لبنان يستقبل الإماراتيين ويترقّب السعوديين في الأضحى

ازدانت صالة الوصول في مطار بيروت بالورود، استقبالًا لركاب أولى رحلات "الاتحاد للطيران" الإماراتية، بعد سنوات من حظر سفر الإماراتيين إلى لبنان. وقد استأنف الطيران الإماراتي رحلاته إلى لبنان اليوم، مع دخول قرار رفع الحظر عن سفر المواطنين الإماراتيين حيّز التنفيذ. ومن المتوقع أن ترتفع وتيرة الرحلات خلال الأيام المقبلة.

ولم يقتصر الترحيب على الجانب اللبناني، إذ أعرب عدد من الركاب القادمين على متن الطائرة الإماراتية عن فرحتهم العارمة بالعودة إلى لبنان بعد سنوات من القطيعة. فالإماراتيون، إلى جانب عموم الخليجيين، لا سيما السعوديين، والكويتيين، والقطريين، كانوا يشكّلون، على مدى سنوات ما قبل اندلاع الحرب السورية في 2011، الثقل الأكبر في حركة التدفق السياحي إلى لبنان، وكذلك في الاستثمار العقاري في البلاد.

الإماراتيين ثم السعوديين!
يعوّل اللبنانيون، من مسؤولين ومواطنين، على عودة لبنان إلى الخريطة السياحية العربية، آملين أن تشكّل عودة المواطنين الإماراتيين بوابة لعبور قرار رفع حظر السفر إلى لبنان من قبل جميع دول الخليج، لا سيّما السعودية. ويتوقّع مصدر مسؤول صدور قرار سعودي برفع حظر سفر مواطنيها إلى لبنان بحلول عيد الأضحى، أي بعد نحو شهر، ويعزو سبب التأخير إلى مباحثات يُرتقب أن تُجرى مع الجانب السعودي الأسبوع المقبل، في إطار تقديم تطمينات وضمانات من الجانب اللبناني تضمن سلامة وأمن المواطنين السعوديين في لبنان.

ويؤكّد المصدر قدرة لبنان على إنجاح تلك المحادثات نظرًا للجدّية في التعاطي مع ملف رفع الحظر الخليجي. وكانت المحادثات التي جرت سابقًا بين الرئيسين اللبناني جوزاف عون والإماراتي محمد بن زايد قد تُوّجت بلقاءات استُكملت بين الجانبين، وانتهت بقرار رفع الحظر الإماراتي، وهو ما يُتوقّع تكراره مع السعودية.
وبحسب المصدر، فإن التطمينات تشمل مختلف الجوانب التي تهمّ السائح والمستثمر، لا سيّما الأمنية والاقتصادية.
وتشير المعلومات إلى أنه سيتم تشكيل غرفة عمليات تضمّ عدّة وزارات، لمتابعة شكاوى السياح والزوار، خصوصًا العرب، سواء تعلّقت بالأمن أو بالخدمات السياحية كالمرافق، المطاعم، الفنادق، أو سيارات الأجرة، وغيرها.
وكان الجانب اللبناني قد تعهّد خلال اللقاءات مع سفراء دول الخليج مؤخراً بتعزيز الدوريات الأمنية داخل مطار بيروت وعلى طريق المطار وتفعيل الدوريات الأمنية في المناطق السياحية ومحيط المرافق السياحية بالإضافة إلى تسهيل عملية استقبال السياح عبر المطار وضبط الإجراءات وتنظيمها تجنّباً لأي ازدحام. هذا بالإضافة إلى تعميم وزارة الخارجية الإماراتية على مواطنيها نموذجاً لتعبئة بيانات ترتبط بوجودهم في لبنان كمكان الإقامة وسواها من التفاصيل التي تسهّل عملية حفظ أمنهم.
ويؤكد مصدر آخر بأن العمل جارٍ على قدم وساق من قبل وزارة السياحة والجهات الأمنية والوزارات المعنية الأخرى على إطلاق خطة سياحية متكاملة تستهدف بالدرجة الأولى إزالة هواجس السياح ودولهم، ولا سيما الخليجيين منهم، وتضمن عودتهم الآمنة وتلبي الاحتياجات المطلوبة لجذب السياح. علماً أن مسألة الإنفتاح العربي اليوم على لبنان، بحسب المصدر، لا تقتصر على عودة السياح إنما تشكّل منح لبنان فرصة جديدة لإثبات جديته بالعودة إلى الحضن العربي مع ما يرتّب عليه التزامات سياسية وأمنية واقتصادية بدءاً من تطبيق القرار الدولي 1701 من جهة وتنفيذ إصلاحات اقتصادية تضمن التعافي المالي والمصرفي من جهة أخرى ما يشكّل دافعاً لعودة الاستثمار العربي والأجنبي إلى البلد.

استقبال بالورود
وكان وزير الإعلام بول مرقص، ممثّلًا رئيس الجمهورية جوزاف عون، قد استقبل طيران "الاتحاد" الإماراتي اليوم في مطار بيروت، وسط ترحيب لافت. وقال مرقص من المطار: "نحن بانتظار قدوم الإخوة من دول الخليج، ومشهد اليوم يُشكّل باكورةً لتطوير العلاقات والسياحة مع دول الخليج العربي"، مضيفًا: "نتطلّع قُدُمًا إلى مزيد من رفع الحظر وتشجيع السفر إلى لبنان، بعد الإجراءات التي اتخذتها الحكومة، خصوصًا على طريق المطار وفي الأماكن السياحية".

وعن الوضع الأمني في لبنان، أكد مرقص أن "الوضع مريح لاستقبال السياح والإخوة الخليجيين، والحكومة عازمة ونشطة في تذليل أي صعوبات قد تواجههم"، شاكراً "إدارة المطار والأجهزة الأمنية على تأمين المناخ الملائم والمطمئن للأشقاء الخليجيين من أجل عودتهم إلى لبنان".

وأكد مرقص أيضًا أن خطوة اليوم تساهم في إعادة بناء الثقة بين لبنان والإمارات، لافتًا إلى تشكيل لجان وزارية لمتابعة إزالة أي معوقات أمام قدوم الجاليات العربية والأجنبية.

وإذ يُعوّل الجميع على نجاح المساعي لرفع الحظر عن لبنان من كافة دول الخليج، يُبدي البعض تخوّفهم من أي انتكاسة أمنية، باعتبار أن فعالية التطمينات واستعادة العلاقات العربية تبقى مرهونة بصمود الوضع الأمني وعدم تطوّره سلبًا، خصوصًا في ظل الاستهدافات الإسرائيلية المتكررة للبنان.