واشنطن تطلق "ضربة العقرب" في الشرق الأوسط

أطلقت القيادة المركزية الأميركية فرقة عمل باسم "ضربة العقرب" في الشرق الأوسط، وأعلنت وزارة الحرب الأميركية والقيادة المركزية عن إنشاء "وحدة مسيرات للقوات الأميركية"، وهي مسيرات اتجاه واحد من تصنيع شركة لوكاس ونشرت "عدداً ضخماً من هذه المسيرات القاتلة في الشرق الأوسط"، بحسب مسؤول أميركي تحدّث إلى العربية والحدث.

وقال قائد القيادة المركزية الأميركية الأدميرال "براد كوبر" إن هذه الخطوة ستردع الجهات الشريرة بالشرق الأوسط بحسب تعبيره.

قلب الطاولة على الإيرانيين
يبدو الإعلان عادياً، لكن مسؤولاً أميركياً قال لـ العربية والحدث " إن هذا الانتشار الأميركي يقلب الطاولة على الإيرانيين" وشدد على أن "هذا الانتشار هو الأول من نوعه لدى الأميركيين على الإطلاق، والمسيرات هي مسيرات هجومية وتحمل تقنيات وقدرات تكنولوجية متطورة"، بالإضافة إلى الشحنة المتفجرة.
ويتعاطى الأميركيون مع المشروع الصاروخي وإنتاج المسيرات الإيرانية وتهريبها إلى الميليشيات في الشرق الأوسط بشيء من الغضب، فالبرنامج الإيراني تسبب بتهديدات فعلية لكل دول المنطقة، أكان على يد إيران أو على يد الميليشيات، لكن استعمال إيران للصواريخ والمسيرات مرتين لقصف إسرائيل، ثم استعمال هذه الترسانة في الربيع الماضي لقصف قاعدة العديد في قطر، جعل الأميركيين يفكّرون في الوصول إلى حلّ جذري لـ "مشكلة الصواريخ والمسيرات الإيرانية".

إيران مكشوفة
ويعتبر الأميركيون الآن أنهم توصلوا إلى حلّ لردع إيران. مسؤول أميركي وفي اتصال مع العربية والحدث شرح الخطة الأميركية وقال "إن إيران خسرت الدفاعات الجوية خلال الهجمات عليها، وهي الآن مكشوفة، وعرضة للهجمات بعدد كبير من المسيرات"، وشدد على أن الأميركيين نشروا عدداً ضخماً من مسيراتهم، لكنه امتنع عن تحديد المكان أو العدد الصحيح للمسيرات الأميركية المتطورة.

لا يجب أن يعني هذا الانتشار أن هجوماً وشيكاً سيقع على إيران، لكن الهدف من نشر المسيرات الأميركية هو الردع وقال مسؤول أميركي لـ العربية والحدث "نحن نريد أن نلفت نظرهم، وعليهم أن يفهموا أننا قادرون على أن نفعل بهم ما فعلوه بغيرهم" وأضاف أن "المسيرات موجودة الآن في المنطقة، ونستطيع إطلاقها من مناطق مختلفة، وهي أفضل تكنولوجياً وفاعلية من ما لدى الإيرانيين".
التكلفة الباهظة
حاول الأميركيون مرات عديدة مواجهة البرنامج الصاروخي الأميركي والتهديدات الإيرانية عامة، واستعملوا لهذا الغرض عدة وسائل وخطط. فخلال مرحلة ما كان الأميركيون ينشرون حاملتي طائرات في منطقة الشرق الأوسط، وكانت الحاملات تتناوب على الإبحار في مضيق هرمز والخليج العربي أو بحر العرب.

خلال السنوات الماضية، عدّل الأميركيون من خططهم وسحبوا الكثير من القوات البحرية، وأعلنوا أنهم سيعتمدون على خطة "الانتشار الجوي السريع"، أي إرسال قاصفات استراتيجية أو أسراب من الطائرات المقاتلة إلى منطقة الشرق الأوسط من الأراضي الأميركية، أو من مناطق انتشار حول العالم، ثم عادوا إلى نشر حاملات الطائرات خصوصاً في بداية هذا العام.

لكن الأميركيين عانوا دائماً من مشكلتين كبيرتين، الأولى هي أن نشر قوات في المنطقة مكلف، والخزانة الأميركية تتكبّد مليارات الدولارات في كل مرة ترسل الولايات المتحدة سفنها والطائرات إلى منطقة الشرق الأوسط.
الخوف على الطيارين
المشكلة الثانية، وهي الأكبر، هي المغامرة بحياة الطيارين الأميركيين، والطلب منهم التحليق في الأجواء الإيرانية. ردّد مسؤول أميركيون مرات عديدة أن إيران ستسيء معاملة الطيار الأميركي لو سقط على أراضيها، وستعمد إلى ابتزاز الولايات المتحدة لو أسرت طهران طياراً أميركياً.

الآن يقول مسؤول أميركي إن "الخطة الجديدة تتخطّى هذه المخاطرة، وسيكون لدينا ردع أقوى" وشرح في اتصال مع العربية والحدث أن "الردع يحتاج إلى قدرات وإمكانيات وإرادة سياسية، ولم يكن لدى القيادة السياسية الأميركية في أي يوم من الأيام النية للمخاطرة بحياة الطيارين الأميركيين".

خطط كوبر
تبدو الخطة الأميركية الجديدة حلاً للكثير من الإشكاليات السياسية والعسكرية، لكنها ليست وليدة لحظة، فالأميركيون سعوا خلال سنوات إلى إيجاد بديل عن نشر آلاف البحارة الأميركيين، واخترع قائد الأسطول الخامس الأميرال براد كوبر خطة وبرنامج "المسيرات البحرية"، والآن أصبح قائد القيادة المركزية وتبنّى خطة أضخم لإحباط الإيرانيين وردعهم، وهي خطة المسيرات ذات الاتجاه الواحد، أي المسيرات التي يطلقها المشغّل وهي محمّلة بالمواد المتفجرة ولا تعود بل تكون مثل صاروخ برأس متفجّر.

"نهاية اللعبة"
ينتظر الأميركيون أن تكون خطتهم الحالية نقطة تحوّل في الميزان العسكري في منطقة الشرق الأوسط، حتى إن أحد المتحدثين استعمل تعبير "نهاية اللعبة" وأضاف "أن الولايات المتحدة ليست بوارد الهجوم لكن على إيران أن تفهم أنه يجب الامتناع عن استفزازنا".