مؤتمر في الصيفي لعرض حلول الكتائب لمعالجة أزمة السوريين في لبنان... الجميّل: الملف وطني ويجب مقاربته بعيدًا عن المزايدات والكلام العنصري الذي لا يليق بنا فالتجييش لا يفيد أحدًا

قدّم حزب الكتائب حلولًا سياساتية لمعالجة أزمة السوريين في لبنان في خلال مؤتمرعقد في بيت الكتائب المركزي في الصيفي، في حضور مصطفى محروس ممثلاً السفير المصري الدكتور ياسر علوي، علاء عبد العزيز ممثلاً المنسقة الخاصة للأمم المتحدة يونا فرونتسكا، يوسف جبرممثلاً  وزير الخارجية عبد الله بو حبيب، العميد فارس فارس ممثلاً وزير الداخلية بسام المولوي، نتالي الجميّل ممثلة وزيرالشؤون الاجتماعية هيكتور حجار، المقدم ايلي عون ممثلاً مدير الأمن العام بالإنابة العميد الياس البيسري، العميد سمير بستاني ممثلا مدير عام أمن الدولة اللواء طوني صليبا، والنواب: الياس حنكش، سليم الصايغ،  غسان حاصباني، فادي كرم، رازي الحاج، أشرف ريفي، أحمد الخير، ميشال ضاهر، وضاح الصادق، ميشال الدويهي، غسان سكاف، أديب عبد المسيح، والنواب السابقون: أحمد فتفت ومصطفى علوش وإدي معلوف.

 

رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي شارل عربيد، محافظ مدينة  بيروت القاضي مروان عبود، أمين عام حزب  الكتلة الوطنية ميشال حلو، أمين عام حزب حراس الأرز مارون العميل،  أمين الخارجية في حزب الوطنيين الأحرار جو ضو ممثلا الحزب، المديرة التنفيذية لكلنا إرادة ديانا منعم، رئيس "حركة الأرض اللبنانية" طلال الدويهي، ايلي كيريللوس ممثلاً رئيس لقاء سيدة الجبل النائب السابق فارس سعيد، رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال لبنان مارون الخولي والقاضي شكري صادر، إضافة إلى أعضاء من المكتب السياسي الكتائبي وعدد من القيادات الحزبية الحالية والسابقة.

رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل لفت في بداية المؤتمر إلى أننا حذرنا من خطورة عشوائية النزوح التي راكمت على لبنان ثقلاً كبيرًا، مشيرًا إلى أن لبنان كان في المرتبة 19 بالاكتظاظ إلى أن وصلنا الى المرتبة 3.

وأشار الى أن مع كل الازمة الاقتصادية التي تفاقمت ومشاكل البنية التحتية والمشاكل السياسية والاجتماعية والأزمات المتنوعة أتت إشكالية النزوح لتزيد من صعوبة الحالة في لبنان، مؤكدًا أن الناس قلقون على مستقبل لبنان جرّاء موجات النزوح.

وقال الجميّل: "نرى أعدادًا شبابية تدخل لبنان ما خلق قلقًا كبيرًا ونقترح كأصحاب اهتمام مباشر بالقضية مجموعة حلول لمعالجة كارثة النزوح التي تهدّد مستقبل لبنان وأبنائه"، وأردف: "سمعنا تنظيرًا من دول كثيرة تعطينا دروسًا في حقوق الإنسان وهي نفسها وضعت كوتا ورفضت استقبال نازحين في الوقت الذي نستقبل فيه أكثر من مليوني لاجئ بمعزل عن رأينا بسياسة الدولة اللبنانية ولدينا تحفظات على طريقة إدارة الدولة للملف".

وتابع الجميّل: "كشعب لبناني تحمّلنا الأزمة من دون ضربة كف بمعنى أن الشعب اللبناني من كل الطوائف يحمل وزر اللاجئين لأنه يشعر بقلق إنساني".

