هل ينتقل اتفاق غزة الى مرحلته الثانية.. بضغط أميركي؟

يعتزم الرئيس الأميركي دونالد ترامب الإعلان، قبل عيد الميلاد، عن بدء المرحلة الثانية من خطة السلام الخاصة بغزة، وكشف الهيكلية الجديدة لحكم القطاع، وفق ما أكدته مصادر أميركية وغربية لموقع أكسيوس. وبحسب ما ورد، تشمل المرحلة المقبلة انسحابًا إسرائيليًا إضافيًا من غزة، وانتشار قوة دولية (ISF)، وتفعيل هيكلية حكم جديدة بقيادة "مجلس السلام" برئاسة ترامب. ويشير أكسيوس إلى أن مجلس الأمن الدولي صادق مؤخرًا على تشكيل القوة الدولية ومجلس السلام، وأن واشنطن تعمل على استكمال التفاصيل النهائية تمهيدًا للإعلان خلال أسبوعين أو ثلاثة. ويتكون مجلس السلام من عشرة قادة من دول عربية وغربية، ويقوده ترامب بشكل مباشر. ويضمّ المجلس التنفيذي الدولي توني بلير، وجاريد كوشنر، وستيف ويتكوف، بالإضافة إلى مسؤولين كبار من الدول المشاركة، إلى جانب حكومة فلسطينية تكنوقراطية: تضمّ 12–15 شخصية تتمتع بخبرات إدارية واقتصادية، دون أي انتماء لحركتي حماس أو فتح أو أي تنظيم سياسي. وأشار مصدر مطّلع لـ"أكسيوس" إلى أن قائمة الترشيحات الأولية ضمّت 25 اسمًا، استُبعد نحو نصفهم "بعد التدقيق". وتعمل واشنطن على التوصل إلى توافق مع إسرائيل والسلطة الفلسطينية ودول إقليمية بشأن الحكومة. وقال موقع أكسيوس إن 10 دول تستعدّ لإرسال قوات ضمن ISF، التي ستنتشر في المناطق التي لا تزال تحت السيطرة الإسرائيلية، بما يسمح بانسحاب إضافي للقوات الاسرائيلية. وستنُفّذ مهام القوة بالتنسيق مع الحكومة التكنوقراطية، وبالتعاون مع إسرائيل ومصر. وكشفت مصادر أكسيوس أن قطر والولايات المتحدة ومصر وتركيا تجري مفاوضات مع حماس حول اتفاق يشمل تخلي الحركة عن الحكم في غزة، والشروع في عملية نزع السلاح تدريجيًا. 

في المقابل، قال رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني السبت إن المفاوضات بشأن حرب غزة تمر بمرحلة حرجة. وأضاف، خلال جلسة نقاش ضمن فعاليات منتدى الدوحة في قطر، ان الوسطاء يعملون معا لدخول المرحلة التالية من وقف إطلاق النار. واعتبر أن الهدنة في غزة "غير مكتملة" من دون انسحاب إسرائيلي كامل. من جانبه قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان إن المفاوضات بشأن قوة الاستقرار في غزة لا تزال مستمرة بما في ذلك بحث تفويضها وقواعد الاشتباك.

يستعجل الرئيس الاميركي الانتقال الى المرحلة الثانية من اتفاق غزة، بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية"، غير ان عقبات كثيرة لا تزال تعترض الاتفاق في مراحله الاولى، مِن الخروقات الاسرائيلية المستمرة، الى عدم انسحاب القوات الاسرائيلية، مرورا بعدم الاتفاق بعد على تفاصيل القوة الامنية التي ستنتشر في القطاع، وصولا الى عدم بلورة حل نهائي لسلاح حماس ومصيره حتى اللحظة. هذه النقاط ليست تفاصيل ولا مسائل عابرة يمكن القفز فوقها للعبور الى المرحلة الثانية، تضيف المصادر، بل تتهدد الاتفاق برمته، بدليل اعلان قطر ان المفاوضات تمر في مرحلة حرجة. الوسطاء ينشطون على خط تذليل العقبات، ويكثفون الاتصالات في ما بينهم ومع تل ابيب وحماس لتفكيك العقد، وفق المصادر، غير ان كمّها وطبيعتها، يُبعدان فرضية الانتقال الى المرحلة الثانية قبل الميلاد، إلا اذا. عليه، ماذا الذي يمكن ان يكون عليه مصير الاتفاق اذا طالت مرحلته الاولى؟ وهل من ضغوط اميركية "هائلة" مرتقبة على رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو الذي يزور البيت الابيض في قابل الايام، لتليين مواقف اسرائيل وممارساتها على الارض، بما يدفع الاتفاق قدما قبل نهاية العام؟ الخيار هذا ليس مستبعداً، تختم المصادر.