مأساة الكاريبي تتفاقم.. زيادة "مهولة" بقتلى زلزال هايتي

تضاعفت حصيلة قتلى زلزال هايتي، الأحد، حيث بلغ عدد القتلى 1297 قتيلا على الأقلّ وأكثر من 2800 جريح في جنوب غرب الجزيرة، معيدا إلى الأذهان الذكريات المؤلمة للزلزال المدمر الذي وقع عام 2010.

وكان العدد الأولى للضحايا في حدود المائتي قتيل قبل أن يتضاعف العدد عدة مرات خلال ساعات معدودة.

ولا تزال فرق الإنقاذ تبحث عن ناجين غداة الزلزال الذي بلغت قوّته 7.2 درجة، والذي ضرب قرابة الساعة 08:30 (12:30 ت غ)، على بُعد 12 كيلومترا من مدينة سان لوي دو سود، التي تبعد بدورها 160 كيلومترا عن العاصمة بورت أو برنس، وفق المركز الأميركي لرصد الزلازل.

وأدّى الزلزال إلى انهيار كنائس ومحال ومنازل ومبان علق مئات تحت أنقاضها.

وعمل السكّان على انتشال جرحى عالقين تحت الأنقاض، في جهود أشاد بها الدفاع المدنيّ، مؤكدا أن "عمليّات التدخّل الأولى (...) أتاحت سحب كثيرين من تحت الأنقاض".

وتبذل المستشفيات القليلة في المناطق المتضررة جهودا شاقة لتقديم الإسعافات.

وأعلن رئيس الوزراء أرييل هنري الذي تفقد في مروحية المناطق الأكثر تضرراً حالة الطوارئ، السبت، لمدّة شهر في المقاطعات الأربع المتضررة من الكارثة.
وأرسلت وزارة الصحة موظفين وأدوية إلى جنوب غرب شبه الجزيرة، لكن الخدمات اللوجستية العاجلة معرضة للخطر بسبب انعدام الأمن الذي تشهده هايتي منذ أشهر.

ويمر الطريق الوحيد الذي يربط العاصمة بالنصف الجنوبي من البلاد على امتداد أكثر من كيلومترين بقليل، في حي مارتيسان الفقير الذي تسيطر عليه عصابات مسلحة منذ أوائل يونيو، مما يعرقل التنقل الحر.

وقال رئيس الوزراء مساء السبت "يجب أن تتمكن كل المساعدات من العبور.

وفي واشنطن، عرض الرئيس جو بايدن مساعدة "فورية" من الولايات المتحدة وكلّف مديرة الوكالة الأميركية للمساعدة الدولية للتنمية (يو إس ايد) سامانتا باورز تنسيق هذا الجهد".

وشعر سكّان مجمل البلاد بالزلزال. وتعرّضت مدينة جيريمي التي يقطنها أكثر من مئتي ألف نسمة عند الطرف الجنوبي الغربي لشبه الجزيرة، لأضرار كبيرة في وسطها المكوّن بصورة أساسية من منازل ذات طبقة واحدة.

وقد تتوقف جهود الإغاثة مع اقتراب العاصفة الاستوائية "غريس" مع خطر هطول أمطار غزيرة وحصول فيضانات سريعة، حسب إدارة الأرصاد الجوية الوطنية الأميركية.

وصوّر شهود ركام العديد من المباني الإسمنتية بينها كنيسة يبدو أنها كانت تشهد احتفالاً دينيًا صباح السبت في منطقة تبعد 200 كيلومتر جنوب غرب بور أو برانس.

ولا يزال أفقر بلد في القارة الأميركية يذكر زلزال 12 يناير 2010 الذي دمر العاصمة والكثير من المدن.

وقتل حينذاك أكثر من مئتي ألف شخص وجرح أكثر من 300 ألف آخرين، فضلاً عن تشريد مليون ونصف مليون من السكان.

وبعد أكثر من عشر سنوات على هذا الزلزال المدمّر، لم تتمكّن هايتي الغارقة في أزمة اجتماعية سياسية حادّة، من مواجهة تحدّي إعادة الإعمار.