وأكد الجميّل أن المعطيات في 2023 لم تعد نفسها معطيات السنوات السابقة والعمليات القتالية توقفت في أكثر من 80% من الأراضي السورية والعودة باتت ممكنة اليها.

ولفت رئيس الكتائب إلى أن النزوح اليوم سببه الوضع الاقتصادي في سوريا، مشيرًا إلى أن معظم السوريين باتوا لاجئين اقتصاديين ويفضّلون البقاء عندنا لأن الوضع الاقتصادي في لبنان أفضل منه في سوريا ولا يمكن بالتالي تطبيق صفة اللجوء وهذا ما يجعل مقاربتنا للملف السوري تتبدل ونقترح حلولا جديدة فالمخيمات على الحدود التي اقترحناها لم تنفذ وبات لبنان كله مخيما".

وأوضح أن الاقتراحات لدينا ليست بحاجة الى تعديل للقوانين او قرارات استثنائية أو انعقاد مجلس النواب ويمكن لحكومة تصريف الأعمال تنفيذها.

وقدّم الجميّل الحلول السياساتية التي يقترحها حزب الكتائب اللبنانية وهي:

  1. إنشاء آلية لتحديد الصفة القانونية للسوريين الموجودين في لبنان

يدعو حزب الكتائب اللبنانية إلى إنشاء آلية عادلة وفعالة لتحديد الصفة القانونية للسوريين الموجودين في لبنان، خصوصاً أنّ الجزء الأكبر منهم أصبحوا مهاجرين اقتصاديين. ويكفل ذلك توفير بيانات دقيقة عن العدد الفعلي للسوريين في لبنان وأماكن إقامتهم الأصلية والأسباب الحقيقية لوجود كلٍّ منهم في لبنان. ومن شأن ذلك تمكين الحكومة اللبنانية والمنظمات ذات الصلة من تقييم الأوضاع الفردية للسوريين وتحديد أولئك الذين لا يزال هناك خطرٌ على حياتهم وما زالوا في حاجة للحماية، فضلاً عن المهاجرين لأسباب اقتصادية. ومن شأن هذه العملية أن تيسّر اتخاذ قرارات مستنيرة بشأن أفضل حلّ لكل حالة وتعزز الشفافية والامتثال للقوانين اللبنانية والدولية.

  1. تسهيل العودة إلى المناطق الآمنة في سوريا

بما أنّ شروط عودة السوريين إلى المناطق الآمنة في سوريا باتت متوافّرة، يحث حزب الكتائب اللبنانية الحكومة اللبنانية على التعاون مع كل أصحاب المصلحة المعنيين لتحديد المناطق الآمنة داخل سوريا، وتسريع عملية العودة التدريجية للسوريين إلى المناطق التي يمكن اعتبار عودتهم إليها آمنة.

  1. نزع صفة اللجوء عن السوريين الذين يتوجهون دورياً إلى سوريا ثم يعودون إلى لبنان وترحيل الذين دخلوا خلسة أو بشكل غير قانوني

يدعو حزب الكتائب اللبنانية السلطات الأمنية اللبنانية إلى نزع صفة اللجوء عن السوريين الذين يتوجهون بشكل متكرّر ذهابًا وإيابًا إلى سوريا وتقييد عودتهم وفقاً لما تقتضيه القوانين اللبنانية. ويطالب الحزب الحكومة اللبنانية بإعادة النظر بالاتفاقيات اللبنانية السورية التي تعفي السوريين من واجب الحصول على تأشيرة دخول إلى الأراضي اللبنانية.

بالإضافة إلى ذلك، يجب ترحيل أي سوري دخل لبنان أو عاد إليه خلسة أو بشكل غير قانوني، وعلى السلطات اللبنانية أن تعفيه من الرسوم والغرامات المترتبة لتسهيل مغادرته بشكل نهائي. وتهدف هذه التدابير إلى التصدي للتحديات الأمنية وللتعسّف في استغلال ظروف الحماية المقدمة لهم في لبنان. من خلال فرض هذه القيود، يسعى لبنان إلى الحفاظ على سلامة حدوده وإدارة وضع السوريين بشكل أكثر فعالية.

