مع اقتراب الصيف.. هل يحمي واقي الشمس من سرطان الجلد؟

 

يستخدم الواقي الشمسي او ما يعرف بـ «SPF» لحماية البشرة من ظهور علامات التقدم في العمر مثل التجاعيد، ويؤخر الخطوط الرفيعة والدقيقة بنسبة 24%، خصوصا لمن هم دون سن الـ 50، ويقلل التصبغات التي قد تحدث بسبب اختلال الميلانين في البشرة. لذا يعمل على تأمين الوقاية اللازمة للجلد من الاشعة الضارة بإحدى الطريقتين:

- أولا: امتصاص الاشعة فوق البنفسجية، قبل ان تخرق طبقات الجلد الداخلية وتلحق الضرر بها.

- ثانيا: عكس الضوء من على البشرة الذي يؤدي الى اضطرابات في الجلد. وهناك نوعان من اشعة الشمس الضارة: UVA التي تسرع الشيخوخة، وسرطان الجلد مثل الـ «MELANOMA» وUVB تسبب حروق واعتام عدسة العين.

التلوث الضوئي

في سياق متصل، قالت الدكتورة المختصة بالأمراض الجلدية والتجميلية غادة قصير لـ «الديار»، «ان واقي الشمس يشمل عناصر كيميائية تتفاعل مع اشعة الشمس، أو مواد ميكانيكية تعزل الضوء او تعكسه حتى لا يصل الى البشرة».

تابعت «من المهم معرفة ان عمل الحماية لا يقتصر على تأمين الوقاية من الشمس، وانما ضد كل أنواع الاشعة أي الضوء المرئي، والـ UVA، UVB ما دون البنفسجية، واليوم يتم الحديث عن الضوء الأزرق او «BLUE LIGHT « وتأثيره الســلبي المباشر والعميق في الجلد، لكن مع وضع واقي شمس نستطيع الحد من كل أنواع الشعاع الأخرى التي تصدرها الهواتف الذكية، والكمبيوتر والتي نسميها بـ «التلوث الضوئي» في العالم. واستخدام واقي الشمس، روتين ابعد من مجرد حماية الجلد بل يشمل مجالات أخرى من الاحتياط».

للكبار والصغار

بالموازاة، اعتبرت قصير «ان التفكير السائد عن استخدام واق ضد الشمس هو للراشدين فقط ليس دقيقاً، والحقيقة ان حاجة الأطفال اليه تبدأ من عمر 6 أشهر. كونه يؤمن الحماية العادية لهؤلاء مثل الكبار، ويجنبهم مشاكل قد تظهر في المستقبل. ونتحدث هنا عن داء الربو الجلدي او الاكزيما التي توجد في اماكن متعددة من الجسم، ومحتمل ان تصبح أسوأ بعد تعرضهم لأشعة الشمس».

وقالت: «يجب وضع كمية وافية من الواقي على جزأين من الأصابع وتتوزع على الاماكن المكشوفة بما في ذلك ظاهر وباطن اليدين والرقبة، ويكون ذلك قبل وقت من التعرض للشمس بحوالى 15 الى 30 دقيقة على الاقل». ولفتت الى «ان الأشخاص معرضون ايضا لـ VISIBLE LIGHT الذي يدخل من النوافذ، لذا يفضل بعد الاستيقاظ من النوم غسل الوجه ووضع الواقي على البشرة».

ونصــحت «بضرورة المــحافظة على هذا الروتين صــيفاً وفي الشــتاء على وجه الخصوص، لان الشــمس تكون عــمودية أكثر وقريبة من الكرة الأرضية، لذا حاجتنا الى المواظبة على استعمال SPF تتخــطى مــسألة الفصول، ويجب تكراره ما بين الساعة التاسعة صباحا والثالثة ظهرا اي وقت الذروة».

البلاستيك يؤثر

وأشارت قصير «الى خطر العبوات الموجود فيها الكريم الواقي، وهذا الامر بالغ الاهمية على مستوى العالم اجمع، وقد ينتج منها اختلالا بهرمونات الجسم، والسبب يعود الى بعض الأشكال التي تلحق ضرراً بصحة الانسان.

وفي هذا الإطار، بات يوضع إشارة على كل عبوة بلاستيكية انها خالية من مواد ضارة، مع التشديد على تدويرها تمهيدا لإعادة استخدامها، وبذلك نحمي البيئة من براثن التلوث. هذا الحرص من قبل القيمين على هذه المسألة يجب ان يقابله اهتمام من جهة الناس باستخدام الواقي لحماية بشرتهم من أي حرارة مرتفعة، وللحؤول دون أي تفاعلات كيميائية مضرة خاصة تلك النماذج التي تفتقد خاصية الأمان كما يجب الانتباه الى تواريخ الصلاحية».

اضرار

وتطرقت الى الاضرار بالقول: «ان الإصابة بالسرطانات الجلدية خاصة «الميلانوما»، وBCC، SCC على وجه الخصوص نتيجته التعرض المستمر والقــصير للأشعة. فمثلا، عندما يقرر أحد الافراد عمل برونزاج بشكل مفاجئ، فإن هذا الفعل قد يؤدي الى الإصابة بسرطان خاصة لدى أصحاب البشرة البيضاء وهذه الفئة موجودة في لبنان والخطر عليها كبير. وهناك اســقام تتفاعل مثل الروماتيزم الجلدي، الاكزيما وغيرهمــا من الاعتلالات التي قد تتـــأثر جراء تعرض الشخص لأشــعة الشمس المباشرة، الى جانب الجفاف، والحروق وظهور التجاعيد وانخفاض نسبة الكولاجين والايلستين في الجلد فيصبح رقيقاً».

مواصفات أساسية

اما بالنسبة لسمات واقي الشمس الجيد فقالت قصير: «كل بشرة لها نوع خاص من الحماية، بحيــث ان روتين العناية بالبــشرة الدهنية يختلف عن العادية والمخــتلطة والبشرة الحــساسة او الجافة، وهناك أنواع مخصــصة للوقاية من ظهور التجاعيد والتصبغات، وحتى السرطانات الجلدية وكل نوع بحسب الغاية المراد علاجها».

سولاريوم

واشارت الى «ان جلسة سولاريوم مدتها من 5 الى 10 دقائق توازي 800 مرة من التعرض للشمس في الحالة العادية وهذا يبين الاذى الجسيم الذي يلحق بالبشرة خلال فترة قصيرة يتعرض فيها الفرد لأشـــعة جهاز التسمير الصناعي وذلك بســبب اشعة الـ UVB التي تخرق الجلد فورا وضررها كبير لجهة تحفيز السرطانات الجلدية وامراض أخرى، لذا فان الجلوس في اشعة الشمس الطبيعية يعد الأفضل والاقل اذًى لطبقة الادمة».

حبوب واقي الشمس

وختمت قصير «باتت كبسولات الوقاية ضد اشعة الشمس متوافرة في الصيدليات والعيادات الطبية، خاصة الأشخاص الذين لديهم حساسية من الضوء او استعداد للإصابة بأمراض جلدية بسبب الشمس، او للذين يحبذون ان تتعرض بشرتهم بشكل تدريجي للأشعة. وهذه الحبوب مستخرجة من عناصر طبيعية وتحتوي على مواد مضادة للأكسدة، وتوفر الحماية للجلد لأسابيع واستخدامها مع واق شمسي من الخارج يؤمن حماية مضاعفة».