كشفت مصادر كردية عراقية أن الولايات المتحدة وجّهت تحذيرًا إلى بغداد، بأنها لن تعترف بالحكومة الجديدة المقبلة إذا تم تسليم أي وزارات إلى فصائل مسلحة مرتبطة بإيران.

ونقلت قناة "إيران إنتر ناشيونال" عن مصدر في إقليم كردستان العراق، قوله إن الرسالة وصلت إلى المسؤولين في بغداد في الوقت الذي تكثفت فيه المفاوضات السياسية بشأن تشكيل حكومة جديدة قبل الانتخابات البرلمانية المقررة في 11 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

نزاع رئاسة الوزراء

أما بشأن منصب رئيس الوزراء، وردًا على تعليقات بعض القادة السنة، قال المصدر إن الكتل الشيعية والكردية اتفقت بالفعل على أن يكون المنصب للأكراد، مع موافقة طهران أيضًا على هذا الترتيب، لافتًا إلى أن احتمال تعيين شخصية سنية رئيسًا للوزراء "سيثير قلق إيران".
وبحسب المصدر، فإن جميع الفصائل الشيعية تعارض ولاية أخرى لمحمد شياع السوداني رئيسًا للوزراء، على الرغم من أن مارك صفايا، ممثل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في العراق، "يتمتع بعلاقة شخصية مع السوداني وقد يؤثر على العملية".

وأضاف المصدر أنه على عكس الدورات الانتخابية السابقة، لم تعد إيران تتمتع بنفس النفوذ في تحديد قيادة العراق، مؤكدًا أن "هذه المرة، الولايات المتحدة والدول الأوروبية أكثر تصميماً على تشكيل النتيجة".

ديناميكيات وضغوطات

ودخل السوداني الحملة الانتخابية بدعم شعبي متزايد، ساعيًا إلى تصوير نفسه قادرًا على الحفاظ على علاقات متوازنة مع كل من واشنطن وطهران. ركز رئيس الوزراء، البالغ من العمر 55 عامًا، حملته على تحسين الخدمات العامة، ويأمل في الحصول على أكبر كتلة برلمانية.
ومع تحرك البلاد نحو التصويت، تواجه حكومة السوداني ضغوطا أمريكية متزايدة للحد من الميليشيات المدعومة من إيران، وهو ما عبّر عنه رئيس الوزراء بأنه "مستحيل في ظل تواجد قوات التحالف" في البلاد.

تدعم إيران الجماعات العراقية بالتمويل والتدريب والتسليح، مع التركيز بشكل رئيسي على الميليشيات الشيعية التي غالباً ما تُدمج في قوات الحشد الشعبي الرسمية. 
ويُمكّن هذا الدعم جماعات مثل منظمة بدر وكتائب حزب الله من ممارسة نفوذ عسكري وسياسي، مع أن بعض الفصائل، مثل حركة حزب الله النجباء، ركّزت بشكل أكبر على العمليات العسكرية.

كما يتيح هذا الدعم لإيران من تحقيق أهدافها الإقليمية، وكسب النفوذ، وزعزعة استقرار السياسة العراقية، بالتزامن مع تنسيق الهجمات ضد القوات الأمريكية.