المصدر: Kataeb.org
الجمعة 5 كانون الاول 2025 16:31:56
يبدو أن مؤشر مديري المشتريات PMI في لبنان يتجه لإنهاء أفضل سنة له منذ إطلاقه في العام 2013، بعد أن لم يتمكن طوال أكثر من عقد من تجاوز عتبة الخمسين نقطة — التي تُعدّ الحد الفاصل بين الانكماش والنمو — سوى ثلاث مرات فقط.
فقد سجّل المؤشر، الذي تنشره بلوم إنفست وفق منهجية عالمية، ارتفاعاً جديداً في تشرين الثاني/نوفمبر بعد تراجع طفيف في تشرين الأول/أكتوبر، ليصل إلى 51.3 نقطة، أي بفارق بسيط عن أعلى مستوى له تاريخياً. ويأتي ذلك ليؤكّد مرور ستة أشهر متتالية فوق مستوى الخمسين نقطة خلال عام 2025، وهو العام الذي شهد انتخاب جوزف عون رئيساً للجمهورية وتكليف نواف سلام رئاسة الحكومة.
ومع ذلك، فإن بقاء المؤشر قريباً جداً من خط التوازن يستدعي قراءة حذرة لهذه النتائج.
قطاع خاص ما زال يعاني
تشير البيانات المتوافرة إلى أن العام الحالي تراوح بين mediocre ومتدنٍ تبعاً لقطاعات الاقتصاد المختلفة. فقد سجّل مؤشر مبيعات التجزئة، الصادر عن جمعية تجار بيروت وفرنسبنك، 33.89 نقطة في الربع الثالث من السنة، وهو مستوى ينسجم مع المعدلات المتدنية التي تلازم المؤشر منذ عام 2020، أي منذ بدايات الانهيار الاقتصادي.
ارتفاع في الطلب قبيل زيارة البابا
وقال فادي عسيران، المدير العام لـبلوم إنفست، معلّقاً على نتائج المؤشر:
«ارتفع مؤشر PMI إلى 51.3 نقطة في تشرين الثاني، مقارنة بـ50.6 في تشرين الأول، مسجّلاً الشهر الرابع توالياً في منطقة التوسّع. وقد جاءت هذه الزيادة مدفوعة بارتفاع قياسي في الطلبات الجديدة، مساوٍ للذروة التي سُجّلت في أيلول. وساعد ذلك على تعزيز الإنتاج، في ظل ارتفاع الإنفاق مع اقتراب زيارة البابا ليون الرابع عشر في كانون الأول، وتحسّن وصول المنتجات اللبنانية إلى الأسواق الخارجية».
وعلى صعيد التفاصيل، ارتفع المؤشر الفرعي للطلبيات الجديدة من 50.2 إلى 52.3 نقطة بين تشرين الأول وتشرين الثاني. كما صعدت الطلبيات الجديدة للتصدير بشكل طفيف من 49.8 إلى 50.2 نقطة، بينما تقدّم مؤشر الإنتاج من 50.3 إلى 51.7 نقطة.
رؤية مستقبلية قاتمة
غير أنّ التوقعات المستقبلية لا تزال هشّة. فمؤشر توقعات الأعمال خلال 12 شهراً سجل 40.1 نقطة، وهو مستوى يعكس تشاؤماً ملحوظاً للشهر السادس على التوالي. ويرتبط ذلك أساساً بالمخاوف من تصعيد محتمل بين إسرائيل وحزب الله، لا سيما بعد تنفيذ الجيش الإسرائيلي ضربة على بيروت للمرة الأولى منذ حزيران، وهي من أكثر الضربات دموية منذ وقف إطلاق النار، ما يزيد الغموض حول مسار التطورات، رغم بوادر انطلاق مفاوضات مباشرة بين الجانبين هذا الأسبوع.
أداة قياس حسّاسة
ويستند مؤشر PMI، الذي يُعدّ أحد المؤشرات الاقتصادية الأكثر متابعة، إلى استطلاعات رأي تُجرى شهرياً مع مديري المشتريات في 400 شركة لبنانية وفق معايير معتمدة دولياً. وعادة ما يعكس انخفاض المؤشر دون 50 نقطة تراجعاً في النشاط الاقتصادي وتوقعات سلبية، في حين يشير تجاوزه لهذه العتبة إلى توسّع نسبي في النشاط. أما ارتفاعه من شهر إلى آخر فيعني تحسّن المزاج الاقتصادي لدى القطاع الخاص.