ماذا يحدث في المختبرات لمعرفة خطورة أوميكرون؟ علماء يجيبون

بمجرد إعلان جنوب أفريقيا اكتشاف متحور جديد من فيروس كورونا مثير للقلق، سارع العلماء إلى الذهاب لمختبراتهم للعمل لمعرفة المزيد عن هذه السلالة.

ولا يزال العلماء غير متأكدين من احتمالية أن يكون متغير أوميكرون الجديد سريع العدوى أو مقاوم للقاحات الحالية، إذ يستغرق الأمر أسابيع لمعرفة خصائص هذا المتحور وأسباب امتلاكه لعدد كبير من الطفرات.

ومنع نقص البيانات حتى الآن العلماء من التوصل إلى استنتاجات حول ما إذا كان أوميكرون أكثر قدرة على التسبب في مرض شديد.

وقال مسؤولون في جنوب أفريقيا إنهم لم يجدوا دليلا على زيادة حالات المرض الشديد لحالات الإصابة بكوفيد-19 الناجمة عن سلالة أوميكرون.

وأوضحت أنجيليك كوتزي، الطبيبة الجنوب أفريقية التي عالجت أول حالات أوميكرون هناك، إن مرضاها حتى الآن يميلون إلى الإصابة بحالات خفيفة أو بدون أعراض.

وكانت معظم الحالات الأولى في جنوب افريقيا بين الشباب، الذين هم أقل عرضة للإصابة بعدوى شديدة من الفيروس بشكل عام.

وفقا لشبكة "سي إن إن" الإخبارية، فإن العلماء والباحثين سيختبرون العينات المأخوذة من المرضى المصابين بمتغير أوميكرون لمعرفة ما إذا كانت هذه السلالة تسبب مرضى أكثر خطورة أو تستطيع مقاومة اللقاحات، حيث قد يستغرق هذا النوع من الاختبارات شهورا.

وقال اختصاصي المناعة في معهد "سكريبس" للأبحاث، كريستيان ج. أندرسن، لصحيفة "واشنطن بوست"، إن "الشيء الوحيد الذي أثق به بدرجة متوسطة إلى حد ما هو أن هذا المتغير (أوميكرون) سيكون أكثر المتغيرات يراوغ المناعة حتى الآن".

ومع ذلك، قال أندرسن إنه "من السابق لأوانه تحديد ذلك (مراوغة المناعة) على مقياس من 1 إلى 10، إما أن يكون 3 أو 10 أو في أي مكان بينهما".

ويعمل صانعو اللقاحات على سحب عينات الدم من المتطوعين الذين حصلوا على التطعيم كاملا، بالإضافة إلى الأشخاص الذين تعافوا من الإصابات الحديثة، إذ يتم خلط العينات مع المتغير الفيروسي الجديد أو نسخة مصممة مختبريا تسمى الفيروس الكاذب وذلك لمعرفة كيف تعمل المناعة ضد هذه السلالة.

ويحتوي مصل الدم على الأجسام المضادة والخلايا البائية والخلايا التائية التي تقوم بالعمل لتقوية المناعة في الجسم.

وأكدت شركات فايزر-بيونتك، وموديرنا، وجونسون آند جونسون أنهم جميعا بدأوا هذه التجارب بالفعل.

وقال مدير المعاهد الوطنية للصحة، فرانسيس كولينز، لشبكة "سي إن إن"، الاثنين، "نعزل نسخة من متحور أوميكرون لتنمو في المختبر قبل أن تخلط مع عينات الدم للأشخاص الملقحين ومن ثم يتم تحديد قدرة الفيروس على الانتقال".

وأشار كولينز إلى أن هذه العملية تستغرق بعض الوقت حتى يكبر الفيروس، موضحا أنهم لا يملكون الكثير لتسريع ذلك.

من جهتها، قالت ماريا فان كيركوف، وهي قائد الفريق التقني المعني بفيروس كورونا في منظمة الصحة العالمية، إن الأمر سيستغرق بعض الوقت "لتنمية مخزون" الفيروس للقيام بذلك. وأضافت: "تقديراتنا تتراوح بين أسبوعين وأربعة أسابيع".

يحتوي متغير أوميكرون على 32 طفرة منتشرة على ثلاث شوكات رئيسية من البروتين الشائك الخاص بالفيروس والذي يستخدمه للوصول للخلايا البشرية.

وتستهدف الأجسام المضادة الموجودة في جسم الإنسان جراء الحصول على اللقاحات أو العدوى السابقة بروتينات الفيروس الذي يغزو جسم الإنسان لصده.

وتغير الطفرات الموجودة في الفيروس، حمض أميني إلى آخر بطريقة يمكن أن تغير بنية البروتين أو تركيبته الكيميائية وتمنع الأجسام المضادة من الارتباط بها وصد الفيروس كما تفعل عادةً.

قالت عالمة الأحياء النظرية في مختبر لوس ألاموس الوطني، بيت كوربر، "يبدو الأمر قاتما، لكن يجب اختباره (اوميكرون). لا نعرف كيف ستعمل هذه الطفرات معا".