نقل أسلحة أميركية الى الخليج والجيوش مُستنفِرَة... كل دوائر القرار الدولي في جوّ تحشيد ترامب لحرب

كان من المُفتَرَض أن يكون الحدث محصوراً بترقُّب مفاعيل نتائج الإنتخابات الرئاسية الأميركية، الإستثنائية على الصُّعُد كافّة هذه المرّة، ولكنّنا نجد الأمور تلفّ وتدور لتعود الى الشرق الأوسط.

فقوات حفظ السلام الروسية انتشرت في إقليم ناغورنو كاراباخ، بعد اتّفاق لوقف القتال في الإقليم أغضب الكثير من الأرمن، الذين رأوا أنه استسلام. وبالتوغُّل أكثر في خفايا منطقتنا، نجد ما هو أوسع من ترقُّب مستقبل الملف السوري، والصّراع الإقليمي مع تركيا، لنسمع طبول الحرب تُقرَع، على وقع معطيات لا تزال تتجدّد بمرور الساعات، حول أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب لن يترك الحُكم، قبل ضربة عسكرية على إيران.

 روسيا

أوضح خبير في شؤون الشرق الأوسط أن "الإتفاق الذي أُبرِم في ناغورنو كاراباخ أعطى السيطرة على 60 في المئة من أراضي الإقليم الى روسيا، من خلال تواجُد قواتها هناك".

وأشار في حديث الى وكالة "أخبار اليوم" الى أن "الصّراع انتهى بتحقيق المطالب والشروط الروسية في النهاية، وليس التركية كما يحاول الأتراك أن يقولوا. فالحكومة الأرمينية الحالية اتّجهت نحو واشنطن على حساب موسكو زيادة عن اللّزوم، وهو ما جعل الروس يضربون مصداقيتها بحرب ناغورنو كاراباخ الأخيرة، وأعادوا الأمور الى نصابها، معزَّزة بتواجُد عسكري روسي على الأرض".

 إيران

وأكد الخبير أن "المعلومات عن نقل أسلحة أميركية الى الخليج منذ أيام يُمكن التعامُل معها كمعطيات. فالرئيس الأميركي دونالد ترامب لن يسلّم الرئيس المُنتخَب جو بايدن السلطة على طريقة "تفضَّل"، بل سيورّطه في عمل عسكري، يبدأه هو (ترامب) وإسرائيل، ضدّ إيران، ولن يتمكّن (بايدن) من الخروج منه".

ولفت الى أن "ترامب أصدر أمراً لإدارته بعدم تسليم الملفات الى فريق بايدن. وهو (ترامب) هادىء انطلاقاً من أدلّة موجودة في يدَيْه، حول حصول تزوير في الإنتخابات، وينام على خطّة لم يوضح ما هي حتى الساعة. وبالتالي، الولايات المتحدة أمام مشهد لم نعرفه سابقاً".

Action

وأوضح الخبير أن "مسيَّرَة "حزب الله" التي اخترقت الأجواء الإسرائيلية منذ يومَيْن، ليست رسالة، بل هي من ضمن التحضيرات للحرب. فزمن الرسائل انتهى، ونحن نتّجه الى الـ Action".

وأشار الى أن "القواعد الأميركية في الخليج، وجيوش الدول الخليجية، مُستنفِرَة بأعلى درجات حالياً. وحتى إن موفد الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، قد يحمل رسائل الى المسؤولين اللبنانيين في هذا الإطار تتعلّق بـ "حزب الله"، انطلاقاً من أن كل دوائر القرار الدولي باتت في جوّ تحشيد ترامب لحرب على إيران".

الضربة

وشرح الخبير أن "عنصر المفاجأة والمباغَتَة يبقى قوياً في الضّربة رغم الإعلان عنها، انطلاقاً من أنها تأتي من خارج أي توقُّع إيراني، وهو ما يُصعّب أي قُدرة إيرانية على التحضُّر الكافي لها، داخلياً وخارجياً".

وأضاف: "تبقى إيران الخاسر الأكبر من تلك الضّربة، حتى ولو لم تتحقّق الأهداف الأميركية منها بالكامل، وحتى ولو أقدمت طهران على قصف المنشآت النفطية الخليجية. فالأراضي الإيرانية ستكون مساحة مباشرة لمختلف الأسلحة الأميركية. فضلاً عن أن أسعار النفط سترتفع على كل دول العالم، والخسائر الإقتصادية ستقع على الجميع أيضاً، فيما أوصل ترامب الإقتصاد الأميركي الى مرحلة قادرة على أن تتحمّل ذلك، رغم مفاعيل أزمة "كوفيد - 19". وبالتالي، ترامب مرتاح على وضعه، خصوصاً أن روسيا والصين ستتأثران بالخسائر الإقتصادية أيضاً، ولن تدعما أي تمادٍ إيراني في استهداف الأراضي السعودية أو الإماراتية".

إيديولوجيا

وشدّد الخبير على أن "ترامب يعبّد طريق الجلوس الأميركي على طاولة التفاوُض مع إيران كممثّلة للإيديولوجيا الشيعية، وذلك لتحقيق توازن مع الفكر الإيديولوجي التركي السُنّي، وهو ما ينسجم مع سياسة التوازُن في الاستراتيجيا الأميركية. ولكن ذلك قد لا يحصل مع إيران الخمينية، وهو ما لا بدّ من إعداد العدّة له عبر توجيه ضربة معيّنة الى النّظام الإيراني الحالي".

وردّاً على سؤال حول إمكانية بقاء "الناتو" خارج المعركة، أجاب:"إذا وجد أن الهدف هو كَسْر ظهر إيران، سيتدخّل. كما سيلعب "الإتحاد الأوروبي" دوراً مع إيران شبيهاً بذاك الذي يلعبه مع تركيا. ونذكّر هنا بأن الأحبّ على قلب أنقرة في الوقت الراهن هو رؤية طهران مكسورة".

وختم:"واشنطن قادرة على تأمين الغطاء الجوّي الكبير لمعركتها هذه".