لبنان "مُستشفى الشرق" في العناية الفائقة!

القطاع الطبي كان من اكثر القطاعات التي تأثرت من جراء الازمة الاقتصادية والمالية والنقدية في لبنان. لبنان الذي كان مستشفى الشرق اصبح اليوم في العناية الفائقة ويعاني من نزيف هجرة الاطباء وتراجع الخدمات الطبية.

وبعدما كان لبنان قد حلّ في العام 2019 في المرتبة الأولى بين الدول العربية على صعيد الرعاية الصحية، وذلك وفقاً لمؤشر بلومبرغ لفعالية الرعاية الصحية.

اصبح اليوم في المرتبة الرابعة بين الدول العربية الأفضل من حيث الرعاية الصحية لعام 2023 بحسب تصنيف موقع "نومبيو".

في هذا الاطار رأى نقيب اطباء لبنان في بيروت البروفسور يوسف بخاش في حديث للديار ان التراجع في التصنيف امر طبيعي نتيجة التحديات التي مر بها القطاع الطبي سيما ازمة جائحة كورونا التي أثرت على الانظمة الصحية في كل العالم وكان لبنان الاكثر تأثيراً بها بسبب الازمة الاقتصادية والمالية والاجتماعية التي كانت الدافع الاساسي لهجرة عدد كبير من العاملين في القطاع الصحي من اطباء و ممرضات وممرضين بدءاً من العام ٢٠١٩ لافتاً الى انفجار مرفأ بيروت الذي سرّع في موجة هذه الهجرة.

وقال بخاش: "الانهيار المالي كان له تأتير كبير على القطاع الاستشفائي والكلفة التشغيلية للمؤسسات الاستشفائية حيث اضطرت المستشفيات الخاصة الى تخفيض عدد الاسرة لديها التي كانت قبل الازمة حوالي ١٠ الاف سرير و تقلصت بعد الازمة الى ٥ الاف سرير بعد ارتفاع الكلفة التشغيلية بسبب ارتفاع سعر صرف الدولار الكبير و عدم وجود الاختصاصيين."

ومن الاسباب التي ادت الى التراجع في تصنيف لبنان اضافة الى الازمة الاقتصادية وكورونا وهجرة الاطباء وانخفاض عدد الاسرة اشار بخاش الى عدم تواجد الادوية و عدم امكانية الصناديق الضامنة الرسمية على تغطية الكلفة الاستشفائية للمنتسبين من وزارة صحة و ضمان اجتماعي وتعاونية موظفين متأسفاً لان الكلفة كبيرة على كاهل المواطن الذي خسر امواله و يتفادى الدخول الى المستشفى لعدم قدرته على تغطية الكلفة الاستشفائية.

واذ اشار بخاش الى ان نسبة هجرة الاطباء وصلت الى ٣٥٪؜ من عدد الاطباء المسجلين في النقابة لفت الى ان ٢٠٪؜ من الذين هاجروا عادوا الى لبنان لسببين الاول امكانيات العمل في الخارج ليست سهلة اضافةً الى ان المجتمع الطبي والمجتمع اللبناني ككل بدأ يتأقلم مع الوضع الاقتصادي و مع الدولرة.

ورأى بخاش ان الخطر يكمن في نزيف الهجرة الذي مازال مستمراً خصوصاً لجهة المتخرجين والمتدربين الجدد لاننا كمجتمع طبي كل خمس سنوات بحاجة الى ضخ دم جديد في الجمعيات العلمية و في نقابة الاطباء من اجل تطوير القطاع الطبي و تجديد الطاقم الطبي متخوفاً اذا استمرت الازمة و هجرة المتخرجين الجدد سيصبح من الصعب اعادتهم الى لبنان الذي يعاني من نظام طبي مضطرب وغير منظم مؤكداً على ان هجرة المتخرجين الجدد تشكل خطراً كبيراً على مستقبل القطاع الطبي في لبنان.