وزيرة الطاقة تتجاهل نداء البطريرك.. الحكومة: خطة الكهرباء ستُنفّذ

وكأن وزيرة الطاقة ندى بستاني تقول للبطريرك الراعي: "حكيت او ما حكيت هي ذاتها خطة الكهرباء بدها تمشي"...

قالتها اليوم الحكومة مجتمعة بكل ثقة لأهالي المنصورية-عين سعادة-عين نجم. فمن لا يأبه لصحة الناس التي تمرض بسبب انتشار النفايات، أو لإرتفاع معدّل الاصابة بمرض السرطان في لبنان، كيف سيأبه لصرخة أم أو أب أو طفل أو كاهن رفضاً لتمرير خطوط التوتر العالي فوق منازلهم ومدارسهم وكنائسهم، رغم أن الحل موجود وبسيط، وهو تمرير الخطوط تحت الأرض. لكن بدل إعتماده شجّعت الحكومة الأهالي على ترك أرضهم، وبعبارة أخرى تهجيرهم من منازلهم.

خرج وزير الإعلام جمال الجراح من جلسة مجلس الوزراء، ليعلن ان خطة الكهرباء ستُنفّذ، لافتاً الى انه لم يثبت وجود اي ضرر من خطوط التوتر العالي بحسب الدراسات والتقارير. واوضح ان خط التوتر العالي موجود في مناطق لبنانية عدة مكتظة بالسكان مثل صور وسعدنايل وغيرها، مشيراً الى عدم وجود اي تقرير يثبت انه يسبب أي ضرر.

لكن يبدو ان الحكومة تناست أنه جرى مدّ خطوط التوتر في بيروت ومناطق أخرى تحت الأرض.. فالذي ينطبق على اهالي بيروت ألا ينطبق على اهالي المتن؟

وتحدّث الجراح عن تقارير من شركة كهرباء فرنسا تعتبر ان لا ضرر من التوتر العالي، داعياً كل من يملك تقريراً من هيئة دولية لديها خبرة بالموضوع الى تقديمها لمجلس الوزراء للبحث به. ربما تناست الحكومة أيضاً أن من واجبها القيام بدراسات شاملة قبل البدء بأي مشروع حفاظاً على صحة مواطنيها.

إلا ان موقف مجلس الوزراء لم يقتصر على ذلك فقط، بل شجّع الأهالي على ترك منازلهم، إذ ذكّر الجراح بقرار اتخذه مجلس الوزراء سابقاً يقضي بأن "من يعتبر أنه متضرر جراء التوتر العالي، باستطاعة الدولة ان تشتري منزله، ولكن لا احد تقدّم لبيع منزله".

وعن الاشتباكات التي وقعت بين الاهالي وقوى الأمن، واستخدام القوة بوجههم ما ادى الى سقوط عدد من الجرحى، فقد اعتبر الجراح ان الاحتكاك مع الأجهزة الامنية والناس غير مطلوب، وبالإمكان التظاهر بسلم. وتمنى على الناس ان لا يتعرّضوا بدورهم الى قوى الامن التي تنفذ قرار مجلس الوزراء "كي نستطيع ان نستمر بخطة كهرباء لبنان والا ستتعرض كلها للتعطيل."