وفد أمني لبناني في الرياض: مكافحة المخدرات وضبط الحدود اللبنانية السورية

تضطلع السعودية بدور لافت في ملف التنسيق الأمني بين لبنان وسوريا بعد سقوط النظام في دمشق. ونظمت أكثر من لقاء بين البلدين الجارين لمعالجة قضايا أمنية ولا سيما المتصلة بالحدود والتهريب. إلى ذلك يبحث وفد أمني لبناني تعزيز التعاون الأمني مع المملكة على هامش مؤتمر في جامعة سعودية.

بعد فترة قصيرة من تسلّم العارضة المسلحة الحكم في دمشق، اندلعت اشتباكات على الحدود الشرقية بين لبنان وسوريا. استدعى ذلك التطور الخطير اتصالات عاجلة أجراها رئيس الجمهورية العماد جوزف عون بهدف تثبيت الهدوء على الحدود ولا سيما بعد رد الجيش اللبناني على الأماكن التي أطلقت منها القذائف على لبنان.

وجرت اتصالات لعقد لقاء لبناني سوري في دمشق أو بيروت إلى أن استضافت السعودية لقاءً مشتركاً كان باكورة اللقاءات التي تُعقد بشكل شبه دوري بين الطرفين لمعالجة القضايا الأمنية ومنها الأوضاع على الحدود ومنع التهريب ولا سيما الكبتاغون والمخدرات التي كانت وجهة أكثر من شحنة منها إلى السعودية ودول أخرى.

لقاء أمني على هامش المنتدى
في الساعات الماضية توجّه وفد أمني لبناني ضم المدير العام للأمن العام اللواء حسن شقير، والمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء رائد العبدالله، إلى الرياض للمشاركة في مؤتمر أمني تنظمه جامعة الأمير نايف العربية للعلوم الأمنية.

وستشمل لقاءات الوفد اللبناني الموفد السعودي إلى لبنان الأمير يزيد بن فرحان ومسؤولين آخرين سياسيين وأمنيين كباراً.

أما أبرز المواضيع التي يبحثها الوفد فهي الأوضاع على الحدود بين لبنان وسوريا ولا سيما بعد تراجع التهريب في الاتجاهين ونجاح الأجهزة الأمنية ولا سيما مخابرات الجيش في لجم التهريب وتفكيك الكثير من معامل الكبتاغون على الحدود ومن بينها معامل ضخمة تمتد على مساحات كبيرة وتستطيع إنتاج كميات كبيرة من الكبتاغون.

وجهة الكبتاغون كانت بشكل مركّز إلى دول الخليج وفي مقدمها السعودية، وخلال الفترة الماضية نجح التعاون الأمني بين لبنان والسعودية في إحباط أكثر من محاولة تهريب الحبوب المخدرة من سوريا عبر لبنان إلى المملكة. مؤتمر أمني تعدّه جامعة الأمير نايف العربية للعلوم الأمنية (هي الجهاز العلمي لمجلس وزراء الداخلية العرب ومقرها في الرياض).

وسبق أن أحبط لبنان في أيلول/ سبتمبر الفائت أكبر عملية تهريب للحشيشة والكبتاغون أكثر من 6 ملايين ونصف مليون حبة إضافة إلى 700 كيلوغرام من حشيشة الكيف)، وفي منتصف الشهر الفائت أعلنت الرياض إحباط عملية تهريب لنحو مليونين ونصف مليون حبة كبتاغون بمشاركة أشخاص سوريين مقيمين في المملكة، وسبق ذلك إحباط الجمارك اللبنانية شحنة كبيرة من الكبتاغون.

الوفد الأمني اللبناني سيؤكد أهمية التعاون مع الرياض وأيضاً مع دمشق بما يوفر الاستقرار على الحدود اللبنانية السورية التي تشهد بين الفينة والأخرى أحداثاً أمنية كان آخرها خطف شخصين من داخل الأراضي اللبنانية قرب بلدة حوش السيد علي واقتيادهما إلى داخل الأراضي السورية ما استدعى اتصالات متسارعة لتطويق ذيول الحادث وإعادة اللبنانيين إلى بلدتهما.

إلى ذلك ستحضر قضيّة النساء اللبنانيات المتزوجات بعناصر من تنظيم "داعش" في المباحثات مع الجانب السوري بعدما التقى اللواء شقير في بيروت وفداً من "قوات سوريا الديموقراطية" (قسد) بهدف إيجاد حل لقضية معلقة منذ نحو عقد من الزمن.

التعاون الأمني اللبناني السعودي وأيضاً السوري بات محط متابعة دورية بين الدول الثلاث ومن المرجح أن يتطور ذلك التعاون فضلاً عن تأكيد بيروت أن كل الظروف باتت ملائمة لعودة الزوار السعوديين إلى لبنان.