هوكشتاين يحمل الترسيم البرّي من لبنان إلى إسرائيل .. ماذا عن الحزب وسوريا؟

 لافتةٌ الجولة السياحية التي قام بها كبير مستشاري الإدارة الأميركية لشؤون أمن الطاقة العالمية آموس هوكشتاين في لبنان وتحديداً بعلبك! فقد ساح في المعالم الأثرية وتناول الطعام في مطاعم بيروت... 

البعض قرأها دليلاً إلى مدى ارتياح الجانب الأميركي إلى تموضعه في لبنان، حتى أن هوكشتاين ساح في قلعة بعلبك معقل "حزب الله" وطاف فوق لبنان بالطوافة الأميركية...!

هذه المشهديّة قد تشير إلى مدى تفاهم الولايات المتحدة والحزب على اتفاق ترسيم الحدود البريّة تماماً كما حصل في الحدود البحرية، حيث يسعى الجانب الأميركي إلى إراحة "حزب الله" في ترسيم الحدود كنتيجة مباشرة للتوجّه العام حيث تطبيع العلاقات بين المملكة العربية السعودية وإسرائيل وصل إلى خواتيمه، تمهيداً لفتح حدود المنطقة أمامها، في مقابل تموضع إيران في لبنان واليمن وتكوين نفوذ لها في العراق وبحدّه الأدنى في سوريا، لغضّ الطرف عما يحصل من إحاكة علاقات جديدة بين إسرائيل ودول المنطقة... بحسب بعض المحللين الاستراتيجيين. 

من هنا، تبقى النظرة الاستراتيجية الراهنة أبعد من جولات هوكشتاين وصولاته في المنطقة ولبنان. 

في الأمس أعلن هوكشتاين رسمياً تطلّعه إلى إمكانية إطلاق مبادرة أو مفاوضات في شأن ترسيم الحدود البريّة بين لبنان وإسرائيل، رابطاً ذلك بالإطار التفاوضي الموقَّع عليه حول ترسيم الحدود البحرية.
وتذكّر خبيرة النفط والغاز في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لوري هايتايان عبر "المركزية" بتاريخ تشرين الأول من العام 2020 "قبل انطلاق مفاوضات ترسيم الحدود البحرية، حيث أعلن رئيس مجلس النواب نبيه برّي آنذاك عن النقاط الست للإطار التفاوضي الذي تضمّن جزءاً يتعلق باستكمال المفاوضات البريّة بين لبنان وإسرائيل... تم بعدها العمل على الترسيم البحري. وبما أنه أصبح نافذاً وبدأت الأعمال في البلوك 9 وما سيترتب من نتائج لعمليات الحفر والاستكشاف... تتوجّه الأنظار إلى ملف الترسيم البرّي بين الطرفين". 

واستكمالاً للإطار التفاوضي القاضي في أحد بنوده بترسيم الحدود البريّة، يبدو في رأيها، أن "الجانب الأميركي يستفيد من التشنّج الأمني الحاصل على الحدود البرية بين لبنان وإسرائيل جنوباً، معطوفة على التهديدات الجديّة ما بين الأطراف، فيعمل على التحضير لإطلاق مبادرة توصل إلى حلّ ما في هذا الملف".  

وتعوّل هايتايان على عامل الترقب والانتظار "لأن هوكشتاين أعلن استماعه إلى المسؤولين اللبنانيين، وسينتقل إلى إسرائيل ليستمع إلى آراء المسؤولين فيها حول هذا الموضوع، لمعرفة مدى توفّر فرصة مؤاتية لإطلاق مبادرة ما أو أي نافذة يمكن الولوج من خلالها إلى المفاوضات حول الحدود البريّة المشتركة. وإذا لم يتلمّس أي حاجة لبنانية أو إسرائيلية إلى الانطلاق بالمفاوضات البريّة فلن يدخل فيها. كما أنه سيحاول إذا ما استطاع، خلق الحاجة لدى الطرفين إلى إطلاق المبادرة ... فالمفاوضات". 

أما النقطة الأخرى التي ستكون محور تفاوض بين الجابين، تقول هايتايان "فمرتبطة بالـB1 المتعلقة بنقطة الطفافات التي تُرِكت من دون حل آنذاك خارج إطار ترسيم الحدود البحرية، وبقيت تحت السيطرة الإسرائيلية. واليوم يُعيد الجانب اللبناني التركيز على هذه النقطة، فهل ستتراجع إسرائيل عنها؟!".

وتُضيف في السياق: قد يكون الجانب الإسرائيلي يرغب في التركيز على نقاط أخرى في انتظار ما إذا كانت ستصل في المفاوضات إلى مزارع شبعا وتلال كفرشوبا. وإذا كانت كذلك، هل هذا يعني أن الإدارة الأميركية تسعى إلى إدخال الجانب السوري في المفاوضات؟! وهل إدارة الرئيس جو بايدن قادرة على التفاوض مع النظام السوري وتحديداً مع الرئيس بشار الأسد؟! في حين أن استجرار الغاز المصري إلى لبنان هو الدليل الواضح على أن ذلك متعثر، إذ عرقلت الإدارة الأميركية عملية الاستجرار لكونه سيمرّ عبر الأراضي السورية كما أحدث شرخاً في الولايات المتحدة بين الجمهوريين والديموقراطيين".
وتسأل "هل المفاوضات في حال انطلاقها، ستغطي مزارع شبعا؟! هل إسرائيل مستعدة لفتح ملف مزارع شبعا والجولان الشائك؟! هل "حزب الله" من جهته مستعد لفتح هذا الملف أيضاً ولا سيما مزارع شبعا الذي سيؤدي إلى طرح مصير سلاح الحزب على طاولة المفاوضات؟!".
 
أسئلة كبيرة متعددة توجِب الترقب والانتظار... والتنبّه إليها في حال شعر هوكشتاين بأن هناك إمكانية لانطلاق مفاوضات ترسيم الحدود البريّة!