لافتات داعمة للجيش في طريق المطار... "كلنا معكم"

أزيلت لافتات "عهد جديد للبنان" من طريق مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، وثبتت مكانها لافتات داعمة للجيش اللبناني، تحمل شعار "كلنا معكم". وتتناغم الشعارات الجديدة مع الظرف السياسيّ الراهن، وتدفع برسالة دعم للجيش، مما يحيل هذا الموقع الجغرافي، صندوق بريد سياسي، يبث الأفرقاء رسائلهم عبره. 

وتحويله المنطقة هذه إلى "صندوق بريد"، ناتج عن ثابتتين، أولاهما أن الحملة الإعلانية المنتشرة في هذا الموقع، غير موقّعة باسم أي جهة. لافتات وشعارات، لم تتبنّها جهة واضحة، وتترك مجالاً للأسئلة عما إذا كانت رسمية، تمولها الحكومة اللبنانية، أو تمولها جهة أخرى، وسط استغراب عن الأسباب التي تحول دون الإعلان عن هوية هذه الجهة، طالما أنها تروج لمؤسسة وطنية وليس لفئة سياسية!

الثابتة الثانية، تتعلق بالموقع الجغرافي. فطريق المطار، يُعدّ المدخل الأساسي إلى لبنان والواجهة الأولى للسياح والموفدين والزوار الدوليين، مما يمنحه طابعاً رمزياً خاصاً. لا تحمل اللافتات والإعلانات التي تُرفع عليه، رسائل للداخل فقط، بل تكشف عن تحولات البلد، وتخبر القادمين بأن هوية البلد السياسية، يتجسد في ما هو مُعلن على طريق المطار الذي، في الوقت نفسه يُعدّ أحد أبرز مداخل الضاحية الجنوبية لبيروت حيث تتركز مقرات "حزب الله" و"حركة أمل" وبيئتهما الشعبية والأهلية.

 
رسائل السياسة
والحال أن اللافتات المثبتة على طريق المطار، تعكس التطورات السياسية في لبنان، تُوجَّه من خلاله رسائل مرتبطة بالأحداث الجارية. فالإعلانات هناك لم تعد تجارية أو ترويجية بقدر ما أصبحت وسيلة لتسويق رسائل سياسية ترحّب بالزوار القادمين إلى البلاد من السياح والموفدين، وتواكب الملفات المطروحة على الساحة الداخلية.
 
تبدّل الملامح
ولطالما كان لطريق المطار دور بارز في تصوير التحولات الأمنية والسياسية. ففي السابق، امتلأ بالشعارات الحزبية، خصوصاً المؤيدة لـ"حزب الله"، وكان آخرها قبل ستة أشهر، حين انتشرت لافتات تشييع أمينين عامين راحلين للحزب. لاحقاً، تحولت تلك اللافتات باتجاه الترويج للسياحة ولصورة سياسية مختلفة للبنان، تحت شعار "عهد جديد للبنان"، قبل أن تتبدل باتجاه الشعار الداعم للجيش اللبناني.

وتأتي اللافتات الداعمة للجيش في حين تتجه الأنظار إلى جلسة مجلس الوزراء يوم الجمعة 5 أيلول/سبتمبر، حيث من المقرر أن يعرض قائد الجيش رودولف هيكل خطته لتنفيذ قرار الحكومة بحصر السلاح في يد الدولة، وهي الخطة التي كُلّف الجيش بإعدادها بعد جلسة 5 آب/أغسطس الماضي، عقب إقرار أهداف الورقة الأميركية.

من هنا يأتي شعار "كلنا معكم"، في محاولة للإعلان عن الحدث، وأفق المرحلة المقبلة. مع هذا التبدل المتكرر، بدا كأن طريق المطار السريع، تحوّل إلى مختبر سياسي يواكب المتغيرات الأمنية والسياسية.