هكذا تخلص العالم من كافة مخزونات الأسلحة الكيماوية "المصرح بها"

بإعلان الولايات المتحدة تدمير آخر ما تملكه من الأسلحة الكيماوية، تكون كل المخزونات المصرح عنها في العالم "تم تدميرها"، وفق منظمة حظر الأسلحة الكيماوية.

وأوضحت المنظمة، التي تتخذ من مدينة لاهاي الهولندية مقرا لها، أن خطوة الولايات المتحدة، وهي آخر دولة كانت تمتلك أسلحة كيماوية، تعني أنه "تم التأكد من تدمير كل مخزونات الأسلحة الكيماوية المصرح عنها بشكل لا رجعة فيه".

وتشرف المنظمة، بأعضائها البالغ عددهم 193 دولة، على إزالة الأسلحة الكيماوية في العالم بشكل دائم. ونحو 98 في المئة من سكان العالم محميون بموجب معاهدة حظر الأسلحة الكيماوية التي تشرف على تنفيذها المنظمة.

ونظرا لجهودها المكثفة في القضاء على الأسلحة الكيمياوية، حصلت المنظمة على جائزة نوبل للسلام عام 2013.

وبعد أن دمرت رسميا مخزونها من الأسلحة الكيماوية، تكون الولايات المتحدة آخر دولة بين ثماني دول أعلنت تدمير مخزونها المعلن من هذه الأسلحة، وفق "آن بي آر".

ومنذ دخول معاهدة الحظر، حيز التنفيذ عام 1997، تحققت المنظمة من تدمير حوالي 72 ألف طن من الأسلحة الكيماوية المخزنة، التي أعلنت عنها الدول. وقبل الاعلان الأخير، كان 99 في المئة من مخزونات الأسلحة الكيماوية المُعلن عنها في العالم تم تدميرها.

وتقول الإذاعة الأميركية العامة (آن بي آر) إنه منذ الحرب الباردة، خزنت الولايات المتحدة وروسيا كميات هائلة من الأسلحة الكيماوية، بلغت بحلول عام 1990 أكثر من 30 ألف طن في الولايات المتحدة، بينما كان لدى روسيا حوالي 40 ألف طن، وفق ما ذكر ديفيد كوبلو، أستاذ القانون في جامعة جورج تاون في واشنطن لـ"أن بي آر".

والجمعة، أعلنت الولايات المتحدة تدمير آخر صاروخ يحتوي على غاز السارين في مستودع بلوغراس في ولاية كنتاكي. وتدمير هذا الصاروخ الواحد يعني أن "100 في المئة من الأسلحة الكيماوية المعلنة في العالم دمرت الآن"، وفق كينغستون ريف، نائب مساعد وزير الدفاع الأميركي، الذي أشرف على العملية.

وقالت وزارة الدفاع الأميركية إنه بناء على تكليف صدر عن الكونغرس، عام 1986، بدأت الولايات المتحدة عام 1990 تدمير مخزون الأسلحة الكيماوية (الذي كان يضم أكثر من 30 ألف طن) في جونستون أتول، الجزيرة النائية الصغيرة في المحيط الهادئ. 

وواصل الجيش الأميركي إكمال تدمير هذه الأسلحة بنجاح في ستة مواقع أخرى عبر الولايات المتحدة، في منشآت تقع في آلاباما وأركنسا وإنديانا وماريلاند وأوريغون ويوتا.

وفي عام 1997، صادقت الولايات المتحدة على معاهدة حظر الأسلحة الكيماوية، ووافقت من خلالها على تدمير مخزونها من الأسلحة الكيماوية القديمة، وأعلنت منظمة حظر الأسلحة الكيماوية، في تقريرها السنوي لعام 2018، أن الولايات المتحدة دمرت ما يقرب من 90.6 في المائة، أي حوالي 25154 طنا، من مخزونها الذي أعلنته مع دخول المعاهدة حيز التنفيذ.

واعتبارا من يوليو 2020، كان لدى الولايات المتحدة 1445.5 طنا فقط من مخزونها، قبل أن يتم الإعلان في السابع من يوليو عن تدمير كل ما تبقى.

وفي بيان بمناسبة الإعلان الأخير، قال الرئيس الأميركي جو بايدن، إنه "لأكثر من 30 عاما، عملت الولايات المتحدة بلا كلل للقضاء على مخزوننا من الأسلحة الكيماوية".

ودعا البيان الدول التي لم تنضم إلى المعاهدة إلى اللحاق بالركب "حتى يصل الحظر العالمي للأسلحة الكيميائية إلى أقصى إمكاناته".

ودعا بايدن أيضا روسيا وسوريا إلى "العودة إلى الامتثال لاتفاقية الأسلحة الكيماوية والاعتراف ببرامجهما غير المعلنة، والتي استخدمت لارتكاب فظائع وهجمات".

والنظام السوري متهم باستخدام غازات الأعصاب في الحرب الأهلية، وروسيا متهمة أيضا باستخدام أسلحة كيماوية في محاولات اغتيال، وهناك تقارير تفيد بأن زعيم كوريا الشمالية، كيم جونغ أون، استخدم غاز الأعصاب لقتل أخيه غير الشقيق.

وكانت المنظمة الحائزة على جائزة نوبل السلام حذرت من أن استخدام هذه الأسلحة في الأعوام الماضية يعني أن على العالم البقاء يقظا حيال انتشارها.

واتهمت المنظمة الرئيس السوري، بشار الأسد، باستخدام أسلحة كيماوية خلال النزاع الذي اندلع في بلاده منذ عام 2011، وحققت في استخدام غاز أعصاب يعود الى الحقبة السوفييتية ضد الجاسوس الروسي السابق في بريطانيا المعارض للكرملين، أليكسي نافالني.

وشدد المدير العام للمنظمة، فرناندو أرياس، في بيان على أن "الاستخدام الحديث والتهديدات باستخدام مواد كيماوية سامة كأسلحة، يؤشر إلى أن الحؤول دون عودة هذه الأسلحة سيبقى أولوية بالنسبة إلى المنظمة".

وتوضح "رابطة الحد من التسلح" الأميركية ومقرها واشنطن، أنه كان لدى روسيا أكبر مخزون من الأسلحة الكيماوية في العالم: حوالي 40 ألف طن، قبل أن تكشف عن ترسانتها للمنظمة الدولية وتبدأ في تدميرها. وأشار تقرير لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية، عام 2016، إلى أنه اعتبارا من 2015، دمرت روسيا حوالي 92 في المئة من مخزونها (حوالي 367500 طن). وفي 27 سبتمبر 2017، أعلنت اكتمال تدمير ترسانتها.

وليبيا أيضا كانت من بين الدول التي كشفت عن مخزون لديها من الأسلحة الكيماوية، وانضمت إلى المعاهدة في عام 2004، قبل أن يتم الإعلان عن اكتمال تدمير جميع أسلحتها الكيماوية في يناير 2018.

وانضم العراق إلى المعاهدة في أوائل عام 2009، وأعلنت المنظمة اكتمال تدمير مخزونه في مارس 2018.

وانضمت ألبانيا إلى الاتفاقية الدولية في عام 1994، إلا أنها لم تعترف بامتلاكها 16 طنا من الخردل ومواد كيماوية أخرى حتى عام 2003. وأعلنت منظمة حظر الأسلحة الكيماوية اكتمال تدمير مخزونها في يوليو 2007.

وفي عام 1997 بعد التصديق على المعاهدة، أعلنت الهند أن لديها 1044 طنا، ثم أكملت تدمير مخزونها بالكامل عام 2009.