كيف سيتأثّر لبنان والشرق الأوسط بالرئيس الأميركي الجديد؟

مع انطلاق العملية الإنتخابية في الولايات المتحدة الأميركية، تتجه أنظار الدول والعالم كله الى البيت الأبيض وسط احتدام المعركة بين المرشحين الرئاسيين هيلاري كلينتون ودونالد ترامب.

وفي ظل ترجيح كبير لفوز المرشحة الديمقراطية على منافسها الجمهوري بحسب أهم نماذج الإنتخابات الرئاسية الأميركية والمستخدمة من قبل أهم الصحف العالمية، بناء على مقاعد الولايات وليس على التصويت الشعبي، يبقى الخوف من وصول ترامب مخيّما على حلفاء أميركا لاسيما أوروبا.

في السياق، رأى سفير لبنان السابق لدى واشنطن رياض طبارة أن "الفارق الكبير بين ترامب وكلينتون هو أن الأول يتماشى مع الروس في قضية توسعهم في الشرق الأوسط وفي طريقة تعاملهم مع الثورة السوريةبينما كلينتون ستواجه روسيا في هذا المجال".

وأوضح طبارة في حديث لموقعنا أن "مواجهة كلينتون لن تكون عسكرية ولن تصل الى حدّ حرب عالمية ثالثة انما ستحصل مواجهة معيّنة في محاولة لايقاف التمدد الروسي في المنطقة، وقد تكون نوعامن الحرب الباردة وهي من الخيارات المفتوحة أمام كلينتون".

في المقابل، أشار طبارة الى أن "الروس يحاولون تثبيت مواقعهم على الأرض مما يجعل مهمة كلينتون، اذا نجحت، أصعب بكثير مما هي عليه اليوم، هم يخلقون وقائع واتفاقات ومعاهدات وينشئون مواقع عسكرية قوية".

وأضاف: "بين سوريا وروسيا اتفاق طويل الأمد على وجود دائم للروس في سوريا كما أن لديهم مواقع عسكرية برية، بحرية وجوية متطورة جدا بهدف خلق موقع قدم لنفسهم، تصعب زحزحته من قبل الأميركيين".

ورأى طبارة أن "المرشح الجمهوري سيكون متساهلا مع الروس اذا فاز في الإنتخابات اليوم والمشكلة مع ترامب إنه يقول الشيء ويقوم بعكسه تماما".

طبارة الذي شدد على أن ترامب لديه مشكلة أوروبية عدا عن مواقفه من التمدد الروسي، لفت الى أن "المرشح الجمهوري يهدد بالإنسحاب من الناتو وهذا سيسبب انهيارا عسكريا لأنه يتصرف مثل الميليشيات عبر فرض القرار بالقوة"، معتبرا أن "هذا الأمر يخيف أوروبا لوجود قيادة عسكرية أميركية أساسية في الدول الأوروبية، وهو يطلب من أي دولة ترغب بأن يحميها الجيش الأميركي أن تدفع ثمنه".

ولفت الى أنه "من غير الممكن دخول أميركا في المحور الروسي – الإيراني في حال ربح ترامب، لأن الدخول في أي محور يتطلب موافقة الكونغرس وهذا الأمر يناقض الفكر السياسي الأميركي ولا أعتقد أن ترامب يستطيع أن يأخذ أميركا الى هذا الإتجاه، رغم أنه سيكون ظاهرة جديدة بالتساهل مع الروس".

واعتبر أن "اسرائيل يجب أن تكون الى جانبه الا أنها لا تدعمه بشكل واضح، إضافة الى أن يهود أميركا منقسمون بشأنه، لأنه لا يطمئنهم بسبب التقلب المستمر في كلامه"، مضيفا أن "التخوف من ترامب من قبل أوروبا واسرائيل والعالم ككل هو بسبب عدم وضوح ما سيفعله بينما خطوات كلينتون واضحة لأنها كانت وزيرة خارجية، ونعرف ما هي توجهاتها".

وفي شأن العلاقات اللبنانية – الأميركية وتأثرها بوصول الرئيس الأميركي الجديد، رأى طبارة أن "لبنان ليس في صلب اهتمامات ترامب ولا كلينتون انما لديه غطاء أمني باتفاق جميع القوى الفاعلة اقليميا ودوليا، لأن مصلحة كل هذه الدول تقضي بأن يكون هناك استقرار في لبنان ورأينا أننا تمكنا من انتخاب رئيس للجمهورية وتهافتت الدول للتهنئة".

وأردف: "لبنان لن يكون وسط اهتمامات الرئيس الأميركي العتيد".

وفي ما يخصّ المساعدات الأميركية للجيش اللبناني، قال طبارة: "أعتقد أن مساعدات الجيش ستستمرّ بغض النظر عمّن سينجح في الرئاسة الأميركية، لأن رئيس الجمهورية لا يتدخل في الأمور العسكرية بين جيشين وهناك قرار أميركي بمساعدة الجيش اللبناني لمحاربة الإرهاب وهذا الأمر لن يتغيّر".

أماندا معوّض