لم يكتفِ بالسفارة الأميركية بل متورّط أيضاً بإطلاق النار على مقرّي الأمن العامّ والبعثة الأوروبيّة... ومذكرتا توقيف بحقّه!

اعترف الموقوف محمد مهدي خليل الذي أطلق النّار على مقرّ السفارة الأميركيّة في عوكر، في 21 أيلول الماضي، خلال استجوابه أمام قاضي التحقيق العسكريّ الأوّل بالإنابة فادي صوّان، بإقدامه على إطلاق النار أيضاً على مقرّ الأمن العامّ وعلى مقرّ بعثة الاتّحاد الأوروبيّ.

وكان أُحضر بعد ظهر اليوم الموقوف خليل إلى مبنى المحكمة العسكريّة مخفوراً، وأُدخل إلى مكتب القاضي صوّان حيث استجوبه في حضور وكيلته عليا شلحة في ملفّين مدّعى عليه بهما من النيابة العامّة العسكريّة بجرم إطلاق نار على المقرّين.

الشاب ذات البنية القويّة (٢٦ عاماً) اعترف صراحة بإطلاق النار على حائط كلّ من المبنيين بسبب تعرّضه للإهانة. ووفق المعطيات، ذكر خلال التحقيق الاستنطاقيّ معه أنّه أطلق النار خمس مرات على حائط المبنى المركزيّ للأمن العامّ، العام الماضي، لعدم تمكّنه من الحصول على جواز سفر بعد ستّة أشهر من تقديم الطلب، بداعي السفر إلى الصين للعمل مع قريبه، بعد حصوله على تأشيرة عمل.

وبعد طول انتظار، أبلغ من الأمن العامّ بوجود إشارة في حقّه من دون إطلاعه على مضمون تلك الإشارة، وقال: "رغم أنّني مواطن مثل الآخرين، ما حدا فاضيلي".

فأحضر بندقيّته الحربيّة وأطلق عيارات في اتّجاه أماكن خالية من الناس.

وفي أيلول الماضي، وبينما كان في طريقه إلى وسط بيروت على دراجته النارية في إطار عمله في خدمة التوصيل، صودف مرور موكب بعثة للاتّحاد الأوروبيّ، فصرخ أحد أفراد الموكب عليه قائلاً له "زيح ولاه"، الأمر الذي استفزّه فأجابه: "أنا مش ولاه وأمّي خلفتني وربّتني حتّى يجي حدا يقلّي ولاه".

وبعد أيام قليلة، رأى سيارات الموكب متوقّفة أمام مبنى في وسط المدينة، فتوجّه إلى مكان غير بعيد وأطلق النار على مبنى البعثة من البندقيّة ذاتها، وقال لهم "أنا مش ابن ولاه أنا ابن عالم". واستطرد الموقوف متطرّقاً إلى حادث السفارة الأميركيّة آخذاً على ما جرى ذكره أنّه أطلق النار على الباب الرئيسيّ للمقرّ الديبلوماسيّ، مشيراً إلى أنّه أطلق العيارات على حائطه.

وأصدر القاضي صوان مذكّرتين وجاهيّتين لتوقيفه.

وكان المدّعى عليه أوقف في ٢٥ أيلول الماضي من فرع المعلومات على اثر حادث إطلاق النار على السفارة الأميركيّة من بندقيّته إياها المضبوطة، بعد مروره في طريق فرعية مكّنته من الوصول إلى المدخل الرئيسيّ لمبنى السفارة من دون المرور بحاجز الجيش، وأطلق النار في اتّجاه حائط السفارة وفرّ على متن درّاجته التي كان أوقفها في مكان غير بعيد من موقع إطلاق النار.

وعزا إطلاقه النار انتقاماً بعد تعرّضه لإهانة من أحد عناصر أمن السفارة، بحسب بيان قوى الأمن الداخليّ.

وأُحيل هذا الملفّ على حدة إلى النيابة العامّة الاستئنافيّة في جبل لبنان.