لماذا لم تتصدر الأرجنتين تصنيف الفيفا بعد الفوز بكأس العالم؟

على الرغم من تتويجه ببطولة كأس العالم على حساب فرنسا، لم يعتلِ منتخب الأرجنتين صدارة تصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) واكتفى بالتقدم مرتبة واحدة بحلوله ثانيا خلف البرازيل.

وجمع المنتخب الأرجنتيني 64.5 نقطة من خلال مباريات السابقة خلال الفترة ما بين 6 أكتوبر وحتى 22 ديسمبر، بما في ذلك اللقاءات السبعة التي خاضها راقصو التانغو في مونديال قطر.

وارتفع رصيد المنتخب الأرجنتيني الفائز بكأس العالم للمرة الأولى منذ 36 عاما، من 1773.88 إلى 1838.38 نقطة بفارق أقل من 3 نقاط عن البرازيل.

وقال المحلل الرياضي، هاني اللؤلؤ، إن هذه النتيجة "طبيعية" في كرة القدم على اعتبار أن حساب النقاط يكون تراكميا.

في حديثه لموقع "الحرة"، يشير اللؤلؤ إلى أن عملية احتساب النقاط تتم وفق آليات غاية في التعقيد، مما يجعل التصنيف الدولي "غير مهم بالنسبة للمشجع الرياضي وحتى المتخصصين في اللعبة".

في أغسطس عام 2018 وبعد فترة طويلة من الاختبارات والتحليل لأفضل طريقة لاحتساب النقاط في التصنيف الدولي، وافق مجلس الفيفا – الهيئة التشريعية لقوانين اللعبة – على آلية جديدة لاحتساب هذا التصنيف الذي يحظى برعاية شركة كوكاكولا.

ويطلق على الآلية الجديدة نظام "إس يو إم"، حيث يعتمد على زيادة أو نقصان النقاط التي يحققها منتخب ما في مباراة معينة استنادا إلى إجمالي النقاط السابقة وذلك بدلا من حساب متوسط نقاط المباريات خلال فترة زمنية معينة كما هو الحال سابقا.

كما تشمل الآلية الجديدة تحديد النقاط التي تضاف للمنتخب أو تخصم منه من خلال القوة النسبية للخصمين، بما في ذلك التوقع المنطقي بأن الفرق الأعلى في التصنيف يجب أن تحقق أداءً أفضل ضد الفرق الأقل ترتيبا.

"الجمهور يبحث عن الإثارة"

ويستخدم "الفيفا خوارزميات رياضية معقدة في احتساب هذه النقاط بناء على أهمية المباريات ومواعيد إقامتها وتصنيف المنتخب الخصم.

وأوضح اللؤلؤ أن المباريات الودية تخلف نقاطها عن المباريات الرسمية، كما أن المباريات الودية المقامة في أيام الفيفا لها نقاط أعلى من المباريات الودية في خارج تلك الأيام المدرجة في الروزنامة.

وتابع: "ترتفع النقاط المكتسبة كلما ازدادت أهمية المباراة. فمثلا مباريات البطولات الرسمية والقارية أعلى من المباريات الودية، فيما مباريات كأس العالم لها نصيب أوفر من النقاط وتختلف من دور إلى آخر".

وللتخفيف من الآثار السلبية لخسارة المباريات في البطولات، فإن الخسائر في الأدوار الإقصائية من المسابقات النهائية لن تؤدي إلى خصم نقاط للمنتخب الخاسر على الرغم من أهمية هذه المباريات بالنسبة للفائز.

وقال اللؤلؤ إن تصنيف المنتخبين أيضا له اعتبار في كسب أو خسارة النقاط في التصنيف، مدللا على أن مباراة السعودية أثرت بشكل كبير على الأرجنتين في التصنيف على اعتبار أن خسر أمام منتخب يعتبر متأخر نسبيا في القائمة.

ورجح أن تتفوق الأرجنتين على البرازيل خلال الشهرين المقبلين إذا ما استمرت في نتائجها الإيجابية أو حتى تعثرت البرازيل، لا سيما وأن الفارق بينهما بسيط.

وحدد اللؤلؤ أهمية واحدة لهذا التصنيف متمثلة في اختيار مستويات المنتخبات في قرعة البطولات القارية وتصفياتها من خلال ترؤس المنتخبات الأعلى تصنفا للمجموعات مما يجعل المنتخبات صاحبة التصنيف الأعلى تتجنب لقاء بعضها البعض في اللقاءات التمهيدية.

وبصرف النظر عن استخدامه كمرجعة لتحديد مستويات المنتخبات في قرعة البطولات، فإن التصنيف "ليس له أهمية وغير مؤثر ولا يعتبر حافزا للمنتخبات"، كما يقول اللؤلؤ.

وأضاف: "بلجيكا تصدرت التصنيف لفترة طويلة ولم يعرف عنها الكثير ... الجمهور يبحث عن المتعة والإثارة داخل الملعب".