مكاري: باسيل يعمل كل شيء لكي لا يصل الى الرئاسة

رأى نائب رئيس مجلس النواب السابق فريد مكاري ″أننا اليوم في وضع يجب أن نكون بعكسه كليا، فنحن أمام وضع إقتصادي سيّئ، والمطلوب من الجميع أن يعملوا يدا واحدة لمصلحة البلد بتوجهات وقناعات مشتركة، لكننا نرى أن السياسيين يضعون كل هذه الأمور جانبا، ويتلهون بمحاربة بعضهم البعض″.

ولا يستغرب مكاري بعد الحادث المؤسف الذي حصل في الجبل، أن ″تعود التوترات الأمنية، وأن يشهد الجبل مشاكل كبيرة″، داعيا الجميع الى ″التعقل والى التعاطي مع الأمور بكثير من الحكمة لتجاوز هذا القطوع″.

يلفت مكاري الانتباه الى أن ″العهد يطلق كلاما جميلا، ويتحدث عن إحترام الطائف وقناعته به وبتطبيقه، ويدعو الى عدم نبش قبور الحرب الأهليه، لكن الممارسة تأتي عكس هذا الكلام، حيث رأينا كيف تم تعيين قاض للاهتمام بقضية قبرشمون من خارج القضاة المناوبين في العطلة القضائية، ويكفي لعقول الناس إسمه والطريقة التي أتى بها، ليفكروا بأن هناك مسعى لأخذ التحقيقات أو الأحكام لمصلحة طرف ضد طرف آخر″.

يسأل مكاري: ماذا يريد جبران باسيل؟،ويلفت الى أنه ″إذا كان يريد أن يصل الى رئاسة الجمهورية فهذا حق مشروع له، لكن ما نراه أن باسيل يعمل كل شيء لكي لا يصل الى الرئاسة، سواء في خصوماته أو تصريحاته أو عدائيته تجاه أكثر الأطراف ما يجعل الجميع يجهلون مشروع باسيل الشخصي، ويعتقدون أن لديه مشروعا خاصا لا يتعلق لا بالعهد ولا بالرئاسة، علما أن العهد لم يعد ″مقلع″ وإذا إستمر هكذا، فسيكون من العهود التي يشار إليها بالأصابع على صعيد الفشل″.

وعن الحل، يرى مكاري أن ″الأمر يعود الى فخامة الرئيس، وإذا كان يريد أن ينجح عهده أم لا، خصوصا أنه دائما ما يقال أن أهم شيء في عهد رئيس الجمهورية هو أول سنتين، في حين يتراجع الآداء في السنوات الأربع المتبقية، وربما رئيس الجمهورية يريد أن يسير بالعكس لتكون سنواته الثلاث الأخيرة هي المهمة ونحن طبعا نأمل ذلك″.

وعن المناصفة، يتحدث مكاري بعيدا عن الفلسفة، لافتا الى أن ″الطائف″ يقول ″في الفئة الأولى فقط مع مراعاة بعض المؤسسات لا سيما العسكرية منها، لكن من يطلع على نتائج الامتحانات وأنا لا أشكك فيها أبدا، يرى أن الأمور بعيدة جدا عن النسب المئوية التي تحق لكل طائفة، كما أن الفائزين في مجلس الخدمة المدنية لا يمكن لأي كان أن يمنع عنهم الوظيفة الى أي طائفة إنتموا، لكن من المفترض أن يصار الى التفتيش عن طريقة لاصلاح هذا الوضع، سواء من خلال الدستور أو غير ذلك، علما أن أحدا لا يعرف إذا كان المجال مفتوحا اليوم لتعديل الدستور، وما إذا كان ذلك سيفتح أبواب كثيرة علينا، لكن لا بد من أن يكون هناك معالجات، لأن النتائج كانت مزعجة″.

وعن خشيته من الشحن الطائفي، يؤكد مكاري أنه ″مرعوب من الشحن الطائفي″، لافتا الى أنه ″يخاف من أمرين: الشحن الطائفي والوضع الاقتصادي الذي سيحولنا جميعنا الى فقراء″، مشددا على أن ″الشحن الطائفي أخطر، لذلك فقد دعا الى إحالة من يمارس هذا الشحن الى المجلس العدلي، لأنه قد يؤدي الى ما لا يحمد عقباه، لافتا الى أنه يخشى على المسيحيين من هذا الشحن أكثر من المسلمين″.

يرى مكاري أننا ″في النفق المظلم، وعلينا أن نبذل جهودا كبيرة للمعالجة، ونستطيع ذلك لأن اللبناني لا يريد إنهيار البلد إقتصاديا كما لا يريد العودة الى منطق الحرب″.

في ختام جلسته مع زواره، يوجه مكاري ثلاث نصائح، الأولى الى رئيس الجمهورية بـ″أن يتصرف كحكم، لأنه حتى الآن هو ليس حكما″.

والثانية الى الرئيس سعد الحريري بـ″أن إصمد وإصبر، ولا تثق بأن كل من حولك يريدون مصلحة البلد″.

والثالثة الى السيد حسن نصرالله بـ″أن لا تُدخل لبنان في توترات إقليمية″.