لا داعي للهلع: البنزين متوفّر والطيران يستأنف رحلاته...بالفيديو- زحمة في المطار واليكم الجدول!

استحضر اللبنانيون خلال الساعات الماضية أزمات انقطاع المحروقات والمواد الأساسية، نتيجة الحروب والأزمات. فتهافتوا على شراء المحروقات ليل أمس السبت وحتى صباح اليوم الأحد، تزامناً مع الهجوم الإيراني على إسرائيل.
ونتيجة ارتفاع المخاوف من تدهور الوضع الأمني في المنطقة، عمد الكثير من اللبنانيين إلى تخزين مادة البنزين، خوفاً من انقطاعها على غرار ما كان يحصل سابقاً مع تأزم الوضع الأمني في الداخل والخارج.
وليس غريباً على اللبنانيين الاصطفاف في طوابير أمام محطات المحروقات، أو الصيدليات والأفران. فنوبات الهلع من فقدان المواد الحيوية توالت عليهم على مدار السنوات الخمس الماضية، لأسباب تتفاوت بين الأزمات المالية والمخاطر الأمنية.

لا شح بالمحروقات
وحسب المعطيات، فلا خوف على فقدان مادة البنزين، على الرغم من التهافت الذي شهدته المحطات في الساعات الماضية. وحسب القيمين علي قطاع المحروقات، فإن المواد النفطية مؤمنة والكميات المتوافرة تكفي لأيام، علماً أن عمليات الاستيراد من الخارج مستمرة، ومن غير المتوقع ان تتأثر، إلا في حال اتسعت رقعة المواجهة العسكرية في المنطقة وطالت سلاسل توريد المحروقات.
ويفيد مصدر في قطاع المحروقات، بأن حجم الاستهلاك اللبناني للبنزين لا يقل عن 5 ملايين ليتر يومياً. وقد تجاوزت المحطات هذا الرقم بشكل ملحوظ ليلة أمس، "لكن المخزون متوافر ولم نتجاوز الخطوط الحمر"، على ما يؤكد المصدر، متوقعاً أن تعمل الشركات المستوردة للمحروقات على تقريب شحنات الاستيراد تجنّباً لأي طارئ على المستوى الأمني.
التهافت على مادة البنزين لم ينسحب اليوم على الصيدليات والأفران. إذ لم تشهد تهافتاً ملحوظاً على شراء الخبز والأدوية مع بعض الاستثناءات الطفيفة، على ما تقول إحدى الصيدليات في منطقة بيروت الادارية. فبعض المرضى عمدوا الى شراء أدوية إضافية ترتبط بأمراض القلب والضغط، تجنباً لانقطاعها، خصوصاً أن هذه الأصناف لطالما تعرّضت للشح أو الانقطاع خلال السنوات الماضية.
وعلى الرغم من اختلاف الوضع العام الحالي عما مرّ به اللبنانيون في السنوات الماضية. فالحرب في حال تمددت إلى لبنان، فإن تداعياتها لن تقتصر على بعض المواد الاستهلاكية الأساسية، إنما على حياة اللبنانيين عموماً وعلى وجودهم وأمنهم. غير أن تجاربهم المرّة تدفع بهم الى محاولة تأمين احتياجاتهم الأولية مع كل تطور أمني، سواء محلياً أو اقليمياً.

حركة الطيران
وربطاً بالتطورات الأمنية في المنطقة، لم يكن وضع مطار بيروت مختلفاً عن باقي مطارات الدول المحيطة. عمدت إدارة مطار بيروت إلى تعديل مسارات الرحلات الجوية وتغيير مواقيتها تجنّباً لأي مخاطر على حركة الطيران، وذلك بعد إقفال المجال الجوي من الساعة الواحدة بعد منتصف الليل إلى السابعة صباحاً، كإجراء احترازي مع بدء الهجوم الإيراني على اسرائيل.
وحسب المدير العام للطيران المدني اللبناني، فادي الحسن، فإن شركات الطيران التي تعبر من لبنان الأجواء الأردنية غيّرت مساراتها إلى مصر والعراق مؤكداً عدم إلغاء أي رحلات جوية كانت مقررة مسبقاً من مطار بيروت.
وقد استتبع تطمينات الحسن بيان لشركة طيران الشرق الأوسط (الميدل اسيت) أعلمت فيه المسافرين عن تعديل جدول رحلاتها من دون إلغاء أي رحلة من مطار بيروت.
وأعلنت شركة طيران الشرق الأوسط-الخطوط الجوية اللبنانية في بيانها، عن تأجيل جميع رحلاتها التي ستنطلق يوم الأحد الواقع في 14/4/2024 إلى مواعيد تحدد لاحقاً، باستثناء الرحلات التالية التي أقلعت من مطار رفيق الحريري الدولي-بيروت عند الساعة التاسعة صباحاً: باريس  ME1209، باريس ME211، فرانكفورت  ME217، روما ME231، دوسلدورف ME247. أما باقي الرحلات، فهي مؤجلة حالياً، وسيتم نشرها لاحقاً فور تبلورالأمور.
وفي وقت لاحق، أعلنت شركة طيران الشرق الأوسط عن إقلاع رحلتي لندن ودبي اليوم الأحد من بيروت. وأكدت مصادر الشركة بأن لا إلغاء لأي رحلات ولا تقليص لعمل الميدل إيست، إنما هناك تريث وتعديل في مواقيت الرحلات وترقب لأي مستجدات أمنية في المنطقة. ومن المقرر تسيير رحلة إلى الدوحة وأبو ظبي بموعدها المحدّد عند الساعة الثالثة بعد الظهر. وفي حال لم تتطور الأمور سلباً، فشركات الطيران ستعود إلى نشاطها الطبيعي كما طيران الميدل إيست، ذهاباً وإياباً من مطار بيروت.
 
