هذا ما أوحى به بخاري للمفتي دريان.. فهل اقترب انتخاب الرئيس؟

"الخماسية" مستمرة في دورها خلافاً لما قيل إنها انتهت، والولايات المتحدة الاميركية أمسكت بالملف اللبناني، بما في ذلك الاستحقاق الرئاسي، وموفدها آموس هوكشتاين سيتولى هذه المسألة وأمورا أخرى ضجّت بها الساحة الداخلية في الأيام الأخيرة، وسبق لـ"النهار" أن أشارت الى أن السفير السعودي وليد بخاري أكد أن "الخماسية" مستمرة في جهودها ومساعيها الآيلة الى انتخاب رئيس للجمهورية. أضف أن بخاري شدد على أن المملكة العربية السعودية لن تتخلى عن لبنان، وعاد وأكد هذه المسلّمات خلال الإفطار الذي أقامه في دارته بحضور مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان والمفتين. ومن خلال هذه "الجَمعة" التي تحمل أكثر من دلالة، يؤكد السفير السعودي أن الأمور تتجه نحو مؤشرات إيجابية داخلياً وخارجياً، ستظهر معالمها في الأيام القليلة المقبلة. وهذا ما يعني ان جهود "الخماسية" لن تتوقف، بل ثمة عملية دفع لها ستبرز مع بعض المؤشرات التي تجمعت عبر أكثر من معطى.

ذلك أن كتلة "الاعتدال الوطني" التي التقت السفير بخاري، حملت مبادرة قد تكون الوحيدة المدعومة من "الخماسية" ورئيس مجلس النواب نبيه بري، وبرزت خلالها عناوين أساسية يُبنى عليها من أجل انتخاب الرئيس، لا بل ثمة معلومات تفيد بان الأمور قد تنحو إلى عقد مؤتمر لوزراء خارجية "الخماسية" دفعاً لانتخاب رئيس للجمهورية لأن ثمة أجواء ومعطيات تفرض ذلك، وإلا يذهب البلد نحو المجهول، إذ إن الاوضاع في المنطقة لن تنتهي في وقت قريب، والحرب مستمرة، وهناك تسويات مقبلة قد تحتاج إلى وقت، وإذا ما استمر الشغور الرئاسي، فإن ذلك يسبب أزمات كثيرة للبنان.

وتقول مصادر مواكبة لهذا المسار أن مفتي الجمهورية تبلغ أجواء إيجابية يبنى عليها من السفير السعودي الذي تقصّد في هذه المناسبة أن يطرح تلك المؤشرات، بعد سلسلة لقاءات قام بها، أكان مع كتلة "الاعتدال الوطني"، أو من خلال تواصله مع قيادة المملكة، والأمر عينه مع كبار المسؤولين في الداخل والخارج، ما دفعه إلى تظهير هذه الإيجابيات خلال الإفطار. لذلك بدأت بعض الأطراف في الداخل تتبلغ ما هو مرتقب، وربما تحصل زيارات لمرجعيات وقيادات لبنانية إلى الدوحة، فيما الأبرز سيكون لقاء سفراء "الخماسية" مع الرئيس السابق ميشال عون، في لفتة مهمة يبنى عليها على صعيد "التيار الوطني الحر"، كما سيكون هناك دفعٌ باتجاه القوى المسيحية الفاعلة، وكذلك زيارة معراب واللقاء مع رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، بغية تسريع وتيرة الحل من خلال محاولة التوصل مع القوى المسيحية الى مرشح توافقي بات عنوانه "الخيار الثالث"، وتلك مسألة محسومة وفق المقاربات التي سبق للسفير بخاري وأركان "الخماسية" ان تحدثوا عنها، لذلك فان ما أوحى به السفير السعودي للمفتي، مبني على ثوابت ومسلّمات وقواعد أساسية تشي بأن الاستحقاق الرئاسي ليس متروكاً، والرياض مستمرة في دورها في لبنان ولن تتخلى عنه.

أما ماذا تبدل في المعطيات، فذلك وفق المعلومات المستقاة من جهات فاعلة، مرده إلى مقاربات وتوافق على خط "الخماسية" من أجل بلورة كل الاتصالات التي حصلت، وتسييل مبادرة "الاعتدال الوطني" ضمن جهود "الخماسية"، باعتبارها المبادرة الوحيدة المطروحة على بساط البحث وتحظى بإجماع الجميع، ولكن على خط الأسماء والمرشحين، فهذا الامر هو محط اهتمام "الخماسية"، بمعنى انها لن تطرح أي اسم، وهي تؤيد "الخيار الثالث"، علما ان المسألة ليست في الأسماء وفق المعلومات الموثوق يها، بل ثمة قرار حاسم دولياً وإقليمياً، وهذه الأجواء نُقلت إلى بيروت في الساعات الماضية وأنه قد يصار إلى تسوية تنطلق من واشنطن إلى الرياض وطهران، وعندها يُنتخب الرئيس في وقت قريب جداً، إذا سارت الأمور كما هو مخطط لها، لأن هناك قرارا أميركيا لتسهيل انتخاب الرئيس، ولا يخفى أيضاً أن هناك تواصلا بين الرياض وطهران، من دون إغفال ما يحصل على خط الدوحة والقاهرة حيث الأمور تسلك منحى إيجابياً حتى الساعة. هذه هي العناوين والمؤشرات التي برزت في الأيام القليلة الماضية، والمفاجآت واردة.