نتائج الثانوية: نسبة النجاح مرتفعة وعلامات التفوّق منخفضة!

في حال استمر العمل على تصحيح الامتحانات الرسمية لشهادة الثانوية العامة بالوتيرة نفسها، من المتوقع صدور النتائج النهائية يوم الجمعة المقبل كحد أقصى. فقد انتهت أعمال التصحيح لجميع المواد، ولم يتبقَّ إلا مادتيّ التاريخ والكيمياء، اللتين باتتا في المرحلة النهائية، حيث تُجرى بعض المراجعات الأخيرة.

وفي التفاصيل، أنهت لجان تصحيح المواد مسابقات الثانوية العامة في مرحلتها الرابعة، وانتقل العمل الحالي في الإدارة المركزية إلى مرحلة التشطيب وفتح المسابقات (نزع المغلّف عن المسابقة لإظهار الرقم الحقيقي للطالب)، بهدف ربط الأرقام الوهمية للطلاب بأرقامهم الحقيقية.  ما يعني أن النتائج النهائية للامتحانات باتت قريبة جداً، إذ تتطلب هذه الأعمال نحو ثلاثة أيام. ومن المتوقع صدور النتائج يوم الجمعة أو مساء الخميس المقبل، كما أفادت مصادر مطلعة لـ"المدن".

نسب النجاح مرتفعة

لن تختلف نسب النجاح كثيراً عن السنة الماضية إلا في فرع الآداب والعلوم الإنسانية، فقد بينت عمليات التصحيح تراجع نسبة النجاح مقارنة بالعام السابق . أمافي سائر الفروع ، فتبدو النسب مشابهة لتلك المسجلة العام الماضي، وفق ما أكدت مصادر مطلعة. ويتبين ذلك من خلال العلامات التي نالها الطلاب. 

عدم تراجع نسب النجاح أتى معاكساً للتوقعات. إذ انخفضت النسب تزامناً مع إجراء امتحانات بكل المواد، ومن دون حذف أو أسئلة اختيارية، وعدم التساهل في وضع الأسئلة من لجان المواد. ومرد الأمر إلى التساهل في مراقبة الامتحانات وإلى مراعاة ظروف الطلاب في وضع معايير تصحيح غير متشددة، بغية رفع نسب النجاح العامة.

وترجّح مصادر "المدن" في لجان التصحيح أن عدم تراجع نسب النجاح، التي تجاوزت التسعين بالمئة، يعود إلى إشكالية مزمنة على مستوى مراقبة الامتحانات. فقد كشفت عمليات التصحيح عن حصول عمليات غش واسعة بين الطلاب، يتّضح أثرها في مسابقات تعود لغرف محددة داخل مراكز الامتحانات، حيث يظهر تهاون المراقبين في السماح للطلاب بنقل الأجوبة عن بعضهم البعض، إذ تتكرر الإجابات بحذافيرها في جميع أوراق الغرفة.

تراجع عدد العلامات الكاملة

لكنّ التشدد في إجراء الامتحانات، الذي يهدف إلى إعادة الاعتبار إلى مستوى الشهادة الرسمية، كما سبق أن صرّحت وزيرة التربية ريما كرامي، تجلّى في تراجع نسب المتفوقين، أي الطلاب الذين نالوا العلامة الكاملة.
ووفقًا للمصادر، فإن تراجع معدلات التفوّق بدا واضحًا في مختلف المواد، ولا سيّما المواد العلمية. وهذه الخلاصة تُعدّ مشتركة بين مختلف لجان الامتحانات التي أنهت جميع مراحل التصحيح، حيث تبيّن أن عدد الطلاب الذين حصلوا على علامة 20 من 20 شهد تراجعًا ملحوظًا.

وتضيف المصادر أن انخفاض عدد الطلاب المتفوقين يُعدّ أمرًا طبيعيًا هذا العام، إذ وُضعت أسئلة تهدف إلى إبراز الطالب المتميّز القادر على الإجابة الدقيقة على جميع الأسئلة بجزئياتها التفصيلية، ليحصل على العلامة الكاملة بجدارة.

وتشير المصادر إلى أن عدد هؤلاء الطلاب كان قليلًا في جميع المواد، خصوصًا في المواد العلمية. وينطبق الأمر نفسه على العلامات الصفرية، إذ أظهرت عمليات التدقيق والتصحيح في المرحلة الرابعة من العمل داخل الإدارة المركزية أن عدد الطلاب الذين نالوا علامة صفر كان منخفضًا جدًا.