ما قصة صورة الغواصة "تيتان" من موقع الحطام؟

تدوالت مواقع التواصل الاجتماعي صورة التُقطت، وفقا للمزاعم، "في موقع حطام الغواصةتيتان"، التي انتهت رحلتها الاستكشافية لسفينة تايتانيك بانفجارها من الداخل ومقتل ركابها الخمسة أخيرا.

 الا ان هذا الزعم غير صحيح.

 انّما في الحقيقة، فإن الصورة قديمة، اذ تعود الى عام 2004، وتظهر "حذاء أحد الضحايا المحتملين لكارثة سفينة تايتانيك التي غرقت عام 1912".

"النّهار" دقّقت من أجلكم.. ما القصة؟

الصورة تظهر بقايا أحذية في قاع البحر، على ما يبدو. وقد تكثف التشارك فيها أخيرا،   عبر حسابات، عربية وأجنبية، أرفقتها بالمزاعم الآتية (من دون تدخل او تصحيح): "تم اكتشاف موقع حطام بالقرب من تيتانيك بواسطة مركبة تعمل عن بعد".

انفجار من الداخل

جاء تداول الصورة في وقت انتهت أعمال البحث عن الغواصة في شمال المحيط الأطلسي قرب حطام تايتانيك الخميس 22 حزيران 2023، بإعلان الشركة المشغلة تعرضها لـ"انفجار داخلي كارثي" أودى بركابها الخمسة.

وقالت شركة "أوشنغيت" في بيان "نعتقد الآن أن رئيسنا ستوكتون راش وشاهزادا داود وابنه سليمان وهاميش هاردينغ وبول-هنري نارجوليه ماتوا للأسف". من جانبه، أكد خفر السواحل الأميركيون أن حطام الغواصة التي تم العثور عليه يظهر أنها تعرضت لـ"انفجار داخلي كارثي"، على ما أوردت وكالة فرانس برس.

وقد اعلنت السلطات الكندية وخفر السواحل الاميركيون فتح تحقيق في انفجار الغواصة الصغيرة "تيتان".

حقيقة الصورة

الا ان الصورة المتناقلة لا علاقة لها بالغواصة تيتان، وفقا لما يتوصل اليه تقصي حقيقتها.

فالبحث العكسي عنها يوصلنا الى خيوط (هنا، هنا)، تقودنا اليها منشورة في ارشيف صور وكالة "اسوشيتد برس" الاميركية (هنا)، في 18 تشرين الاول 2020، بعنوان: Titanic Artifacts اي آثار تايتانيك.

وشرحت معها ان "هذه الصورة التي تعود الى عام 2004، وقدمها معهد الاستكشاف ومركز علم المحيطات الأثري التابع لجامعة رود آيلاند ومكتب استكشاف المحيطات التابع للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي، تظهر حذاء أحد الضحايا المحتملين لكارثة تايتانيك".

 وتابعت الوكالة: "أثارت خطة إحدى الشركات لاستعادة راديو تايتانيك جدلاً حول ما إذا كان حطام السفينة الشهيرة لا يزال يحتوي على رفات بشري".

وقد نشرت الوكالة يومذاك صورة أخرى مماثلة (هنا) مرفقة بالشرح ذاته اعلاه.

واوردت الوكالة الاميركية، في تقرير (هنا) مع الصورتين، ان "خطة شركة RMS Titanic Inc لاستعادة المعدات اللاسلكية الشهيرة للسفينة أثارت جدلاً: هل يمكن أن يحتوي حطام السفينة الأكثر شهرة في العالم رفات الركاب وأفراد الطاقم الذين لقوا حتفهم قبل قرن من الزمان؟

وقد أثار محامو الحكومة الأميركية هذا السؤال في معركة قضائية مستمرة لعرقلة الرحلة الاستكشافية المخطط لها. وهم يستشهدون بعلماء آثار يقولون إن رفات الركاب لا يزال موجودا. ويقولون إن الشركة فشلت في النظر في هذا الاحتمال في خطة الغوص الخاصة بها".

من جهتها، لاحظت الشركة ان الناس كانوا يغوصون في حطام تايتانيك منذ 35 عاما. ولم يعثر أحد على رفات بشري.

وقد اصطدمت تايتانيك بجبل جليد وغرقت عام 1912 خلال رحلتها الأولى من إنكلترا إلى نيويورك، وعلى متنها 2224 شخصا من ركاب وأفراد الطاقم. ولقي أكثر من 1500 شخص حتفهم في الحادثة.

وعُثر العام 1985 على حطام السفينة المنقسم شطرين رئيسيين على بعد 650 كيلومترا عن نيوفاوندلاند في كندا، وعلى عمق 4000 متر تحت سطح البحر. وما زال يجذب خبراء الملاحة البحرية والسياح المهتمين بالغوص، وفقا لما ذكرت وكالة فرانس برس.

وعلى مر السنين، أرسل المستكشفون مركبات تعمل عن بعد إلى أجزاء من السفينة. وخلال رحلته الاستكشافية عام 2001، مسح المخرج السينمائي جيمس كاميرون منطقة سطح السفينة الذي يحتوي على معدات التلغراف، وفقا لوثائق المحكمة التي قدمتها شركة RMS Titanic Inc (أ ب).

اذاً، لا صحة للمزاعم ان الصورة المتناقلة التقطت "في موقع حطام الغواصة تيتان". في الواقع، الصورة قديمة، اذ تعود الى عام 2004، وتظهر حذاء أحد الضحايا المحتملين لكارثة سفينة تايتانيك التي غرقت عام 1912.