واشنطن تتطلع لاستنساخ اتفاق غزة في سوريا ولبنان واسرائيل ترفض

تفيد المؤشرات الواردة الى بيروت بأن إسرائيل اتخذت قرارها بالتصعيد في لبنان وبان الوضع غير مطمئن مع مواصلتها عرض تقارير عن إعادة حزب الله بناء قوته وترميم قدراته العسكرية ، وان ما عزز من جدية هذه التقارير والمخاوف ربطها بالحديث عن إمكانية وجود تحضيرات لجولة تصعيد كبيرة على الجبهة اللبنانية ضد حزب الله والدولة معا، لدفعهما الى التراجع والاستسلام والقبول بخطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في ما خص لبنان، التي ستتضمن في واحدة من بنودها فكرة الهيئة الدولية للسلام لفرضها على لبنان على غرار ما يحصل في غزة، علماً على ما تفيد المعلومات ان واشنطن في الحديث عن مستقبل الوضع على الحدود الجنوبية للبنان ترى ضرورة انشاء مجلس مدني يعمل على إدارة شؤون المنطقة التي أشار الرئيس ترامب ا لى تحويلها لمنطقة اقتصادية واستثمار سياحي وصناعي وزراعي.

غير ان في رأي المتابعين لمسار التطورات، ان كل سردية التصعيد هذه ليست بالمستوى الذي يمكن ان يبعث على القلق من تدهور كبير لانه ليس في الأفق ملامح خطيرة، انما جهد متواصل يجري بين جهات صديقة للبنان عربية واجنبية لبلورة تسوية وحل سياسي يستنسخ اتفاق غزة في لبنان وان زيارة رئيس المخابرات المصرية اللواء حسن رشاد وبالامس وزير الخارجية بدر عبد العاطي الى بيروت لم تكن بعيدة عن ذلك  .  

العميد الطيار المتقاعد بسام ياسين يقول لـ "المركزية " ان ما يجري من ضغوط سياسية ومالية أميركية وعسكرية إسرائيلية هدفه دفع لبنان الى مفاوضات مباشرة باعتبارها الطريقة الفضلى للوصول الى السلام والتطبيع مع دول الجوار والمنطقة . تل ابيب ترى من البديهي ان يشمل السلام اتفاقات امنية وتجارية على غرار ما هو قائم مع بعض الدول العربية التي عقدت سلاماً معها ، في حين ان الاتفاقات الأمنية على غرار ما جرى في غزة هي مرحلية لا توفر لها استقرارا مستداما . هذا ما تحاول فرضه على سوريا ولبنان . من هنا كان رفضها لدعوة رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون للتفاوض لعلمها ان لبنان يريد التفاوض على الامن لا على السلام، لا سيما ان ملحق القرار 1701 يعطيها حق السماء المفتوحة في لبنان واستهداف ما تعتبره تهديدا لأمنها . هناك تناقد في الرؤية لمعالجة الأمور بين واشنطن وتل ابيب تظهرت واضحة خلال تطبيق اتفاق شرم الشيخ المخصص لغزة . اميركا ترى في الاتفاقات الأمنية بوابة حتمية لعمليات السلام في المنطقة بينما إسرائيل تستعجل الأمور وتريد فرض السلام بالقوة .

اما الحديث عن ترؤس رئيس الوزراء البريطاني السابق طوني بلير لمجالس او هيئات السلام، اعتقد ان ذلك بات مستبعد التطبيق حتى في غزة، بعدما قرر الرئيس ترامب رئاسة ما سماه مجلس السلام بنفسه على ما تأكد في مباحثاته مع قادة الدول الإسلامية والمناقشات الأخيرة لمجلس الامن بخصوص الوضع الفلسطيني . كل هذه الطروحات أطاحت بها تل ابيب التي تعمل على التوسع لاقامة إسرائيل الكبرى .