عملياً، تواصل السلطة الترقيع في الوزارات أمام أعين الأجهزة الرقابية مثل التفتيش، وبعلم الحكومة والوزراء وإشرافهم. فمنذ سنتين، وبعد تهاوي القوّة الشرائية للرواتب، درجت موضة توزيع البدلات الإضافية على المحظيين من الموظفين في عدد من الوزارات تحت عنوان «تسيير المرفق العام»، وهذه البدلات تأتي من خارج أي قنوات رسمية، ما يعني استمرارها إلى جانب الزيادات الأخيرة. عامةً، لم تسلم أيّ من الوزارات من هذه الآفة، وأصبحت قوة الوزير تقاس بمقدرته على استقطاب مشاريع أجنبية ومموّلين لوزارته. في وزارة التربية مثلاً اهتم البنك الدولي واليونيسف بالأمر، حيث يتهافت الأساتذة على تقديم طلبات الانتقال للعمل في الوزارة للحصول على ساعات عمل إضافية مع الجمعيات الأجنبية. في وزارة الصحة تكفّل عدد من كبار مستوردي الأدوية في لبنان بتأمين مبلغ شهري (200 دولار) يُدفع عبر مكتب الوزير لعدد من الموظفين لضمان حضورهم إلى المكاتب، ومتابعة المعاملات الرسمية التي تصيب الشركات في مقتل في حال توقّفها.