّا سبق، وعلى ضوء الضبابية بين شهيّة إيرانية على استعادة النّفوذ، التي قد تجد "الأوكسيجين" المناسب لها عبر تسوية مع واشنطن، وبين رفض عربي لذلك، هل يُقلِع بايدن في الشرق الأوسط بطريقة مرفوضة عربياً، يتحمّل لبنان تبعاتها بعقوبات عربية إذا تموضع (لبنان) ضمن تسوية أميركية - إيرانية؟ 

مرحلة قاتلة

أوضح مصدر مُطَّلِع أن "العقوبات العربية مفروضة على لبنان عملياً، في شكل غير رسمي، من خلال وقف المساعدات المالية والإستثمارات والسياحة فيه. بالإضافة الى استثنائه من كل أنواع الزيارات تقريباً".

ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "المشكلة هي إذا تحوّلت العقوبات العربية الى منع للّبنانيين، من شعب أو مسؤولين، يدورون في فلك "المُمانَعَة"، من متابعة أعمالهم ومصالحهم في السعودية والإمارات، أو ربما في دول الخليج عموماً. فضلاً عن إمكانية منع مسؤولين لبنانيين من زيارة دول الخليج، تحت أي شكل من الأشكال".

وذكّر في هذا الإطار، بأن مسؤولين في "التيار الوطني" لديهم استثمارات ومصالح في دول خليجية. فإذا وصلت الأمور الى هذا الحدّ، نكون دخلنا دائرة المرحلة القاتلة، خصوصاً أن لا أدوات أمام إدارة بايدن تُجبِر العرب على التراجُع عن عقوباتهم، إذا لم يحصلوا على ضمانات لهم ضدّ إيران ونفوذها في العالم العربي". 

صرامة العقوبات

وسأل المصدر:"إذا كانت إيران تنتظر إدارة بايدن لتُعيد العمل معها وفق الإتّفاقات التي أُبرِمَت مع الرئيس الأسبق باراك أوباما، فلماذا لا تقدّم في تلك الحالة ضمانات منذ الآن حول ملفّها النووي، لتخفيف الضّغط، ولتأكيد أنها لن تستثمر في كل ما يُمكنه أن يحصل في المنطقة، خلال المرحلة القليلة القادمة؟".

وشدّد على أن "مستقبل الوضع في لبنان يرتبط بصرامة العقوبات الخليجية التي يُمكن لدول الخليج أن تفرضها عليه. فكلّ الإحتمالات مفتوحة، وظروف أوضاع إدارة بايدن تختلف عن تلك التي كانت لإدارة أوباما، وذلك بسبب التحالف الذي يُبنى حالياً بين دول الخليج العربي وإسرائيل". 

العرب وإسرائيل

وأكد المصدر أن "التأثير الإسرائيلي على المسار الأميركي مستقبلاً، بات أقوى ممّا كان عليه مع إدارة أوباما، قبل مسارات التطبيع في الشرق الأوسط".

وأضاف:"أي عقوبات عربية إضافية على لبنان، تقوم على طرد لبنانيين يعملون في الخليج، أو على التضييق عليهم في كل ما يتعلّق بالواقع المالي، إذا دخل لبنان سجن النّفوذ الإيراني بتسوية أميركية - إيرانية، سيترافق مع رفع الدّعم عن المواد الأساسية في لبنان، ومع انهيار مالي كامل، وهو ما سيجعل الفوضى وأعمال الشّغب تعمّ الشارع اللبناني بسرعة كبيرة لا يُمكن ضبطها".

وختم:"في تلك الحالة، لن نجد أي دولة عربية تنظر إلينا، خصوصاً أن الخليجيين سيكونون انصرفوا في طريق تأمين تحالفاتهم مع إسرائيل، ليتمكّنوا من الضّغط على واشنطن وذلك بهدف كَسْر شوكة أي تحالفات ملتبسة محتملة لها مع طهران، تمكّن الأخيرة من التمدُّد في العالم العربي. والإهتمام الخليجي سيتركّز على توفير الأمن للإسرائيليين، وللمصالح الإسرائيلية في الدول الخليجية، وهو ما سيجعل لبنان في المرتبة الأخيرة بالنّسبة الى العرب، في تلك الحالة".