وزير البيئة يتحدث عن "الحرائق" والأمل في كوب 28

شهد لبنان خلال السنوات الخمس الماضية أسوأ مواسم الحرائق، التي أصابت المساحات الخضراء والغابات المعمرة في سفوح وقمم الجبال، وتسببت في آثار مدمرة ليس على البيئة فحسب، بل أيضا على حياة المجتعات المحلية القريبة من المناطق المحترقة.

‎وذهب البعض إلى الاعتقاد بأن بعض هذه الحرائق كان مفتعلا لاستخراج الفحم، فيما أرجع بعض المراقبين الأسباب إلى موجات الطقس المتقلّب بسرعة والجفاف الذي قد يجعل الظروف مؤاتية لاشتعال حرائق الغابات، بعد التغيّر المتسارع في المناخ، والذي يجعل الغطاء النباتي أكثر قابلية للاشتعال والتربة أكثر جفافاً.

الاستراتيجية الوطنية للحفاظ على الثروة الحرجية

ورأت وزارة البيئة في لبنان ضرورة إطلاق الاستراتيجية الوطنية للحد من مخاطر حرائق الغابات.

وقال وزير البيئة في حكومة تصريف الأعمال الدكتور ناصر ياسين في حديث خاص لموقع "سكاي نيوز عربية": "الاستراتيجية هذه تم تحديثها وهذا التحديث (المصادق عليه بقرار حكومي في عام 2009) يأتي تماشيا مع أبرز المتطلبات الواجب اتخاذها في التصدي للتحديات المستجدة حول خطر اندلاع وانتشار حرائق المساحات الخضراء في لبنان الآخذة بالتناقص عاماً بعد عام".

الأهداف

وأضاف وزير البيئة اللبناني: "الاستراتيجية المحدثة تهدف إلى تقليص خطر الاندلاع المتكرر لحرائق الغابات بالتزامن مع تفعيل أنظمة مراقبة الحرائق ذات الاستدامة الاقتصادية والاجتماعية والبيئية".

وتابع: "تشدد الاستراتيجية الجديدة على مبدأ الوقاية من الحرائق قبل حدوثها من خلال تنفيذ خطط وإجراءات محلية إضافة إلى مبدأ توعية المواطنين والشراكة بين الجهات المحلية والرسمية والأمنية من الجيش وقوى الأمن والقطاع الخاص والقطاع الاكاديمي".

ومن أبرز أهدافها:

تنسيق الجهود المبذولة من قبل الوزارات المعنية ودعم الاستجابة الوطنية لتحسين إدارة مخاطر الحرائق.
تقليص مخاطر الاندلاع المتكرر لحرائق الغابات.
الإبقاء على الجهوزية المحلية التامة في المحافظات اللبنانية وبخاصة القريبة من الغابات والمعرضة بشكل أكبر للحرائق في فصل الجفاف.
‎وأوضح الوزير ياسين أن "أهمية المجموعات من المجتمع المحلي من البلديات وجهاز الدفاع المدني والمتطوعين تكمن في وصولها إلى مكان الحريق في وقت سريع، ولكن هي بحاجة إلى دعم، ونعمل على تمكينها ومدها بالأدوات اللازمة لمكافحة الحريق في بدايته ومنعه من الانتشار، كما نسعى إلى تأمين الدعم المالي المناسب لها".

وتابع: "نعمل على تأسيس صندوق للحالات الطارئة وتأمين الدعم من قبل المنظمات الدولية وجمع التبرعات من قبل القطاع الخاص".
التحدي

وأشار ياسين لموقع "سكاي نيوز عربية" إلى أن "التحدي الأساسي يبقى في كيفية تمكين المجموعات العاملة على الأرض"، وكشف عن "استعداد وزارة البيئة للبدء بتنفيذ خطة الحد من حرائق الغابات في الأسبوع الأول من شهر يونيو المقبل تزامنا مع أسبوع الغابات".

ماذا عن الأرقام؟

أكد ياسين أن الجهود التي بذلتها وزارة البيئة خلال عام 2022 استطاعت أن ترفع نسبة حماية الغابات في لبنان إلى 91 في المئة عن معدلات السنوات السابقة.

وأوضح: "تشير الإحصائيات حول حرائق الغابات الرئيسية في لبنان والتي تم مسحها ميدانيا أو بواسطة الأقمار الاصطناعية في الفترة ما بين عامي 2008 و2020" إلى ما يلي:

متوسط المساحات المحترقة بلغ 1449 هكتارا.
متوسط عدد الحرائق السنوي 167 حريقا.
متوسط طول موسم الحريق 200 يوم.
كوب 28

‎أكد وزير البيئة اللبناني أن قمة المناخ "COP 28" المقرر عقدها في دولة الإمارات العربية المتحدة، خلال شهر نوفمبر المقبل 2023، "لها أهمية كبرى على الصعيد العربي والعالمي".

وأضاف: "تزيد أهمية القمة بانعقادها في بلد عربي ومن أجل إبراز الحاجات والمتطلبات المتعلقة بالدول العربية".

وقال: "نحن كدول صغيرة لا نؤثر كثيراً في التغير المناخي فيما يخص ارتفاع درجة حرارة الأرض والتأثيرات السلبية على المجتمعات، عكس الدول الكبرى والصناعية".

وأوضح أنه "بحسب الاتفاقيات، فعلى الدول الصناعية تأمين التمويل والدعم للدول النامية وهنا تقع النقاشات والمفارقات".

وتابع: "وعدت الدول الصناعية بتأمين 155 مليار دولار والتزمت بذلك، ونحن في لبنان إلى جانب الدول العربية نرفع الصوت لتأمين التمويل من الدول الصناعية إضافة إلى نواح عدة منها التكنولوجيا والاحتياط من التغيرات المناخية والفيضانات".

وختم ياسين حديثه عن قمة المناخ المقبلة بالقول "هي فرصة مهمة لتبادل الخبرات والتجارب والدعم في الموضوع البيئي حول العالم".