هدنة غزة مستبعدة قبل رمضان: عقبات تكبح "التقدم البطيء"

فيما أفادت معلومات صحافية بعد الظهر بانهيار محادثات القاهرة بشأن هدنة غزة، أوضح قيادي في حماس ان مفاوضي الحركة سيبقون في القاهرة ليوم ثالث لإجراء المزيد من المحادثات الرامية لوقف إطلاق النار في حين لفت مصدر مصري رفيع لمراسلة الحدث الى مصاعب تواجه المحادثات بين إسرائيل وحماس لكنها مازالت مستمرة.

ورجّح مسؤولون إسرائيليون صعوبة التوصّل إلى اتفاق مع حركة "حماس" في غزة لتبادل الاسرى ووقف اطلاق النار، قبل حلول شهر رمضان (11 مارس/ آذار الحالي)، حسبما ذكرت "يديعوت أحرنوت"، فيما تعارض إسرائيل مطلب "حماس" بإعادة الفلسطينيين الى منازلهم في شمال القطاع، وتنظر اليه على أنه مطلب سياسي.

ورغم المناخات السلبية التي تشيعها وسائل إعلام اسرائيلية، ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، أن الهدنة المؤقتة في قطاع غزة "قد تكون قريبة"، رغم "العقبات" التي لا تزال تحيط بها. ونقلت عن مصادر قولها إن "المفاوضين يعتقدون أن حماس وإسرائيل تحرزان تقدماً بطيئاً، ويمكن أن تتوصلا إلى اتفاق قبل شهر رمضان"، حسب الصحيفة. 

لا تقدم

على الضفة الاسرائيلية، أفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، اليوم الثلاثاء، أنه لا يوجد أي تقدّم نحو إبرام صفقة حتى الآن، وأن مسؤولين إسرائيليين يرون أنّ رئيس حركة حماس في قطاع غزة يحيى السنوار لا يكترث لذلك، على حد زعمهم، على الرغم من التفاؤل لدى الوسطاء الأميركيين والقطريين والمصريين بأن حماس تريد صفقة.

وأشارت إلى وجود توقعات إسرائيلية بأن يمارس الوسطاء ضغطاً هائلاً على حماس يقود إلى إحداث تغيير فعلي. ونقلت عن مسؤولين إسرائيليين لم تسمّهم قولهم إنّ إسرائيل لا تصرّ على الحصول على قائمة المحتجزين الإسرائيليين في غزة الذين على قيد الحياة، وإنما تريد معرفة عددهم وآلية تبادلهم مع الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، وذلك من أجل صوغ عدد دفعات التبادل والآلية التي سيتم اعتمادها لإطلاق سراحهم.

وحسب المقترح، فإنّ من المنتظر إطلاق سراح ما بين 35 - 40 محتجزاً إسرائيلياً من النساء والرجال المسنين والمرضى، وتشير التقديرات الإسرائيلية إلى وجود نحو 40 محتجزاً على قيد الحياة في إطار "الدفعة الإنسانية"، أي الفئات التي تنطبق عليها الشروط، من دون علم العدد الدقيق.

وتتذرع إسرائيل بأن "حماس" لم تنقل إلى الوسطاء آليات تبادل الأسرى، بمعنى عدد الأسرى الفلسطينيين الذين تطلب إطلاق سراحهم مقابل كل محتجز إسرائيلي. 

أولوية العودة لشمال القطاع
في غضون ذلك، ذكر تقرير لموقع "أكسيوس" الأميركي، أن حركة حماس تعتبر "عودة الفلسطينيين إلى منازلهم شمالي قطاع غزة، أولوية قصوى" لها في المفاوضات الجارية حالياً لوقف إطلاق النار، والإفراج عن الرهائن المحتجزين لديها.

ونقل الموقع عن مسؤول إسرائيلي ومصدر مطلع، أن الوسطاء المصريين والقطريين أبلغوا الإسرائيليين خلال محادثات الأسبوع الماضي، أن حماس "مستعدة لخفض عدد الفلسطينيين المطلوب الإفراج عنهم من السجون الإسرائيلية، مقابل السماح بعودة عدد أكبر من المدنيين إلى منازلهم شمالي قطاع غزة".

وقال المسؤول الإسرائيلي الذي لم يكشف الموقع عن هويته، إنه خلال المحادثات غير المباشرة في الدوحة الأسبوع الماضي، أبلغ الوسطاء أن عودة الفلسطينيين إلى شمالي غزة "أولوية قصوى" لحماس في المفاوضات، مشيراً إلى أن "الوسطاء المصريين والقطريين كانوا مندهشين بمدى أهمية تلك المسألة للحركة". 

وأضاف المسؤول، أن حماس تطرح مسألة العودة هذه على أنها قضية إنسانية، لكنه أشار إلى أن الحكومة الإسرائيلية تعتبر الأمر"مسألة سياسية". 

واعتبر التقرير أنه حال سمحت إسرائيل بعودة الفلسطينيين إلى شمالي غزة، فإن ذلك قد يتسبب في "تقوية حماس كهيكل حكم في القطاع، ويجعل تحقيق هدف إسرائيل بالقضاء عليها أكثر صعوبة". 

وكانت العديد من الدول قد أعربت عن رفضها تهجير الفلسطينيين من مناطقهم في قطاع غزة، مشددة على رفضها إعادة إسرائيل احتلال القطاع، فيما تقول إسرائيل إنها طلبت من الفلسطينيين مغادرة منازلهم في مختلف أنحاء القطاع الفلسطيني والتوجه جنوبا، لتقليل الخسائر بين المدنيين.