  1. إغلاق المعابر الحدودية غير الشرعية مع سوريا

يطالب حزب الكتائب اللبنانية الجيش اللبناني بالانتشار على طول الحدود مع سوريا واتخاذ إجراءات فورية لإغلاق كل المعابر الحدودية غير الشرعية وتعزيز نقاط التفتيش على المسالك غير الشرعية التي يستخدمها السوريون في موجة الهجرة غير الشرعية المستجدة بالتعاون مع البلديات المعنية والتصدي لكل أنشطة شبكات تهريب المهاجرين السوريين في المناطق الحدودية وإحالتهم إلى القضاء المختص.

  1. تقديم الحوافز المالية والمساعدات الإنسانية للعائدين

يدعو حزب الكتائب اللبنانية المجتمع الدولي إلى تقديم حوافز مالية تعادل سنة واحدة من المدفوعات التي يتم تسليمها كدفعة لمرة واحدة لتشجيع السوريين على العودة إلى ديارهم. ومن شأن هذه الحوافز المالية والمساعدات الإنسانية أن تسهم في توفير الخدمات الأساسية وإيجاد فرص لكسب الرزق، ما يشجّع على العودة المستدامة للسوريين.

  1. إعادة التوطين في بلدان ثالثة

يحث حزب الكتائب اللبنانية الحكومة اللبنانية على الشروع في جهود دبلوماسية مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتأمين فرص إضافية لإعادة توطين السوريين في بلدان ثالثة مستعدة لاستقبالهم، بشكل مؤقت أو دائم. وينبغي أن يعطي هذا الحل الأولوية للأفراد الذين لا يستطيعون العودة بأمان إلى سوريا بسبب الخطر الذي يهدد حياتهم.

  1. ترحيل المدانين

يدعو حزب الكتائب اللبنانية وزارة العدل اللبنانية إلى الالتزام بالقوانين اللبنانية والدولية وترحيل جميع السوريين الذين أدينوا بارتكاب جرائم خطيرة في لبنان.

  1. تسجيل المواليد السوريين في لبنان

لمعالجة القضية الملحة المتمثلة في الولادات غير الموثقة للسوريين المتواجدين في لبنان، يدعو حزب الكتائب اللبنانية الحكومة اللبنانية إلى فرض التسجيل الفوري لجميع المواليد الجدد. إن وجود سجلات دقيقة للمواليد يضمن حقوقهم ويسهل إعادتهم في نهاية المطاف إلى وطنهم أو يساعد في عملية طلب اللجوء إلى بلدان ثالثة.

  1. إنشاء مخيمات على الحدود اللبنانية السورية

يقترح حزب الكتائب اللبنانية إنشاء مخيمات منظّمة على الحدود اللبنانية السورية لإيواء السوريين في انتظار عودتهم إلى سوريا أو إعادة توطينهم في بلدان أخرى. تتولى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إدارة هذه المخيمات تحت إشراف السلطات اللبنانية من أجل ضمان توفير المساعدة الإنسانية والخدمات الأساسية، بما في ذلك الغذاء والمأوى والتعليم والرعاية الصحية.

  1. التنفيذ الصارم للقوانين اللبنانية

يحث حزب الكتائب اللبنانية الحكومة على إعطاء الأولوية للتنفيذ الصارم للقوانين اللبنانية، بما في ذلك قوانين العمل والبلديات والعقوبات. إنّ تطبيق القوانين ضروري لمعالجة القضايا المتعلقة بسوق العمل غير الرسمي، ومنافسة اليد العاملة غير القانونية، والمخاوف الأمنية.

وأكد رئيس الكتائب أننا مستعدون لتفصيل الاقتراحات مع من يرغب لأن جهاز التشريع في كوّن ملفًا كاملاً مع تدابير مفصلة لمعالجته بحلول عملية مشددًا على أن تنفيذ التدابير قد يضعنا على السكة الصحيحة ويجعلنا نرى نتائج ملموسة.

