هل يتحمّل الغرب تبعات انتصار روسيا وايران اوروبياً؟

فيما العالم منهمك بتطورات غزة والمنطقة، يواصل الدب الروسي هجومه على اوكرانيا مستفيدا من انشغال العواصم الكبرى، عن ممارساته. في المقابل، ترفع كييف الصوت مطالبة الحلفاء بالدعم العسكري قبل فوات الاوان.

في السياق، وبما ان الامور ميدانيا بلغت مرحلة شديدة الدقة، دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي  الأحد شركاء أوكرانيا الغربيين إلى التحلي بالإرادة السياسية لتزويد كييف بالإمدادات العسكرية الضرورية وإلا فإن العالم سيواجه "واحدة من أكثر صفحات التاريخ خزيا". وقال زيلينسكي الذي بدا عليه الغضب في تسجيل مصور إنه ينبغي على العالم أن "يتفاعل بحزم" لضمان أن تصبح الحرب مشروعا "يائسا" بالنسبة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي لا يريد سوى "الحرب والموت". وأضاف "الأمر الرئيسي هو الإرادة السياسية لضمان مستوى الإمدادات التي ستساعد البلاد.  وتابع "إن لم تكن هذه هي الحالة، فستصبح واحدة من أكثر الصفحات خزيا في التاريخ، إذا خسرت أميركا أو أوروبا أمام (الطائرات المسيرة) الإيرانية شاهد أو أمام الطائرات المقاتلة الروسية". وشدد على أن أوكرانيا "تنتظر إمدادات ضرورية للغاية ونحن ننتظر على وجه الخصوص قرارا أميركيا. الدعم مطلوب حقا".

بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية"، تأتي مناشدة زيلينسكي في وقت تتعثر حزمة أميركية لتقديم مساعدات عسكرية وغيرها من أشكال الدعم، في الكونغرس، كما ان العواصم الاوروبية لم تعد ترسل المساعدات الى اوكرانيا بالكثافة ذاتها. وقد دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من براغ الثلثاء، حلفاء أوكرانيا إلى "ألا يكونوا جبناء" في مواجهة قوى "أصبح لا يمكن وقفها".  وقال ماكرون في كلمة أمام الجالية الفرنسية إن "الحرب عادت إلى أراضينا، وقوى أصبح من غير الممكن وقفها تعمل على توسيع التهديد كل يوم"، مؤكدا أن "علينا أن نكون بمستوى التاريخ والشجاعة التي يتطلبها ذلك".

وكان ماكرون اقترح في الايام الماضية إرسال قوات غربية للقتال على الأرض في اوكرانيا، الامر الذي سرعان ما رفضه الغرب. فقد أكد البيت الأبيض أن واشنطن لن ترسل قوات إلى ساحة المعركة، واستبعد الحلف الأطلسي ايضا، اي خطوة من هذا القبيل.

وفي مقابل هذا الإحجام، لا خطوات غربية جدية، لا عسكريا ولا ماليا، لمساندة اوكرانيا وتعزيز صمودها. واذا استمرت الامور على ما هي عليه، فإن امكانية نجاح الكرملين في حربه، كبيرة، والاخطر، ان هذا النجاح، سيقوّيه في القارة العجوز، وعليها، وسيشكّل ايضا فرصة لتمدد ايران ونفوذها، نحو اوروبا.. فهل تتحمل دولُها، "صفعة" كهذه؟ وهل هي جاهزة لتحمّل تبعاتها، ام هل تتصرف قبل فوات الاوان؟