هدنة السودان تدخل حيز التنفيذ.. والجيش "سنرد على الخروقات"

مرة جديدة، دخلت هدنة قصيرة تمتد لاثنتين وسبعين ساعة حيز التنفيذ، بين الجيش وقوات الدعم السريع في السودان.

فعند الساعة السادسة من صباح اليوم الأحد، بدأت مفاعيل وقف إطلاق النار الذي أعلن عنه في بيان سعودي أميركي مشترك، مساء أمس السبت.

رد حاسم

فيما أكد الجيش في بيان، التزامه بهدنة جدة، مؤكدا في الوقت عينه أنه "سيتعامل بالرد الحاسم مع أي خروقات يقوم بها المتمردون خلال مدة الهدنة"، في إشارة إلى الدعم السريع.

ويفترض أن تنتهي تلك الهدنة القصيرة عند الساعة السادسة بالتوقيت المحلي، من صباح يوم 21 حزيران 2023.

وكانت كل من السعودية والولايات المتحدة اللتين ترعيان المفاوضات بين الجانبين منذ أواخر الشهر الماضي (ايار 2023) أعلنت أمس في بيان مشترك، أن "ممثّلي القوات المسلحة السودانيّة وقوات الدعم السريع اتفقا على وقف إطلاق النار في جميع أنحاء البلاد لمدّة 72 ساعة اعتبارا من تاريخ 18 - 21 حزيران الساعة 6 صباحا بتوقيت الخرطوم" (04,00 ت غ).

إيصال المساعدات

كما أوضحتا أنّ الطرفين اتّفقا على"وقف التحرّكات والهجمات واستخدام الطائرات الحربيّة أو المسيّرة أو القصف المدفعي أو تعزيز المواقع أو إعادة إمداد القوّات" أثناء فترة وقف النار. كذلك تعهدا بالسماح "بحرّية الحركة وإيصال المساعدات الإنسانيّة في جميع أنحاء السودان".

وأكد البيان أنّه في حال عدم التزام الطرفين وقف النار "سيضطر المُسهّلان إلى النظر في تأجيل محادثات جدّة".

يشار إلى أنه سبق أن أُعلنت هدن عدّة منذ اندلاع النزاع بين الجيش وقوات الدعم، معظمها برعاية سعودية وأميركية، لكن لم يتم الالتزام بها كليا على الأرض.

أما آخر هدنة فسرت نهاية الأسبوع الماضي لمدة 24 ساعة، والتزم بها الطرفان إلى حد بعيد، لكن فور انتهاء مدّتها صباح الأحد استفاق سكان الخرطوم على تجدّد المعارك الطاحنة.

فشل مساعي الحل

ومنذ تفجر القتال في 15 نيسان الماضي، تشهد الخرطوم ومناطق سودانيّة عدّة، معارك بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوّات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، فشلت معها كل مساعي الحل والغالبية العظمى من اتّفاقات وقف النار.

فيما زاد النزاع حدّة الأزمات التي يعانيها السودان، إحدى أكثر دول العالم فقرا حتى قبل المعارك، وأثّر في مجمل مناحي حياة سكّانه الذين يُقدّرون بأكثر من 45 مليون نسمة.

فقد قتل أكثر من 2000 شخص وفق آخر أرقام مشروع بيانات الأحداث وموقع النزاع المسلح (أكليد)، إلا أن الأعداد الفعليّة قد تكون أعلى بكثير، حسب وكالات إغاثة ومنظمات دوليّة.

كذلك، تسبّبت المعارك بنزوح أكثر من 2,2 مليون شخص، لجأ أكثر من 528 ألفا منهم إلى دول الجوار، وفق أحدث بيانات المنظّمة الدوليّة للهجرة. وعبر أكثر من 149 ألف شخص نحو تشاد الحدوديّة مع إقليم دارفور حيث تتخوّف الأمم المتحدة من وقوع انتهاكات قد ترقى إلى "جرائم ضد الإنسانيّة"، خصوصا في مدينة الجنينة مركز ولاية غرب دارفور، إحدى الولايات الخمس للإقليم.