لهذه الأسباب...ميشال عيسى سفير فوق العادة!

يحظى لبنان بشخصيات مؤثرة في الولايات المتحدة الأمريكية، ومنهم من هم في عمق إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومقربون منه، ولكن على الرغم من ذلك، لم يحقق البعض منهم المساعدة لوطنهم الأصلي، بحسب تقديرات البعض، على مقدار أعدادهم ودورهم البارز.

ووصل إلى بيروت السفير الأمريكي الجديد ميشيل عيسى، وهو رجل أعمال ذو أصول لبنانية، وسط تساؤلات عن دوره وما يحمله من مبادرات تساعد لبنان بشكل يتناسب مع أزماته، وذلك في وقت حملت فيه تجربة المبعوث الأمريكي توم باراك جدلاً كبيراً خلال الأشهر الماضية. 

ويقول مصدر سياسي لبناني مطلع إن المهمة الأساسية التي جاء بها عيسى كسفير للولايات المتحدة، هي أن يتم معه نزع سلاح حزب الله، مع الوصول إلى مفاوضات مباشرة بين إسرائيل ولبنان، في وقت يقف فيه الأمر عند حد المفاوضات غير المباشرة.

وأوضح المصدر لـ"إرم نيوز"، أن الفرق بين ميشال عيسى وباراك، أن الأخير كان يمر على الملف اللبناني مرور الكرام، وكانت مهمته الأساسية سوريا وعلاقته الكبرى مع تركيا، أما عيسى، فسيكون حضوره الدائم في لبنان وتواصله المباشر مع الإدارة الأمريكية وفريق التنسيق بالرئيس ترامب؛ مما سيجعل منه سفيراً فوق العادة.

وفسر المصدر ذلك بالقول إن القرارات التي سيتعامل بها عيسى في الملف اللبناني خلال مهمته كسفير والسياسة التي قد يلجأ للعمل بها، قد تكون محمية، وهناك عملية مساندة لها في واشنطن، بمعنى أنه قد يتخذ قرارات معينة وتأخذ طريقها الفوري نحو التنفيذ والتبني من إدارة ترامب لهذه القرارات التي قد يصدرها.

وأردف المصدر أن باراك كان يعمل في الملف اللبناني دون صلاحيات من الإدارة الأمريكية، وهو ما انعكس في بعض المشاهد، من بينها أنه لم يكن حاسماً حتى في الطلبات التي يقدمها للحكومة اللبنانية؛ لأن كثيراً منها كان يعود بها إلى واشنطن بعد عرضها في بيروت، لدرجة أنه كان يحضر بأفكار أخرى متناقضة أحياناً في نفس الملفات التي عرض فيها حلولاً متخبطة من قبل. 

وكانت هناك انتقادات عدة من داخل لبنان لـ"باراك" بشأن دوره السلبي في الملفات التي أوكلت إليه من الإدارة الأمريكية في لبنان، منها مع مباشرة خطة نزع سلاح حزب الله، عندما طلبت منه الحكومة اللبنانية العمل على توفير ضمانات إسرائيلية توقف الاعتداءات على الجنوب؛ ما يعطي الجيش اللبناني فرصة في الانتشار بمنطقة الليطاني ويدعم خطته في حصر السلاح وتقديم نتائج أفضل، وهو ما رفضه، فضلاً عن ما كان يصدر منه خلال تعاملاته حتى مع الصحفيين اللبنانيين، الذين وصفهم في أحد لقاءاته معه بأنهم أصحاب "سلوك فوضوي وحيواني".

ويؤكد الباحث السياسي اللبناني قاسم يوسف أن عيسى شخصية تنتمي إلى فكر "السيادية" في لبنان، ويتفق مع الشخصيات المناهضة لحزب الله، وهو مقرب من ترامب، تجمعه به علاقة شخصية، وله مواقف واضحة في الكونغرس حول لبنان وقضية سلاح حزب الله.

وأضاف يوسف لـ"إرم نيوز" أن تبني الإدارة الأمريكية هذا التعيين يعني أنها ماضية في محاصرة حزب الله قدر المستطاع في العملية السياسية الداخلية، وإنهاء دوره العسكري، وإقامة دولة جادة في لبنان مختلفة تمامًا عن تلك التي كانت قائمة في السنوات الماضية.

وأشار يوسف إلى أن ميشال عيسى شخصية مسيسة ورجل أعمال في الأساس، وتجمعه بالرئيس ترامب والإدارة الأمريكية والجمهوريين علاقة طيبة، وهو عارف عميق للمعادلات اللبنانية وله معارضة مباشرة لسلاح حزب الله وتسليح المخيمات.

وأفاد يوسف أنه بعيدًا عن هذا التعيين، فإن إدارة ترامب واضحة في أن إمكانية احتفاظ حزب الله بسلاحه باتت مستحيلة تمامًا، وأن المطلوب من التنظيم الانخراط في التركيبة السياسية الداخلية وتسليم سلاحه وقرار الحرب والسلم للدولة اللبنانية، وإذا لم يلجأ لذلك، ستضطر الولايات المتحدة إلى إعطاء الضوء الأخضر لإسرائيل لإجبار التنظيم على ذلك بقوة النار.

وتابع بالقول إن الجميع يدرك دون استثناء أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يتهيأ ويتجهز لحرب كبرى في لبنان، وبالتالي كل هذه التطورات، وعلى رأسها تعيين سفير جديد، هي ضمن هذا السياق، أما أن يسلك لبنان طريقه نحو الاستقرار بالتسوية السياسية أو الحرب، فلا شك أن النتيجة في المرحلتين هي الوصول إلى دولة طبيعية يكون القرار فيها لمؤسساتها.