وأشار إلى أن أزمة النزوح تطال جميع اللبنانيين لا طائفة وحدها والشعور بالخوف مشترك عند الجميع، وتابع: "الاقتراحات نضعها بتصرف جميع اللبنانيين لأن الملف وطني ويجب مقاربته بعيدًا عن المزايدات والكلام العنصري الذي لا يليق بنا".

ونبّه إلى أن التجييش لا يفيد أحدًا ويجب على الدولة أن تتحمّل مسؤوليتها وتكون صارمة لإنقاذ الشعب من المأساة.

المداخلات

 النائب اشرف ريفي  اعتبر اننا امام خطر كبير واستراتيجي  والدولة قصرت في المعالجة فهناك قرى عدد النازحين فيها اكثر من عدد السكان اللبنانيين، وجوهر المشكالة  هو حزب الله  فالدويلة أقوى من الدولة وحزب الله لن يسمح للدولة بإغلاق المعابر  والحدود.

رئيس المجلس الإقتصادي الإجتماعي شارل عربيد لاحظ أن السلطة تطرح موضوع النازحين موسميًا ولا معالجة سيادية وطنية له، مشيرًا إلى أن الوزارات لا تنسّق مع بعضها البعض ويجب أن تكون هناك مركزية لمراقبة الموضوع ويجب تنظيم العودة وليس تنظيم الوجود.

ورأى عربيد أن ملف النزوح يجب أن يوحّد اللبنانيين واصفًا ورقة الكتائب بأنها شاملة وجيدة واذا كان هناك نية هناك إمكانية لتطبيق ما جاء فيها.

النائب السابق الدكتور أحمد فتفت رأى أن ثمة إجماعًا لبنانيًا حول ملف النزوح، لافتًا إلى أن ورقة الكتائب مهمة في يدنا لافتاً  الى ان النظام السوري لا يريد عودة النازحين، ونحن بلد فاقد السيادة واغلاق الحدود يتطلب قدرة سيادية لاتخاذه، واذا لم نستعد السيادة اللبنانية من الداخل فلن ينفع اي اجراء في موضوع السيادة والحدود والأمن.

النائب السابق إدغار معلوف أكد أن الفعالية في ملف الوجود السوري تكون بتطبيق البلديات للقوانين ويجب أن نقف الى جانبها لتطبيق القوانين التي تعنى بالنازحين .

النائب ميشال ضاهر أشار إلى أن الخطر الوجودي أخطر من إسرائيل والنظام السوري يبتزّ المجتمع الدولي من خلالنا للحصول على المساعدات ويجب أن نرفع الصوت وتكوين جبهة لبنانية واضحة لقرع جرس الانذار.

النائب غسان حاصباني وصف المبادرة الكتائبية بأنها ممتازة وقيّمة، لافتًا إلى أن هناك شبه غياب تام للدولة التي فقدت ما تبقى من قدرة لديها لممارسة السيادة وفرضها على الأراضي اللبنانية بدءا بضبط المعابر وصولا إلى تطبيق القوانين على السوريين الموجودين لافتاً الى ضرورة  الرجوع الى قرارات الاتحاد الأوروبي التي صدرت اخيرا بأن لبنان بلد عبور وليس بلد لجوء وإعادة ترحيل النازحين الى دول آخرى.

النائب أديب عبد المسيح رأى أنهناك مشكلة تتمثل بحماية نازحين، داعيًا إلىإعلان الحدود منطقة عسكرية، مشيرًا إلى أن هناك 8 آلاف شخص دخلوا في شهر ونحن في خطر.

النائب وضاح الصادق اشار الى أنه لا قرار بحل اي ازمة في لبنان، وان عددا كبيرا من السوريين افتتحوا اعمالا في المناطق اللبنانية لذلك يجب القيام بحملة توعية وتطبيق قانون  قاس على كل لبناني يشغل لديه سوريا لا يملك إقامة وقانون عمل.