لبنان إلى نموذج "الشيباني - ديرمر" ثم "شرم الشيخ"؟

بين الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس والموفد المصري رئيس الاستخبارات المصرية اللواء حسن محمود رشاد، يكتمل المشهد.

فـأورتاغوس، تدفع إما باتجاه مفاوضات مباشرة بين لبنان وإسرائيل، أو باتجاه توسيع لجنة "الميكانيزم" لتضم وزراء ومسؤولين بمراكز عالية في الدولة اللبنانية يجلسون للتفاوض مع وزراء ومسؤولين بمراكز عالية في إسرائيل.

فرادرات أورتاغوس، التقطت طرح رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون التفاوض غير المباشر على غرار التفاوض على الترسيم البحري الذي حصل بين لبنان وإسرائيل خلال أعوام 2020 - 2021 و2022 واقترح لبنان أمام الضيفة الأميركية إمكان تطعيم اللجنة بمدنيين، فرفعت السقف إلى طرح تطعيم اللجنة بوزراء ومسؤولين سياسيين وأمنيين، علمًا أن أورتاغوس لم تتحدث أمام أي مسؤول لبناني عن موقف إسرائيل من هذا الطرح ولم تقل إن إسرائيل تقبل به أو ترفضه.

وعلى وقع ذلك، تقول مصادر مطلعة على المفاوضات ل نداء الوطن إن لبنان أيضًا لم يعلن قبول طرح أورتاغوس، لكنه حتمًا يبحث عن مخرج ما لحل أزمتي الحرب والسلاح التي يعيشهما، وأن المسؤولين في لبنان يعون تمامًا "أن لا حل إلّا بالتفاوض والحوار" كما قالت لهم أورتاغوس، مؤكدةً أن هامش الوقت بدأ يضيق.

وما ورد في البيان الصادر بعيد اجتماع لجنة "الميكانيزم"، نقل عن لسان أورتاغوس قولها:

"نرحّب بقرار الحكومة وضع كل الأسلحة تحت سيطرة الدولة بحلول نهاية العام".

ويضيف: أولًا، تتحدث أورتاغوس عن مهلة زمنية واضحة وضعها الجيش في خطته، على الدولة الالتزام بها وعلى الجيش اللبناني الآن تنفيذ خطته بشكل كامل.

وثانيًا، التمسك بقرار الحكومة الصادر في الخامس من آب الماضي لجهة سحب السلاح".

على أي حال، عبر طرحها ضم وزراء في لجنة "الميكانيزم"، تحاول أورتاغوس توسيع هامش التفاوض مع إسرائيل، وتوسيع التعاطي بين لبنان وإسرائيل تمامًا كما حصل في سوريا، فهي التي قالت للمسؤولين اللبنانيين: "أنظروا من حولكم ماذا يحصل، الشرع سيصل قريبًا إلى البيت الأبيض" وأرادت أن تلحق لبنان بالنموذج السوري...

فكما التقى وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، وزير الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلية رون ديرمر أكثر من مرة، تدفع الإدارة الأميركية بهذا الاتجاه لينطبق النموذج السوري على لبنان. وما تدفع باتجاهه أميركا لا يختلف كثيرًا عما تدفع باتجاهه مصر.

فرئيس الاستخبارات المصرية اللواء حسن محمود رشاد، بحسب معلومات "نداء الوطن" تحدث أمام المسؤولين اللبنانيين الذين التقاهم عن سروره وفخره بما فعلته مصر في "قمة شرم الشيخ للسلام"، لجهة إعلان وقف إطلاق النار بين إسرائيل و"حماس" ، واصفًا المشهد بالتاريخي. وفهم منه المسؤولون اللبنانيون أنه يسوّق لاستنساخ التجربة "الغزاوية" في لبنان، خصوصًا أنه قال إنه يأتي من تجربة ناجحة جدًا وأضاف: "إذا كنتم تريدون مساعدتنا في لعب دور تمامًا كما فعلنا في غزة، فنحن جاهزون". وهذا يعني في اللغة الدبلوماسية، ليس فقط عرض خدمات، بل حث المسؤولين اللبنانيين، بشكل غير مباشر، على اتجاه التفاوض مع إسرائيل وخوض "التجربة الناجحة نفسها" كما وصفها رشاد التي خاضتها "حماس" في غزة!

باختصار، ما تحاول "الدبلوماسية" فعله هو إرساء النموذج السوري أولًا في لبنان على أن يتبعه النموذج الغزاوي، بمعنى أن يقترب لبنان أكثر باتجاه توسيع التفاوض مع إسرائيل قبل أن يعقد "الديل الكبير".