وفي رد فعل أولي ظهر وكأن كل فريق يحاول أن يطمئن نفسه بأنه الرابح، وبأن الاتفاق لن يطيح به ولن يكون على حسابه.

وانهمرت التحليلات والاجتهادات والقراءات باستنسابية وفق تموضع الأطراف التي تتجاذب السلطة من ضمن المنظومة الواحدة.

في المبدأ، من المنطقي أن يسفر مثل هذا الاتفاق عن تفاؤل لبناني، انطلاقا من أن الغريق يتمسك بقشة على أمل أن ينجو، فكيف إذا تعلق الأمر بأمل مصدره كل من السعودية وإيران، ومعروف أنهما يشكلان قطبي التجاذب لفريقين رئيسين يتنازعان بشأن مصير لبنان وتموضعه في المنطقة؟؟

فجسور التقارب والتوافق بين الدولتين القويتين الاقليميتين لا بد ستنعكس إيجابا على الدول التي تدور في فلكهما، وكيف إذا كانت إحدى هذه الدول مرتبطة عضويا بأحدهما.. أو بالاثنتين معا.. كما هو الحال بالنسبة إلى لبنان؟؟

إلا أن التفاؤل يجب ألا يطيح بالواقعية، ليرتكز على الأمنيات المتناقضة والمتعلقة بكل فريق على حدة.

وقبل الاستسلام لهذه الأمنيات، من المفيد التوقف عند المصالح الاستراتيجية لأصحاب الاتفاق والتي تتجاوز مصالح القوى التي تدور في فلكها، فأولويات طهران في الاتفاق مع الرياض تعلو على أولويات أجندتها اللبنانية، وأولويات الرياض ليست لبنان بالتأكيد.