ما هي دلالات توافد السفراء الى بيت الوسط.. حراك الحريري تصدر المشهد السياسي

وسط تصاعد الاستعدادات لحشد كبير ينتظر ان يحيي مناسبة 14 شباط غدا عند ضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه في وسط بيروت، فتح "بيت الوسط" امس امام توافد الشخصيات البيروتية بشكل خاص وكذلك كوادر "تيار المستقبل" بحيث شكل اليوم الأول غداة عودة الرئيس سعد الحريري الى بيروت مؤشرا اوليا لايام يتوقع ان يغص بها بيت الوسط بمعالم الحركة الضاغطة لمناشدته العزوف عن قرار تعليق العمل السياسي واطلاق الرسائل في كل الاتجاهات في شأن ثبات القوة التمثيلية للحريرية على رغم كل ما نالها من استهدافات.

ولعل المشهد المتوقع اليوم، في ثاني أيام استعادة بيت الوسط حيويته، مع توافد عدد وافر من السفراء وممثلي البعثات الغربيين والعرب للقاء الحريري، سيحمل بدوره دلالات بارزة الى المكانة التي لا يزال الوسط الديبلوماسي الخارجي يعيرها للحريري والحريرية في وقت بات الديبلوماسيون خبراء في معاينة أسباب الخلل الداخلي الذي يلعب دورا حاسما في الازمات الداخلية ولا سيما منها الأزمة الرئاسية.

وتبعاً لهذا الواقع تصدر حراك الحريري المشهد السياسي، ولو ان التطورات القتالية والحربية على جبهة الجنوب ظلت تشكل بابا مفتوحا للقلق مع تصعيد إسرائيل عمليات الاغتيال ضد كوادر "حزب الله" وعناصره، وكذلك استهدافها لاهداف مدنية في عملية استدراج مكشوفة وسافرة الى توسيع الحرب.

اذاً، وفي اول نشاط له في الداخل غداة عودته، زار الرئيس الحريري رئيسَ حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي في السرايا بعد الظهر واقيمت له فور وصوله مراسم استقبال رسمية، ثم عقد الرئيسان ميقاتي والحريري لقاء ثنائيا. ورحّب رئيس الحكومة بالرئيس الحريري، وتمنى"ان تكون ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري ورفاقه في الرابع عشر من شباط مناسبة جامعة تؤكد وحدة اللبنانيين في وجه الاخطار المحدقة بلبنان". بعد ذلك أولم الرئيس ميقاتي تكريما للرئيس الحريري بمشاركة الامين العام لمجلس الوزراء القاضي محمود مكيّة. وأفادت معلومات ان ميقاتي تمنى على الحريري تكثيف حضوره في لبنان فاكتفى بالإجابة "كل شي بوقته حلو".

ولم يجب الحريري سوى على سؤال واحد للصحافيين عما إذا كان مستمراً في إلتزام الصمت، فاكتفى بالجواب: "بشوفكن بـ14 شباط". وعلق ميقاتي قائلا: "السرايا بيته وهو من يستقبلنا وليس نحن". ووفق معلومات "النهار" فان الرئيس الحريري لن يكون له أي كلام علني او موقف قبل موعد احياء ذكرى 14شباط غدا الأربعاء. واعلن المبعوث الخاص للرئيس الحريري إلى روسيا جورج شعبان امس ان نائب وزير الخارجية الروسي مبعوث الرئيس الروسي الى الشرق الأوسط ميخائيل بوغدانوف سلم الحريري دعوة لزيارة روسيا خلال لقاء جمعه فيه أخيرا وسيتم تحديد موعد الزيارة في الوقت المناسب.

والتقى ميقاتي مساء في دارته الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط غداة عودة الأخير من موسكو.