لبنان متروك لقدره... وأفق تشكيل الحكومة مقفل نهائيًا

استبعد مصدر وزاري لـ«اللواء» حصول اي تقدم على مستوى التوافق بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف حول توليفة حكومية، مشدداً على ان الافق في هذا المجال مقفل نهائياً، مشيراً الى ان الخارج ايضاً لم يعد يهتم بهذا الاستحقاق، وهذا يلاحظ من خلال اي موقف دبلوماسي يحث المسؤولين على تأليف حكومة على غرار ما كان يحصل في مرات سابقة، لافتاً الى ان الاستحقاق الرئاسي ايضاً محاط بالكثير من الضبابية حول امكانية حصوله في موعده.
ومع ذلك، تمضي بعبدا بادارة بعض الملفات على طريقة ما كان يحصل ايام الحكومة السابقة التي كان يرأسها الرئيس حسان دياب، وفي السياق افادت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن ملف النازحين الذي تحرك مجددا من خلال اجتماعين متتاليين في قصر بعبدا، وتناول الملف من زوايا عدة يتعلق بعضها بدور مفوضية شؤون اللاجئين وهذه المفوضية تملك داتا المعلومات عن النازحين الذين دخلوا لبنان بين الأعوام ٢٠١١ و ٢٠١٥ لم تتسلمها الدولة اللبنانية، مؤكدة ان هذه الاجتماعات تنسيقية للتحضير لبرنامج العودة ضمن مراحل.
لكن مصادر سياسية ترى أن المسؤولين كلهم باتوا عاجزين عن المبادرة للخروج من دوامة الانهيار على كل المستويات، وتركوا الامور على غاربها، بانتظار ما يحصل اقليميا ودوليا من تطورات، قد تنعكس سلبا او ايجابا على لبنان، اي باختصار الكل بانتظار القضاء والقدر، ولا شيء آخر.
ولاحظت المصادر ان العهد بفريقه كله، بحالة تخبط وضياع، مع تسارع انقضاء ولايته بدون تحقيق اي انجاز متواضع، فيما تحكم تصرفاته هواجس مقلقة، لما بعد خروج الرئيس عون من بعبدا، بغياب اي فرصة، ولو كانت ضئيلة، لتعبيد الطريق أمام وريثه السياسي النائب جبران باسيل لولوج القصر الجمهوري مرة جديدة امامه لتولي الرئاسة الاولى، وانما على عكس ذلك تماما، لان الاجواء السياسية، بالداخل والخارج، تؤشر باغلاق كل الابواب امامه لتولي الرئاسة، بل اكثر من ذلك، هناك حالة رفض داخلي وخارجي لمثل هذا الطرح، نظرا لما تسبب به باسيل من أذى بالغ للعلاقات بين لبنان وهذه الدول.
وتطرقت المصادر الى امكانية تأثر لبنان من اي اتفاقيات اقليمية او دولية قد تحصل على غرار اتفاق الولايات المتحدة الأميركية مع ايران على الملف النووي الايراني، واشارت إلى ان اي اتفاق قد يحصل سيرخي بمفاعيل مريحة على لبنان، شريطة ان يلتزم اطراف هذا الاتفاق بتنحية المليشيات الموالية لايران عن الاستمرار بالسيطرة وانتهاك سيادة العديد من الدول المجاورة لايران، كما يحصل حاليا، والا لا جدوى من اي اتفاق يحصل من هذا النوع.
وكشفت المصادر نقلا عن ديبلوماسيين يتابعون مجريات المفاوضات الجارية بين الولايات المتحدة الأميركية وايران، ان مسودة الاتفاق استكملت بشكلها النهائي، بعدما سويت كل الخلافات المتبقية، وفي مقدمتها، موضوع اسقاط الحرس الثوري الايراني من لائحة العقوبات الاميركية المفروضة على ايران، الذي بقي على حاله كما هو حاليا، لوجود صعوبات جمة لاخراجه من اللائحة حاليا، بينما حلت مشكلة الضمانات التي طلبتها ايران، لجهة عدم انسحاب الولايات المتحدة الأميركية من الاتفاق مستقبلا، وما بقي حتى الان هو الاتفاق النهائي للاعلان عما التوصل اليه عالميا.
واعتبرت المصادر ان الطرفين اللدودين في الاتفاق متفاهمين بينهما، على مراعاة مصلحة كل دولة، لتحديد الوقت الذي يناسب كلا الدولتين للاعلان عن هذا الاتفاق بمعزل عن كل التبرعات والتداعيات السلبية التي قد تصيب اي دولة جراء ذلك.