المصدر: نداء الوطن
الكاتب: أبو زهير
الأربعاء 17 أيلول 2025 08:27:01
بكثير من الشغف (بشغف أختي) تابعت القمة العربية المنعقدة في الدوحة على خلفية الهجوم الذي طال قيادات "حماس" قبل أيام. مضمون القمة وبيانها الختامي لم يشكّلا أي مفاجأة للوطن العربي، ولم يكونا مصدرًا لحجتي وسروري، إذ أتت النتائج على غرار كل القمم السابقة: شجب، واستنكار، وإدانة، وتحذير.
إلاّ أنّ في تلك القمة كان هناك حدثان جديدان جميلان، يسران القلب ويُدخلان البهجة إلى نُهى المشاهدين العرب، خصوصًا من أصحاب الذوق السياسي الرفيع وذوي الضمير الحيّ الصاحي.
الحدث الأول، هو حضور رئيس لبنان الجديد جوزاف عون، بعد أن حُرمنا على مدى سنوات طويلة تصل إلى 3 عقود، من سماع رئيسٍ لبنانيّ يتحدث باسم اللبنانيين، كل اللبنانيين وليس نصفهم من أعلى منبر عربي. يرفع صوته الجَهوريّ عاليًا ويتحدث بلغة تُشبهنا ليس في اللهجة فحسب وإنما في المضمون والتوجه. لغة تُشبه لبنان الذي نعرفه، وليس لبنان - طهران ومحورها البائد. رئيس مسيحيّ وحيد، يُزيّن القمة بحضوره المميّز ويضفي شيئًا من التنوّع على تلك القمم كحبة الكرز الحمراء في أعلى قالب الحلوى.
أما الحدث الثاني، فكان كلمة الرئيس السوري أحمد الشرع. هو الآخر كان حضوره مميزًا بعد أن أصيب الجمهور العربي بالملل من الاستماع لدجل ونفاق آل الأسد، وخليفتهم الأخير "أبو نصّ لسان" بشار الأسد. لم يتحجج الشرع بعدم وجود المرطّبات ولم يتحدث بوقاحة عن "أنصاف الرجال". تحدث بلغة رصينة تعكس تطلعات سوريا الجديدة وتبث الأمل. ظهور الشرع في الدوحة هو الآخر، يُشعرك كمشاهد عربي بأنّ الشعب السوري في الداخل والخارج كان ممثلًا في قمة الدوحة كذلك... على أمل أن يجمع الله عزّ وجلّ شملهم أجمعين على الأراضي السورية (اللهم آمين).
أكثر ما أثار الضحك في نفسي تعليقات "أيتام الممانعة" على التواصل الاجتماعي وفيديواتهم المستنكرة لكلمة الشرع بُعيد القمة، متهمينه بالاستسلام لإسرائيل والخنوع لها، أشعرني الممانعون أن رئيسهم السوري الهارب (مدري مخلوع) بشار الأسد الذي كانوا يدعمونه ويدعمون نظامه بالدم والسلاح والأنفس والأرواح، كان "مكسّر عتاب" المقاومين حول العالم، بمواجهة إسرائيل وإذلالها.
فعلاً، ناس تخاف ما تختشيش!