لإخراج لبنان من أزمته... تحركات فرنسية داعمة بعد الانتخابات النيابية

 انصبت الاهتمامات في عطلة نهاية الاسبوع على تسجيل اللوائح الانتخابية رسميا واستكمال الاتصالات لتثبيت التحالفات وتشكيل اللوائح قبل ان تنتهي مهلة تسجيلها منتصف ليل اليوم الاثنين. لكن بقيت الانظار مشدودة الى ترقب الخطوة السعودية المقبلة حيال لبنان وما اذا كان السفير السعودي وليد البخاري سيعود الى بيروت قريباً كما تردد، لا سيما بعد الاتصال الذي اجراه البخاري بالرئيس فؤاد السنيورة إثر الاعلان عن تشكيل لائحة «بيروت تواجه» برئاسة الوزير الاسبق الدكتورخالد قباني.

وفي السياق الدبلوماسي ايضا، أكد الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون خلال مهرجان انتخابي فرنسي «على ضرورة عدم الاستسلام للانقسامات الكبرى لأنها تحدث حالة شلل، ولكن في المقابل لا بد من معرفة التشاور مع كل قوة، والاستمرار في بناء تحالفات في الشرق الأوسط، والمضي بالتحرك من أجل اختراع حلول للبنان، هذا البلد الذي نحبه كثيراً».

واشارت مصادر ديبلوماسية الى ان تطرق الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الى لبنان، في خضم حملته للانتخابات الرئاسية الفرنسية بعد ايام معدودة، يعكس مدى اهتمامه بمساعدة لبنان على حل ازمته، برغم التعقيدات والصعوبات المحلية والاقليمية والدولية القائمة.

وقالت المصادر أن الاهتمام الفرنسي بلبنان، كان محور احاديث، السفيرة الفرنسية مع المسؤولين والسياسيين اللبنانيين، الذين تلتقيهم، وتتناول معهم الموقف الفرنسي من مجريات الاوضاع والسياسة التي تتبعها بالتعاطي مع لبنان في هذه الظروف وتاكيدها على استمرار الاهتمام الفرنسي بدعم ومساعدة لبنان لتخطي ازمته المالية والاقتصادية الصعبة.

وتنقل هذه المصادر تاكيد فرنسا على ضرورة اجراء الانتخابات النيابية المقبلة في موعدها الدستوري، لانها استحقاق مهم يعبر عن خيارات وتوجهات اللبنانيين، وهي ترفض تأجيل او الغاء الانتخابات، كما يسعى البعض او يروج لهذا الامر، سرا أو علانية. وتعتبر المصادر ان إجراء الانتخابات النيابية مهم لاجراء الانتخابات الرئاسية المقبلة ايضا، وفرنسا تدعم بحصولها.

وتشير المصادر نقلا عن مسؤولين فرنسيين أن الرئيس الفرنسي، وبعد الانتخابات الرئاسية الفرنسية، سيجدد انطلاق مساعيه للمساعدة على حل الازمة اللبنانية، سياسيا، من خلال ازالة التباينات والخلافات السياسية التي تعترض دورة الحياة السياسية العادية، انطلاقا مما لمسه، من عقبات مفتعلة لتعطيل المبادرة الفرنسية التي طرحها على المسؤولين والاطراف السياسيين اللبنانيين، منذ سنتين، وتم الالتفاف عليها من بعض الاطراف المشاركة بالسلطة او من خارجها.

وشددت المصادر على ان ما قاله الرئيس الفرنسي منذ ايام، يعكس رغبته باعادة تفعيل الدور الفرنسي لاخراج لبنان من أزمته، برغم انشغاله بالانتخابات الرئاسية وملف الحرب باوكرانيا، ولفتت في هذا المجال الى التنسيق الفرنسي المستمر مع الولايات المتحدة الأميركية، لدعم الجهود الفرنسية في هذا الخصوص.

وتوقعت المصادر الديبلوماسية ان تشهد التحركات الفرنسية تجاه لبنان، زخما قويا بعد الانتخابات النيابية المقبلة، لترجمة الموقف الفرنسي بدعم لبنان سياسيا، واقتصاديا، ومساعدته ان كان بالتوصل الى اتفاق نهائي مع صندوق النقد الدولي، أو بتأسيس صندوق المساعدات الفرنسي السعودي المشترك لتقديم المساعدات للبنانيين، الذي تم الاتفاق على تاسيسه خلال زيارة الرئيس الفرنسي الى المملكة العربية السعودية مؤخرا.