المصدر: وكالات
السبت 11 تشرين الأول 2025 11:17:35
نشرت صحيفة "دي تسايت" الألمانية، تقريرا بعنوان "السفّاح الصامت"، وجاء في التقرير: "في كانون الأول 2024، فرّ بشار الأسد إلى موسكو، تحت حماية مباشرة من الكرملين، بالتزامن مع انقلاب دموي في دمشق أطاح بنظامه وجاء بأحمد الشرع إلى السلطة.
الآن، وبعد مرور قرابة عشرة أشهر، كشفت صحيفة "دي تسايت" الألمانية تفاصيل حصرية عن مكان إقامته الجديد، في ناطحة سحاب فاخرة وسط العاصمة الروسية، تمتلك فيها عائلة الأسد ما يقارب 20 شقة موزعة على ثلاث طوابق.
الأسد، الذي بات خاضعًا كليًا لرحمة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قرر، بحسب التقرير، اعتزال الإعلام و"اتخاذ نذر صمت". بوتين، بحسب الصحيفة، يتحكم في كل ما يتعلق بسردية حكم الأسد لسوريا، ويمتلك "احتكارًا للمعلومات"، ما يضمن له بقاء سيطرته الكاملة على صورة النظام السوري السابق.
صحفي عربي تحدث لـ"دي تسايت" أكد أن الأسد "يحافظ على مستوى منخفض من الظهور"، ويتجنب الظهور العلني تمامًا.
صديق قديم من الدائرة الداخلية يكشف: "يلعب ألعاب فيديو لساعات".
الصحيفة الألمانية أجرت مقابلة مع "خ"، وهو صديق سابق من الدائرة المقربة للأسد ويقيم حاليًا في أوروبا.
"خ" وصف نفسه بأنه ينحدر من "عائلة سورية نافذة"، وكان ضيفًا دائمًا في منزل عائلة الأسد منذ الطفولة، كما شغل منصبًا رفيعًا في الجيش السوري. وروى أن الأسد حاول اغتياله في غارة عام 2012، أدت إلى مقتل عدد من حراسه الشخصيين، ما دفعه لمغادرة البلاد.
وبحسب شهادته، فإن الأسد وعائلته يتحركون بحرية داخل موسكو، تحت حماية حراس من شركة أمنية خاصة تمولها الحكومة الروسية. الأسد يقيم في ثلاث شقق ضمن برج فاخر يضم مركزًا تجاريًا، ويقضي ساعات طويلة في لعب ألعاب الفيديو عبر الإنترنت.
نقل المصدر أن الحالة الصحية لأسماء الأسد، زوجة بشار، حرجة للغاية. أسماء كانت قد شُخّصت بسرطان الثدي في 2018 وتعافت، لكن المرض عاد في ربيع 2024.
أما شقيقه ماهر الأسد، فيقيم في فندق "فور سيزونز" بموسكو، ويقضي وقته في "السكر وتدخين النرجيلة"، بحسب المصدر.
ورغم السرية المشددة حول مكان إقامة الأسد، تمكن فريق "دي تسايت" من دخول نفس المبنى، حيث رافقتهم سمسارة عقارات محلية. وصفت الصحيفة المبنى بأنه مذهل: "سقف البهو بارتفاع 20 مترًا، مزين بفن حديث، وأرائك مريحة وغرف خاصة ومشروبات ترحيبية". اصطحبت السمسارة الروسية الصحفيين إلى شقة في الطابق 67، تُشبه شقق عائلة الأسد من حيث التصميم والموقع.
"ممرات مضيئة ومكيفة، أبواب سوداء كبيرة تُفتح ببطاقة إلكترونية، وتصميم داخلي فخم يناسب سكان الشرق الأوسط المعتادين على حياة القصور". داخل الشقة، كان الأثاث فاخرًا: خزائن بلون الكريم بإطارات ذهبية، أرائك واسعة، أخشاب ثمينة، أسرة من طراز شيبنديل، مرايا للزينة، وثريات كريستال معلقة من السقف.
وفق التقرير، "المطبخ كان عصريًا لامعًا، مزودًا بأجهزة كهربائية ألمانية. كل غرفة تحتوي على شاشات تلفاز ضخمة، مكبرات صوت مدمجة، ونوافذ تمتد من الأرض حتى السقف على ارتفاع الغيوم، تطل على مناظر بانورامية لمدينة موسكو ونهر موسكفا وجامعة موسكو الحكومية". لكن أكثر ما لفت الأنظار كان الحمام الفاخر، المصنوع بالكامل من رخام كارارا الإيطالي: "حوض استحمام خزفي ضخم ومدفأ، مقابل نافذة بطول 4 أمتار، تُشاهد من خلالها الطائرات وهي تمر على مستوى النظر. لا يوجد أفضل من هذا، حتى في موسكو"، حسب وصف الصحيفة.
في شباط 2025، خرج حافظ بشار الأسد، عن صمته، ونشر مقطع فيديو نادر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ظهر فيه يتجول في حي راقٍ بموسكو. في ظهوره الأول منذ سقوط النظام، قال: "لم تكن هناك خطة، ولا حتى احتياطية، لمغادرة دمشق... ما حدث كان نتيجة تطورات مفاجئة." وأضاف حافظ أنه كان في موسكو لإنهاء رسالته للدكتوراه، بينما كانت والدته أسماء هناك أيضًا لتلقي العلاج بعد زراعة نخاع عظمي.
ومع تدهور الأوضاع في سوريا، عاد إلى دمشق في 1 كانون الأول ليكون بجانب والده وشقيقه كريم، في حين بقيت والدته وأخته زين في موسكو. وأكد أنه بين 7 و8 كانون الأول، حينما استكملت المعارضة سيطرتها على دمشق والمدن الرئيسية، كان لا يزال في البلاد، ونشر صورة له في أحد المتنزهات ردًا على شائعات فرار العائلة.
ووفق روايته، لم تكن هناك أي مؤشرات على الرحيل حتى زار "مسؤول روسي رسمي" منزل العائلة وطلب نقل الأسد إلى اللاذقية، حيث توجد قاعدة "حميميم" الروسية. "توجهنا إلى مطار دمشق الدولي نحو الساعة الثالثة فجرًا. كان المطار خاليًا تمامًا من الموظفين، بما في ذلك برج المراقبة"، كتب. بعدها أقلعت الطائرة العسكرية الروسية نحو اللاذقية، وهبطت قبل شروق الشمس".