المصدر: Kataeb.org
الكاتب: جولي مجدلاني
الأربعاء 30 تموز 2025 11:15:04
بعد أن حُجبت عن اللبنانيين لسنوات بسبب الظروف الاستثنائية، عادت مساء أمس الخميس فعالية "ليلة المتاحف" الى الحياة من أمام المتحف الوطني، وسط حضور شعبي حاشد قلّ نظيره في مثل هذه الفعاليات لفت انتباه المراقبين والمتابعين.
الشوارع اكتظت بالمواطنين وبمحبي الثقافة لاستكشاف الكنوز على مرّ العصور والتي طبعت تاريخ لبنان وذاكرته الجماعية.
افتُتحت الليلة الثقافية بأغاني الفنان الراحل زياد الرحباني الى جانب صوره التي عُرضت على جدران متحف بيروت الوطني في تحية خاصة لروحه وتخليدًا لذكراه وبصمته في الفن اللبناني.
وفي تعليقها على الحدث، تقول الصحافية المتابعة لحركة الفنون والثقافة في بيروت، فاطمة عبدالله في حديث عبر Kataeb.org: "قصدتُ متحف سرسق أمس لأرصد مدى تجاوب الناس مع ليلة المتاحف. كانت الزحمة خانقة، تُشبه، وربما تفوق، تلك التي نشهدها عادة أمام المطاعم أو حتى على مداخل المهرجانات. وفي الباحة الخارجية، امتدّ صف طويل من الزائرين من مختلف الأعمار. دخلنا المتحف وفق نظام مُحكم: 20 شخصاً تلو الآخر، من السابعة مساءً حتى الحادية عشرة ليلاً. وكما في سرسق، شهدت سائر المتاحف حركة كثيفة تُثبت أنّ المبادرات الثقافية حين تُطلَق، تجد مَن يحتضنها ويُحوّلها إلى حدث حقيقي".
وعن قراءتها لهذا المشهد، تابعت: "ليس صحيحاً أنّ الاهتمام بالثقافة يتلاشى. اللبنانيون ينتظرون المبادرة فقط، وما يدفعهم إلى الاستجابة هو شعورهم بالانتماء إلى فكرة تمنحهم معنى. نرى اهتماماً أكبر بالكُتب حين تُطرح حسومات مثلاً، وبالسينما والمسرح والمتاحف والمعارض حين تُمنح فرصة مُماثلة. أحياناً، يحتاج الجمهور فقط إلى مَن يوقظ حماسته. ومع ذلك، لا تزال مقاعد المسارح ممتلئة، والمعارض قائمة في كلّ مكان. هذه بيروت، ومنذ تكوينها، مدينة الثقافة".
وتدعو الصحافية اللبنانية وزارة الثقافة إلى إطلاق مزيد من المبادرات التي تواكب تلك التي تقف خلفها سفارات أو جهات ثقافية مستقلّة أو حتى أفراد، بما يضمن أن تبقى الحركة الثقافية في بيروت ومناطق أخرى حيّة ومتوهّجة.
وتختم: "لا شكّ بأنّ هذه الحركة ستجد دائماً مَن ينتظرها بشغف، ومَن لا يفوّت فرصة ليكون جزءاً من مشهد يُعيد الروح، ويمنح معنى وسط كلّ ما يفقد بريقه ويغرق في التراخي".