المصدر: نداء الوطن
الكاتب: محمد دهشة
السبت 13 أيلول 2025 06:47:58
من المتوقع تسليم دفعة جديدة من السلاح، بعدما أوضحت لجنة الحوار اللبناني – الفلسطيني أن المرحلة الرابعة ستبدأ اليوم السبت في مخيمي "البداوي" في مدينة طرابلس (شمال لبنان) و"عين الحلوة" في مدينة صيدا (جنوب لبنان) وتستمر ثلاثة أيام، مؤكدة أن القرار نهائي ولا رجعة عنه.
وفيما لم تتبلغ قيادة حركة "فتح" السياسية والعسكرية بعد بقرار التسليم، وخاصة من "عين الحلوة"، علمت "نداء الوطن" أن اتفاقًا لبنانيًا فلسطينيًا جرى على تسليم سلاح "عين الحلوة" بعيدًا من الأضواء والإعلام، خشية من عرقلة العملية أو حدوث توتير أمني يؤدي إلى وقفها، نظرًا للتعقيدات السياسية والعسكرية التي تسود المخيم.
وتُعتبر عملية تسليم السلاح من "عين الحلوة" خطوة هامة وذات دلالة سياسية وأمنية نظرًا لما يمثله المخيم؛ فهو عاصمة الشتات ومركز القرار وفيه موزاييك سياسي متداخل ومعقد، وقد شهد على مر السنوات الماضية سلسلة من الاشتباكات المسلحة، آخرها في العام 2023 بين حركة "فتح" و"الشباب المسلم"، على خلفية اغتيال قائد الأمن الوطني العميد أبو أشرف العرموشي.
بينما تأتي عملية تسليم قوات الأمن الوطني الفلسطيني سلاحها من مخيمي "عين الحلوة" و "البداوي" استكمالًا للخطوات التي قامت بها في ستة مخيمات على ثلاث مراحل: الأولى في "برج البراجنة" 21 آب 2025، والثانية في مخيمات جنوب الليطاني: "الرشيدية"، "البص"، و"البرج الشمالي" 28 آب 2025، والثالثة في مخيمات بيروت: "برج البراجنة"، "شاتيلا"، و "مار الياس" 29 آب 2025.
وفيما تؤكد حركة "فتح" أن تسليم السلاح الفلسطيني يأتي في إطار تطبيق الاتفاق بين الرئيسين جوزاف عون ومحمود عباس في 21 أيار الماضي، والهادف إلى حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية، أكد رئيس لجنة الحوار اللبناني – الفلسطيني السفير رامز دمشقية أن مسار تسليم السلاح داخل المخيمات الفلسطينية يسير بشكل متدرج ومنظم، وأن الدولة اللبنانية ماضية في فرض سلطتها على كامل أراضيها دون استثناء.
ولفت إلى أن الحوار مع حركة "حماس" لا يزال قائمًا، مع توقعات بإقفال الملف بالكامل مع نهاية الشهر الحالي، مشيرة إلى أن النقاشات مع "حماس" تتركز على ترتيبات تسليم السلاح وآليات التطبيق الميداني. وجدد تأكيده أن "القرار واضح وحاسم بفرض سلطة الدولة اللبنانية على كافة الأراضي، معتبرًا أن نجاح هذه المرحلة يمثل خطوة مفصلية نحو تعزيز الاستقرار الداخلي وضبط الأمن داخل المخيمات.
ويبلغ عدد المخيمات الفلسطينية في لبنان 12 مخيمًا، أصبحت 6 منها خالية من سلاح حركة "فتح" الثقيل والمتوسط بعد التسليم، وهي: "برج البراجنة"، "شاتيلا"، "مار الياس" في منطقة بيروت، إضافةً إلى "الرشيدية"، "البص"، و"البرج الشمالي" في منطقة صور.
أما مخيمات "نهر البارد" في الشمال، و"الضبية" شرق بيروت، و"المية ومية" في صيدا، فهي خالية أصلًا من السلاح، ما يعني أن ثلاثة مخيمات فقط ما زالت تحتفظ به، وهي: "البداوي" في الشمال، "الجليل" في البقاع، و"عين الحلوة" في صيدا.
وأما خارج المخيمات، فمع سقوط نظام بشار الأسد في 8 كانون الأول 2024، تسلّم الجيش اللبناني المواقع العسكرية التي كانت خاضعة لتنظيمي "القيادة العامة" و"فتح الانتفاضة" على الحدود مع سوريا وصولًا إلى الناعمة، لينتهي بذلك أي وجود للسلاح الفلسطيني خارج المخيمات.