أعلنت شركة طيران الشرق الأوسط – الخطوط الجوية اللبنانية، جدول رحلاتها ليوم الاحد 14 نيسان 2024.
الجدول اضغط هنا
 
حمية في المطار
واليوم، تفقد وزير الاشغال العامة والنقل في حكومة تصريف الأعمال الدكتور علي حميه، قبل ظهر اليوم مطار رفيق الحريري الدولي، يرافقه المدير العام للطيران المدني المهندس فادي الحسن وقائد جهاز امن المطار العميد فادي الكفوري وعدد من الضباط ورؤساء المصالح والوحدات في المطار. 

وجال الوزير حميه في بعض اقسام المطار، حيث استهل جولته من برج المراقبة، وأثنى على عمل المراقبين الجويين وكل موظفي المديرية العامة للطيران المدني وكافة الأجهزة الأمنية العاملة في المطار. 

ومن برج المراقبة، كان للوزير حميه كلمة تناول فيها ما شهده مطار بيروت الدولي خلال الساعات الماضية وقال: "وفقا للتطورات التي حصلت على المستوى الإقليمي تم التنسيق مع دولة رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري ودولة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وبعد التنسيق مع الرئاسات وحرصا على سلامة وأمن الأجواء اللبنانية وسلامة الناس المسافرين من والى المطار تم إتخاذ إجراء احترازي بإقفال الأجواء الجوية أمام الطائرات المغادرة او القادمة حتى السابعة صباحا". 

وبعد اتصال مع المديرية العامة للطيران المدني عند الخامسة صباحا أعيد فتح الأجواء الجوية أمام حركة الملاحة الجوية. وقال حميه: "انتهز الفرصة لاتوجه بالشكر الى المديرية العامة للطيران المدني بدءا من المدير العام الى أصغر موظف رتبة وليس قيمة ، لأن قيمة موظفي الإدارة والمديرية العامة للطيران المدني كبيرة". 

واضاف: "لا بد من توجيه الشكر بشكل خاص الى المراقبين الجويين الذين كانوا متواجدين في برج المراقبة لأن هذه المراحل تثبت مدى وطنية الموظف الذي يكون دائما في الصفوف الأمامية وهذا ما ينطبق على جميع الأجهزة الأمنية العاملة في المطار والتي كانت حاضرة وتعمل على قدم وساق داخل مبنى الركاب ومرافق المطار جميعا". 

وتابع الوزير حمية كلامه من برج المراقبة قائلا: "اليوم وبعد السابعة صباحا اتخذت إجراءات بتعليق موضوع إقفال الأجواء اللبنانية وأصبحت تلك الأجواء مفتوحة لكل شركات الطيران، واليوم ارسلت شركة طيران الشرق الأوسط عددا من طائراتها الى أوروبا وتعمل على جدولة رحلاتها والشركات العربية والعالمية تعيد جدولة رحلاتها، وبالتالي سيعود العمل بشكل تدريجي الى مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت". 

ولفت الى انه "بطبيعة الحال عندما نمر بأزمة كبيرة لا بد من حصول بعض الارباك من أجل إعادة العمل مجددا وهذا امر طبيعي ويحدث، والمديرية العامة للطيران المدني والأجهزة العاملة في المطار بكامل عديدهم موجودين في المطار لتسهيل عمل الشركات والمسافرين من والى المطار". 

وأشار الى ان "المديرية العامة للطيران المدني تتواصل مع كل شركات الطيران لجدولة رحلاتهم"، مؤكدا ان "مطار بيروت اجواؤه مفتوحة لكل الطائرات والشركات هي المعنية بجدولة رحلاتها عبر طائراتها والمديرية العامة للطيران المدني تقوم بكل ما هو مطلوب منها لتسهيل العمل على أكمل وجه". 

ولفت حميه الى انه "بدءا من اليوم سيعود انتظام العمل وتعود الأمور الى طبيعتها" مشيرا الى ان "بعض شركات الطيران ومنها air france أجلت رحلاتها الى الغد وقد ابلغوا ركابهم بذلك".

ومن برج المراقبة في المطار، انتقل حميه يرافقه الحسن والكفوري الى قاعة المغادرة في المطار، حيث اضطلع على سير الأمور على كونتورات شركات الطيران وشرح لبعض للمسافرين الذين استفسروا منه عن التأخير الحاصل معهم ، ألية عمل بعض الشركات واعادة جدولة رحلاتها.

وختم حميه جولته بإجتماع عقده في المديرية العامة للطيران المدني مع الحسن والكفوري وعدد من الضباط ورؤساء وحدات المديرية لتقييم الوضع في المطار وسير العمل.