المصدر: Agencies
الخميس 16 تشرين الأول 2025 16:38:20
في ظلّ تسارع المشاورات الدبلوماسيّة حول إدخال قوّاتٍ متعدّدة الجنسيّات إلى جنوب لبنان، بدأ البحثُ الجِدّيّ بهذا الطرح ويتولّى معنيّون التحضيرَ التقنيّ واللوجستيّ لسيناريوهاته المحتملة، بما يواكب القرار 1701 ويُبقي انتشار الجيش اللبنانيّ ركيزةً أساسيّة في أيّ ترتيباتٍ مقبلة. وعلى هذا الإيقاع، بدت الحركةُ البريطانيّة في بيروت جزءًا من مناخ التحضير، إذ اتّخذت زيارة كبير مستشاري الدّفاع البريطانيّ للشرق الأوسط وشمال أفريقيا، نائب الأميرال إدوارد ألغرين، بعدًا يتجاوز الدعم الثنائيّ إلى نقاشاتٍ أوسع ترتبط بأمن الحدود وتماسك المسرح الجنوبيّ.
واختتم ألغرين زيارةً إلى لبنان استمرّت يومين، في 14 و15 تشرين الأوّل، التقى خلالها رؤساءً ومسؤولين لبنانيّين وقائد قوّة الأمم المُتَّحدة المُؤقّتة في لبنان "اليونيفيل"، كما زار مركزَ مُراقبةٍ حدوديًّا شُيِّد حديثًا على الحدود الشَّرقية للبنان مع سوريا. وتُجدِّد هذه الزيارة تأكيد التزام المملكة المُتّحدة المستمرّ بدعم الجيش اللّبنانيّ في تعزيز قدرته على تأمين الحدود والاستجابة السّريعة للتهديدات، بما في ذلك التهريب والأنشطة غير القانونيّة عبر الحدود. ويأتي مركز مُراقبة الحدود الجديد ضمن برنامج أوسع لصندوق الأمن المُتكامل البريطانيّ، ويهدف إلى تعزيز البنية التحتيّة الحدوديّة ورفع الجهوزيّة العملياتيّة للجيش اللّبنانيّ، ولا سيّما في المناطق الحدوديّة التي تُشكّل عمقًا داعمًا لأيّ ترتيباتٍ دوليّة في الجنوب.
وقد عقد نائب الأميرال ألغرين اجتماعاتٍ مع رئيس الجمهوريّة جوزيف عون، ورئيس مجلس النواب نبيه برّي، ووزير الدّفاع ميشال منسى، وقائد الجيش اللّبنانيّ العماد رودلف هيكل، وقائد قوّة "اليونيفيل" اللواء ديوداتو أبانيارا. ورافقه في جولته السفير البريطانيّ في لبنان هايمِش كاول، والملحق العسكريّ المُقدَّم تشارلز سميث. وفي ختام الزيارة، قال السفير هايمِش كاول: "خلال اجتماعنا، أكّدنا دعم المملكة المُتّحدة للجيش اللّبنانيّ في مهمّته لحماية حدود لبنان وتعزيز الأمن، بما في ذلك انتشاره في جنوب لبنان، ويُعدّ مركزُ المُراقبة الحدوديّة الجديد على الحدود الشَّرقية مثالًا ملموسًا على شراكتنا الرّاسخة والتزامنا المُشترك باستقرار لبنان". من جهته قال ألغرين: "كان من دواعي سروري زيارة لبنان مُجدَّدًا ولقاء كبار القادة اللّبنانيّين، وإنّ مراكز مُراقبة الحدود التي نبنيها معًا خيرُ دليلٍ على ذلك، وقد كان رائعًا أن أزورها بنفسي. تبقى المملكة المُتّحدة شريكًا ثابتًا في تعزيز المؤسّسات الأمنيّة اللّبنانيّة ودعم دور الجيش اللّبنانيّ بصفته المُدافع الشّرعيّ الوحيد عن حدود لبنان".
ومنذ العام 2010، ساهمت المملكة المُتّحدة في بناء أكثر من 82 مركزًا لمُراقبة الحدود وقواعدَ عمليّاتٍ متقدِّمة، في إطار الجهود المبذولة لتعزيز أمن الحدود اللّبنانيّة. كما تدعم الانتشار المُوسَّع للجيش اللّبنانيّ، بما في ذلك في جنوب لبنان، لتعزيز دوره كقوّةٍ عسكريّةٍ شرعيّةٍ وحيدة للدولة وتعزيز صموده في مختلف المناطق، وهو مسارٌ يُلاقي المداولات الراهنة حول هيكليّة أيّ قوّةٍ دوليّة مُحتملة وتكاملها مع المؤسّسات العسكريّة والأمنيّة اللبنانيّة.
لقاء عون وقائد "اليونيفيل"
وخال لقائه عون اليوم، أكّد قائد القوّات الدّوليّة العاملة في الجنوب، اللواء ديوداتو أبانيارا، أنّ "الخَفْض التّدريجيّ لقوّات اليونيفيل لن يؤثّر على التّنسيق القائم، ولا على استمرار دعم الجيش اللّبنانيّ المنتشر في منطقة العمليّات الدّوليّة". وفي سياقٍ مؤسّساتيّ متّصل بتعزيز الحوكمة، اطّلع عون من المدير العامّ لأمن الدّولة، اللّواء إدغار لاوندوس، على عمل المديريّة في مكافحة الفساد وضبط المخالفات وإحالة المرتكبين إلى القضاء المختصّ، كما بحث مع وزير الثّقافة غسّان سلامة التطوّرات الإقليميّة وسبل الحدّ من انعكاساتها على السّاحة اللّبنانيّة.
برّي يلتقي قائد "اليونيفيل"
كما واستقبل رئيس مجلس النّواب نبيه برّي، في عين التينة، اللواء أبانيارا والوفد المُرافق، واستعرض الجانبان الأوضاع الميدانيّة في منطقة عمل "اليونيفيل" جنوب الليطاني، والمهام المنفَّذة بمؤازرة الجيش تنفيذًا للقرار 1701. وأشاد برّي بدور القوّات الدوليّة وتقاسمها مع أبناء الجنوب معاناتهم وتضحياتهم جرّاء الاعتداءات الإسرائيليّة، مُثمّنًا استمرار خدماتها على الرغم من خفض موازنتها. وجدّد تمسّك لبنان بالقرار 1701، ودعا المجتمع الدّولي إلى "تحمّل مسؤوليّاته لإلزام إسرائيل بوقف اعتداءاتها اليوميّة والانسحاب من الأراضي التي لا تزال تحتلّها في الجنوب". كما تابع برّي المستجدّات السياسيّة والشؤون التشريعيّة واستحقاق الانتخابات خلال لقائه النائب غسّان سكاف، الذي رأى أنّ "شرقًا أوسط جديدًا يُرسَم"، داعيًا إلى التقاط الفرصة وعدم الاستغراق في الانقسامات الداخليّة.
وعملًا بأحكام الفقرة 2 من المادّة 44 من الدستور، والمادّة 3 من النّظام الداخليّ لانتخاب أميني سرّ وثلاثة مفوَّضين، والمادّة 19 لانتخاب أعضاء اللجان النيابيّة، دعا رئيس مجلس النّواب نبيه برّي إلى جلسةٍ تشريعيّة عند الساعة الحادية عشرة قبل ظهر الثلاثاء الواقع في 21/10/2025