هيلاري وأوباما سيحكمان مع بايدن ولكن ابتسامة ظريف انتهت مع مقتل سليماني!

قد تتحضّر إيران للإستثمار سريعاً في رحيل الرئيس الأميركي دونالد ترامب دون أن ينجح في فرض الإستسلام التفاوُضي عليها، وهي ستعمل حتماً على لعب تلك الورقة بالكامل، بوجه العرب في الخليج، بعدما ذهبوا مع ترامب الى النّهاية.

ولكن معطيات كثيرة تؤكّد أن أحلامها بالإنطلاق مع بايدن من النّقاط التي توقّفت عندها الأمور مع الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما في عام 2016، قد لا تتحقّق أبداً، وذلك رغم أن خبراء في السياسة الأميركية يؤكّدون أن أوباما، و(وزيرة الخارجية الأميركية سابقاً) هيلاري كلينتون، سيكونان داخل إدارة بايدن، في شكل مستتر. والمعطيات هذه تنطلق من أن:

* روسيا أصبحت أكثر تمدُّداً في الشرق الأوسط، ممّا كانت عليه عند رحيل أوباما عن السلطة في عام 2016.

* إمكانية العودة الى مرحلة تلزيم المنطقة لقطر، وبالتالي لتركيا وللنَّفَس "الأخواني" قد تكون انتهت. فبايدن يدخل السلطة في مرحلة تنسيق فرنسي وأوروبي مع أنظمة عربية متصارعة مع تركيا وقطر، وذلك للحدّ من أنشطة تنظيمات الإسلام السياسي.

* أن أكثر ما يُمكن  لبايدن أن يفعله، في ملف الصّحافي السعودي جمال خاشقجي، هو الضّغط على السعودية من أجل إعادة قطر الى الحضن الخليجي العام، لا أكثر ولا أقلّ.

* مسار التطبيع العربي - الإسرائيلي، الذي لن يفرّط به بايدن، أو غيره من الأميركيين أبداً.

مرحلة ذهبية

أوضح الخبير الاستراتيجي الدكتور سامي نادر أن "إيران تحنّ الى فترة أوباما التي شكّلت مرحلة ذهبية لها غطّت تمدّدها في المنطقة. فبينما كان وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف يسحر العالم بابتسامته، كان قائد "فيلق القدس" الراحل قاسم سليماني يتقدّم في المشرق العربي، ويُكمل وصل طهران بالمتوسّط".

ولفت في حديث الى وكالة "أخبار اليوم" الى أن "إعادة بايدن عقارب الساعة الى الوراء يتطلّب أن يكون مقتنعا بعقيدة أوباما. ولكن هذا غير واقعي، انطلاقاً من أن أوباما كان إستثنائياً في انفتاحه على طهران، على حساب شركاء واشنطن في المنطقة، أي إسرائيل ودول الخليج العربي، فيما كان الحزب "الديموقراطي" دوماً أقرب الى تل أبيب من الحزب "الجمهوري" نفسه. وانطلاقاً من مواقفه، ومواقف نائبته كامالا هاريس، نجد أن بايدن أقرب الى السياسة الديموقراطية التقليدية، في الملفات الخارجية". 

تحالفات جديدة

وشرح نادر:"يختلف الواقع الجيو - استراتيجي للشرق الأوسط اليوم عمّا كان عليه في عام 2016، مع موازين قوى جديدة، ومع دخول لاعبين أساسيين في ملفاته أكثر، ولا سيّما الروس والأتراك. كما برزت محاور وتحالفات جديدة، ليس أقلّها تحالف إسرائيل - دول الخليج، مع حضور أميركي أقوى في العراق، وتواجُد أميركي عسكري بشرق الفرات في سوريا، وذلك بعدما كانت إيران وحيدة تقريباً في تفرّدها بساحات العراق ولبنان، وسوريا بنسبة معيّنة، قبل أربع سنوات".

وأضاف:"كما سيكون أمام بايدن القيام بـ "أبدايت" للمصالح الأميركية، بعدما ذهب ترامب بعيداً في شرق المتوسّط ومشاريع الطاقة فيه، وفي تشكيل تحالفات بنوع من "ميني أطلسي". وهو ما جعل واشنطن تطلب من لبنان ترسيم حدوده البحرية، حفاظاً على استقرار هذه المنطقة الحيوية". 

ربح وخسارة

وشدّد نادر على أن "المعركة ضدّ "داعش" انتهت أيضاً، وحلّ مكانها الصّراع مع إيران وتمدّدها. بالإضافة الى انحسار "الأخوان المسلمين" مع ترامب، ومعهم (انحسار) المحور التركي - القطري. وهو (بايدن) يؤكّد أنه مع حلّ الدولتَيْن، ولكنّه يتحدّث عن أن نقل السفارة الأميركية الى القدس أصبح أمراً واقعاً. ونذكّر هنا بأن بايدن هو صديق لإسرائيل، ونائبته أيضاً".

وختم:"رغم خسارة الحزب "الجمهوري" رهانه الرئاسي، إلا أنه ربح في الإنتخابات على مستوى المؤسّسات، إذ سيحافظ على الأغلبية له في مجلس الشيوخ، فيما زاد عدد نوابه، وهو ما يعني أنه حسّن موقعه، ويُمكنه تقييد بايدن في أمور عدّة مستقبلاً، وهو ما ستظهر مفاعيله في ملفات الداخل الأميركي أكثر. فمثلاً، ربما لن يتمكّن بايدن من العودة الى الـ “Obama Care”، بينما قد ينجح في العودة الى اتّفاق باريس للمناخ، نظراً الى تأييد بعض من في الحزب "الجمهوري" للإتّفاقية. وبالتالي، سيكون (بايدن) أمام معارضة داخلية وازنة".