مع اقتراب الأعياد.. الدولة تغتصب فرح اللبنانيين!

في لبنان لا ينهار فقط كيان البلد أو مؤسساته او اقتصاده... في لبنان ينهار المواطن، ذاك الانسان بكل أطيافه وأعرافه وأحاسيسه وحرياته، وينهار إلى جانبه كل ما يفرح قلبه وكل ما يشعره بأنه كائن حيّ له الحق بالسعادة ولا سيما مع اقتراب موعد الاعياد.

 

حركة السوق

لا تتردد ألين وهي صاحبة أحد المحال التجارية للألبسة في الدكوانة في التأكيد على أن الحركة خفيفة هذا العام، وفقط من يمتلك الدولارات هو من قادر ان يشتري، اما سائر اللبنانيين فهمهم تأمين لقمة العيش واقساط اولادهم والبنزين للتنقلات الضرورية. وعلى الرغم من ان الأمر يختلف في عطلة الويك آند، الا ان الامور تعود الى الهدوء في سائر ايام الاسبوع. وتأمل ألين ان يزيد الاقبال مع اقتراب فترة أعياد آخر السنة.

من جهته، يعتبر جاد وهو صاحب احد متاجر الالعاب في انطلياس ان الحركة مقبولة. هي ليست بالطبع كالأعوام السابقة، بحسب قوله، فتكلفة الالعاب باتت جداً مرتفعة، وهي خاضغة لسعر الدولار، والذي تخطى اليوم ال 24 الفاً. ويختار النّاس بطلبهم الالعاب الخفيفة إلا من هم من الطبقات الميسورة والذين يريدون لاولادهم سيارات ضخمة وهدايا ثقيلة.

أسعار الميلاد

-     تختلف نوعيات ومقاسات شجرة عيد الميلاد في الاسواق، الا ان الاخيرة يتراوح سعرها بين  780 الفا الى 5 ملايين

-   أحبال زينة الشجرة (guirlande) ما بين عشرة إلى 30 ألف ليرة للحبل الواحد

-   أسعار الطابات من 2200 ليرة وصولاً إلى 60 ألف ليرة للطابة.

-   سعر شريط الإضاءة يناهز الـ200 ألف ليرة ويحتوي على 200 لمبة.

-    المغارة تتراوح بين المليون ونصف ومليوني ليرة.

-   مجسمات صغيرة: سعر الواحد منها يتراوح بين 60 و85 ألفا

-   اسعار العاب الاطفال الرخيصة لا تقل عن 30 الفاً، وتتصاعد حتى ال 4 ملايين ليرة

-    اما اسعار ثياب الاطفال فأيضاً تتراوح كلفتها بين اقله 260 ليرة الى 7 ملايين، واسعار الاحذية بين 500 الف وحدث ولا حرج.

 

الهروب الى الاونلاين

ظاهرة بدأت تأخذ رواجاً في مجتمعنا اللبناني وازدادت مع انتشار وباء كورونا، هي الشراء "أونلاين" عبر المواقع الالكترونية. ومن خلال هذه المواقع، يمكن فصل السعر، ومتابعة العروضات والتواصل مع مقدم الخدمات من دون اي مجهود. مما يريح المواطنين، سواء من ناحية مروحة الأغراض الواسعة والأنواع الكثيرة التي تقدمها للمستخدم من جهة، وسواء من خلال عدم تنقله للوصول الى المحل التجاري المنشود من جهة أخرى، حتى لو بات اليوم سعر الـ delivery  مكلفاً بسبب الغلاء الفاحش في أسعار المحروقات.

الا ان هذه الظاهرة ورغم ايجابياتها، فتبقى جزءاً من السوق، فسواء كانت الألعاب او الثياب او زينة الميلاد معروضة عبر المواقع، الا ان اسعارها لا تختلف كثيراً عن اسعار السوق، الا من خلال الـ black Friday  الذي يوفر القليل على جيب المواطنين او من خلال العروضات والـ sales  التي يقوم بها متجر دون سواه.

ورغم كل هذه الضائقة، يبقى الميلاد بارقة أمل للبنانيين في بلد ظلله ظلام السلطة وشياطينها.