مخاض اتصالات ولا ولادة حكومية بعد

في سياق زيارة الوزير المصري لبيروت، كشفت مصادر متابعة أنها تأتي عقب جولة قام بها السفير المصري في ‏لبنان ياسر علوي على عددٍ من القيادات السياسية وهي التي مهدت لزيارة شكري‎.‎

المصادر كشفت عبر جريدة "الأنباء" الالكترونية أن الوزير المصري سيلتقي فور وصوله الى بيروت رئيس ‏الجمهورية ميشال عون ناقلاً اليه رسالة من نظيره المصري عبد الفتاح السيسي، متمنياً عليه العمل ما بوسعه لتشكيل ‏الحكومة بخلال أسبوع على أبعد تقدير لأن ثمة معطيات تبلغها الرئيس السيسي من مصادر دولية أنه في حال لم ‏تتمكن القيادات السياسية من تشكيل الحكومة ستتعرض هذه القيادات للإنكشاف أولاً من قبل المجتمع الدولي، على أن ‏يلي ذلك عقوبات بالجملة ضد معظم القوى السياسية التي ثبت أنها وراء عرقلة تشكيل الحكومة‎.‎

المصادر أشارت الى أن شكري وبعد لقائه عون سيلتقي الرئيس نبيه بري في عين التينة ويجري معه جولة أفق تتركز ‏حول الأفكار التي أعلنها بري قبل أيام والتي تتلخص بالمقايضة التي اتفق عليها مع الحريري، أي موافقة الحريري ‏على رفع عدد الوزراء في الحكومة العتيدة الى 24 وزيراً مقابل تخلي رئيس الجمهورية عن الثلث المعطل، وبذلك لا ‏يكون هناك خاسر ورابح، وقد سبق لرئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط أن تحدث عن هذه التسوية التي يتم ‏ترويجها بين معظم القوى السياسية بمن فيهم حزب الله كما تحظى بموافقة بكركي‎.‎

المصادر لفتت الى اللقاء الذي سيعقده شكري مع الرئيس الحريري في بيت الوسط والذي على أساسه سيتحدد مصير ‏الإتصالات الجارية بشأن الحكومة وما إذا كان الحريري سيزور بعبدا أم لا‎.‎

مصادر بعبدا أعربت عن إرتياحها للزيارة التي سيقوم بها وزير الخارجية المصري، ورأت في إتصالٍ مع "الأنباء" ‏الإلكترونية بأنها "ليست المرة الأولى التي يزور فيها شكري لبنان ويلتقي رئيس الجمهورية، وهي تأتي ترجمة ‏للعلاقات الوطيدة القائمة بين البلدين، والرئيس السيسي لا يدع مناسبة إلا ويعبّر فيها عن محبته للبنان واستعداده لتقديم ‏المساعدة له، وزيارة وزير خارجيته تندرج في هذا الإطار". لكن المصادر تجنبت الحديث عن وساطة يقوم بها ‏المسؤول المصري قبل الإطلاع على مضمون رسالة السيسي وشكل المحادثات التي يجريها مع عون‎.‎

أوساط عين التينة اعتبرت في إتصالٍ مع "الأنباء" الإلكترونية الزيارة التي يقوم بها رئيس الدبلوماسية المصرية ‏‏"تندرج في سياق المساعي الهادفة لحلحلة العقد التي مازالت تحول دون تشكيل الحكومة"، وأملت أن تلتقي جهود ‏المسؤول المصري مع الأفكار التي تحدث عنها الرئيس بري لإمكانية تخطي هذه الأزمة وتشكيل الحكومة في أقرب ‏وقت "لأن البلد على شفير الإنهيار، وأي تأخير بتشكيل الحكومة سيؤدي حتماً الى كارثة على مختلف الصعد ‏الإجتماعية والإقتصادية والمعيشية، فلبنان يمر بمأزق خطير والتعطيل لم يعد مبرراً من أي جهة كان‎".‎

مصادر بيت الوسط رحبت بدورها بزيارة وزير الخارجية المصري، معتبرة أنها تعبّر عن "مستوى القلق الكبير من ‏قبل الرئيس عبد الفتاح السيسي والمسؤولين المصريين على لبنان وبالأخص من الجهة التي ما فتأت تعرقل تشكيل ‏الحكومة‎".‎

المصادر نفت في إتصالٍ مع "الأنباء الإلكترونية" علمها بمضمون الوساطة التي يقوم بها شكري، لكنها بالمقابل أكدت ‏على عمق العلاقة الأخوية بين الشعبين المصري واللبناني، وأن الرئيس السيسي سبق وأعلن عن تأييده تشكيل حكومة ‏مهمة برئاسة الحريري تأخذ على عاتقها تنفيذ الإصلاحات ومعالجة الوضع الإقتصادي المتدهور‎.‎

وفي شأن تفاصيل الاتصالات الجارية، قالت مصادر بيت الوسط إن الأمور مازالت تراوح مكانها، وأن الحديث عن ‏حلحلة في مكانٍ ما أو تسوية معينة كما يحاول البعض تسويقها لا تعدو كونها مجرد أفكار بانتظار موقف واضح من ‏عون يؤكد فيه تخليه عن الثلث المعطل والإستئثار بالحقائب الرئيسية‎.‎