المصدر: النهار
الكاتب: مجد بو مجاهد
الأحد 28 كانون الاول 2025 17:57:55
القرار الأكثر أهميّة في حصر السلاح الذي لا تزال السلطات اللبنانية تهدف إلى تنفيذه على كامل الأراضي اللبنانيّة لن يتحقّق بالسهولة التي كانت متوقّعة على مستوى الدولة اللبنانية، رغم أنّ جزءاً من مهمّة إزالة مخلّفات السلاح وبقايا أعتدة "حزب الله" نفّذت في منطقة جنوب الليطاني. كلّ من هم إلى جانب لبنان الرسميّ حكومةً ورئاسةً أولى وجيشاً، يثنون على ما أحرز من تطوّرات في أشهر بما فيها في مهمّة حصر السلاح، ما لم يكن في مقدور حكومات وعهود سابقة القيام به.
لا يغفل رئيس الجمهورية جوزف عون كلّ ما نفّذ مستعيداً ما حصل من تحقّقات مع حضوره المناسبات ومخاطبته اللبنانيين من على المنابر. ويتفاءل رئيس الجمهورية في أنّ الأمور ذاهبة إلى تحسّن بعد تنفيذ إصلاحات وطريقة نزع السلاح التي تبلورت في الأشهر الماضية. لكنّ ما تبقُى من مهمّة سيطبّق وفقاً للظروف.
كأنّ المهمّة تدخل حاليّاً فترة ترتيبات تستكمل على مهل حتى تدقّ اللحظة السانحة للبنان من دون سلاح غير شرعي. ليس من الممكن التقليل من الصعوبات التي تواجه لبنان الرسميّ بما فيها الخطاب التصعيديّ للأمين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم وبرلمانييه الذين يتوعّدون اللبنانيين غاضبين في حال نزع ما تبقى من سلاح رغم أن كلّ الخسائر المتنوّعة التي ضربت محور "الممانعة" بعد مشاركته بدءاً من تشرين الأول 2023 في حرب إسناد قطاع غزة أثبتت عدم جدوى سلاح "حزب الله".
لم يستطع لبنان الرسميّ استكمال مهمة حصر كلّ السلاح قبل نهاية العام 2025. ولم يحصل تحديد مهلة تمديدية ما يبقي على مهلة لبنانية مفتوحة حتى إنهاء المهمة. لكن ماذا في الظروف التي يمكن أن تساعد في إنهاء مهمة حصر السلاح في كلّ المناطق اللبنانية؟
يقول اللواء المتقاعد سمير الحاج لـ"النهار" إنّ تنفيذ قرار حصر كلّ السلاح صعبٌ رغم أنّه قرار متّخذ لكنّ الانتظار مرتبطٌ إقليمياً حتى فرض شيئ من التقدّم. لا بدّ من حركة عسكرية أو سياسية كبيرة في المنطقة أو سيبقى الوضع عالقاً. يمكن أن يحصل تطوّر بين إيران والولايات المتحدة الاميركية أو في سوريا أو أن تفرض الولايات المتحدة واقعاً جديداً".
ويتحدّث العميد المتقاعد يعرب صخر لـ"النهار، معتبراً أنّ "رئيس الجمهورية دائماً يردّد أن قرار حصر السلاح اتّخذ لكن سرعان ما يبرّر في أنّ التطبيق وفقاً للظروف. ثمة محاولة تضييع وقت. لم ينجز سوى المرحلة الأولى من المهمّة التي لم يعلن أنها أنجزت تماماً، فيما التحدي في المراحل الأخرى. "حزب الله" لم يتعاون جنوب الليطاني لكن الجيش اللبناني بالتفاعل مع "الميكانيزم" يكشف على المواقع".
يعتقد الحاج أنّ "لبنان ينتظر واقعاً إقليمياً مختلفاً ومساعداً لأنّ الدولة اللبنانية لا يمكن أن تصل إلى نتيجة وسط توزّع القوى السياسية الحالية. هناك صعوبات في القرار التنفيذي. ليس من تماسك في الكيان اللبنانيّ لفرض الشروط لأنّ الكيان غير ممسوك".
يجيب صخر، ردّاً على سؤال، أنّ "التحدّيات التي تبطئ مهمة حصر السلاح لا تزال في تعنّت "حزب الله" ورفضه المهمة على جميع الاراضي اللبنانية. كما حالة السلطة اللبنانية التي لا تحسم أمرها. ودوام الاحتلال الإسرائيلي للنقاط الخمس سبب معوق لانتشار السيادة على كلّ الجغرافيا اللبنانية لكن يبقى السبب الأساسيّ تعنّت "حزب الله" والسبب الآخر تردّد السلطة اللبنانية".
ويستنتج صخر أنّ "ما من ظروف ملائمة ينتظرها لبنان حتى يستكمل مهمّة حصر السلاح. إنها شماعة للالتفاف على مهمّة يتوجّب على لبنان القيام بها، فيما تستطيع أدوات الجيش اللبناني إنجاز تلك المهمة لو توفّرت الجرأة والعزيمة مع حزم سياسي في تنفيذ القرار".