لبنان يدخل العتمة...أين من وعدنا بكهرباء 24/24؟!

أفادت مؤسسة كهرباء لبنان بأنّه "بعد توقف معمل دير عمار صباح أمس قسريًا عن إنتاج الطاقة جرّاء نفاد مادة "الغاز أويل"، توقّف أيضاً معمل الزهراني قسرياً ظهر اليوم للسبب عينه، الأمر الذي أدّى الى انخفاض التغذية الإجمالية إلى ما دون 270 ميغاوات، ما انعكس مباشرةً على ثبات واستقرار الشبكة وأدّى إلى هبوطها بشكل كامل من دون إمكانية إعادة بنائها مجدداً في الوقت الراهن في ظلّ هذه الظروف التشغيلية الصعبة والقدرة الإنتاجية المتدنية من جهة واستمرار وجود محطات تحويل رئيسية خارجة عن سيطرة المؤسسة من جهة أخرى".

وأضافت المؤسسة في بيان أنّه "من المرتقب أن تصل مساء اليوم شحنة مادة الفيول أويل (Grade A)، التي من المتوقع أن يتمّ تفريغ حمولتها في كلّ من خزانات مصبات الذوق والجية مطلع الأسبوع المقبل، وذلك بعد أن تقوم جانب وزارة الطاقة والمياه – المديرية العامة للنفط بالتأكد من مطابقة مواصفاتها فور ورود نتائج تحاليل عيناتها من مختبرات شركة «Bureau Veritas» في دبي، ليتم استهلاكها بعد تفريغ كامل حمولتها في كل من معملي الذوق والجية الحراريين، للتمكن من ثمّ، مع كل من معملي المحركات العكسية في الذوق والجية من محاولة رفع القدرة الإنتاجية لنحو 500 ميغاوات ريثما تردّ الشحنة الثالثة من اتفاقية التبادل العراقية، والمحملة بمادة الغاز أويل والمرتقب وصولها في أواخر شهر تشرين الأول الحالي، كي تتمكن عندئذ المؤسسة من تثبيت الشبكة الكهربائية قدر مستطاعها".

وتابعت المؤسسة أنّها "تتواصل من جانب آخر مع جانب منشآت النفط في طرابلس والزهراني لمعرفة ما إذا أمكنها شراء جزء من كميات الغاز أويل المحدودة لدى تلك الأخيرة، إذا ما توفّرت لديها، وذلك كي يصار إلى إعادة تشغيل معملي الزهراني ودير عمار لأيّام محدودة فقط لرفع القدرة الإنتاجية موقتاً إلى حدود 500 ميغاواط، وبالتالي تثبيت الشبكة الكهربائية، وذلك ريثما يتم الانتهاء من تفريغ حمولة شحنة مادة الفيول أويل (Grade A) مطلع الأسبوع االمقبل، وعلى أن يصار إلى تسديد ثمن تلك الكميات بموجب قرض الـ100 مليون دولار أميركي ما بين الحكومة اللبنانية ومصرف لبنان، الذي تبلغت المؤسسة من قبل جانب مصرف لبنان صباح يوم أمس الجمعة الواقع فيه 08/10/2021 عن موافقة المجلس المركزي لمصرف لبنان عليه".

وتابع المكتب الإعلامي للمؤسسة بيانه أنّه "إزاء هذا الوضع الخارج عن إرادة مؤسسة كهرباء لبنان، ستعمد إلى إبقاء جميع المواطنين على بينة في ما خص التغذية بالتيارالكهربائي عبر بيانات لاحقة".

وقالت المؤسسة إنّه "قد سبق وحذّرت مراراً وتكراراً منذ أشهر عدّة من خطر الدخول في المحظور في ما خصّ التغذية بالتيار الكهربائي، وإنّها قد ناشدت جميع الجهات المعنية بحساسية ودقة الوضع سيما لجهة ضرورة أن يتمّ الموافقة على تحويل فائض العملة الوطنية المتراكم في حساباتها جرّاء عمليات جباية فواتير الاشتراكات بالتغذية في التيار الكهربائي، إلى عملة صعبة وفق سعر الصرف الرسمي، وذلك في محاولة منها لتغطية جزء من حاجاتها من المحروقات لزوم إنتاج الطاقة، وأنّه إذا استمرت الأمور على حالها فهنالك مخاطر عالية من الوصول إلى الانقطاع العام والشامل على جميع الأراضي اللبنانية".

وأكدت مصادر في شركة كهرباء لبنان لـ"الجديد" أنّ لبنان سيغرق في عتمة تامّة لمدّة عشرة أيّام، موضحة أنّ أبرز الحلول المتوقعة لحلّ أزمة الكهرباء هو الإستعانة بمازوت منشآت الزهراني لإنقاذ معملي الزهراني ودير عمار.

مصدر في وزارة الطاقة لفت لـ"النهار" الى انه حجز أمس الاعتماد في مصرف لبنان لاستيراد الفيول، وأحيل الملف إلى إدارة المناقصات.

وقال:" أخذت عينة من الفيول المستبدل عن النفط العراقي إلى الإمارات العربية ليتم فحصها، وستأتي الموافقة في اليومين المقبلين".

أضافت معلومات "النهار": "وزير الطاقة أحال إلى مدير عام إدارة المناقصات جان العلية أمس موافقة "المركزي" على اعتمادات لاستيراد الفيول، وستجري الإدارة المناقصة بأسرع وقت في حال كان دفتر الشروط يراعي المعايير التي طلبها الاتحاد الأوروبي، على أن يشارك في المناقصة أكبر عدد من الشركات".

ولاحقا، أفاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" ان اتصالات جرت لتأمين إعادة التيار الكهربائي جزئياً الى مختلف المناطق اللبنانية، عبر تزويد محطات الانتاج بالفيول من الاحتياط المتوافر للضرورات القصوى. 
وسيعود التيار الكهربائي تدريجاً خلال الساعات المُقبلة.