المصدر: Kataeb.org

The official website of the Kataeb Party leader
الاثنين 2 أيلول 2019 18:31:52
يستدعي مدير الشؤون السياسية في وزارة الخارجية والمغتربين السفير غدي خوري غدا الثلاثاء السفير التركي هاكان تشاكل لاستيضاحه حول مضمون البيان الصادر عن الخارجية التركية.
واستهجنت وزارة الخارجية والمغتربين "البيان الصادر عن الخارجية التركية في معرض ردّها على كلمة فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية بمناسبة بدء سنة المئوية الأولى لإعلان دولة لبنان الكبير".
وإذ أكدت "أن كلمة فخامة الرئيس تضمّنت سردا لواقع بعض الأحداث التاريخية التي واجهها لبنان في ظل الحكم العثماني، وقد تخطاها الشعبين التركي واللبناني اللذين يتطلعان إلى أفضل العلاقات السياسية والاقتصادية في المستقبل، حيث ما يجمع البلدين اكثر بكثير مما يفرقهما، والتحديات المشتركة كبيرة تستوجب العمل معا وليس التفرقة"، اشارت وزارة الخارجية والمغتربين الى أن "التخاطب بهذا الاسلوب مع فخامة رئيس البلاد أمر مرفوض ومدان، وعلى الخارجية التركية تصحيح الخطأ، لأن العلاقات التركية اللبنانية أعمق وأكبر من ردة فعل مبالغ فيها وفي غير محلها. وستتابع الوزارة الإجراءات المطلوبة لتصحيح الخطأ بحسب الأصول الدبلوماسية ومنع الضرر بالعلاقات بين البلدين".
وردّ الامين العام لحزب الطاشناق النائب هاكوب بقرادونيان على بيان وزارة الخارجية التركية، قائلا: "الرئيس عون على حق، مرة اخرى اثبت السلطان التركي الجديد اردوغان بلسان وزارة الخارجية التركية ان مشكلة تركيا ليست مع الارمن فقط لا بل مع الحقيقة وكل من يلفظ بالحقيقة، نعم الرئيس العماد ميشال عون قال الحقيقة. اما اردوغان فأعرب عن الحقيقة المطلقة من ايام العثمانيين الى تركيا الحالية، انكار التاريخ والارهاب واعادة احياء الحلم العثماني"، سائلا "هل لا نزال نؤمن بالصداقة والعلاقات التاريخية اللبنانية التركية؟".
وفي موضوع ردّ المقاومة على العدوان الاسرائيلي، قال بقرادونيان: "الدفاع عن النفس حق مقدس والرد على العدوان واجب وطني، فكل من يدافع عن وطنه وشعبه والكرامة الوطنية هو البطل واشرف الناس".
بدوره، وجّه النائب شامل روكز رسالة الى وزير خارجية تركيا مولود شاويش أوغلو قال فيها: "قرأنا باهتمام كبير وصدمة أكبر بيانكم الأخير ردا على كلام صادر عن رأس دولتنا وبلادنا، رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون، حول تاريخ بلدينا وشعبينا، وحول حقبة تاريخية أليمة.
يهمنا بداية ان نؤكد ان دافعنا لمخاطبتكم هو حرصنا على حاضر علاقات الصداقة بين بلدينا وشعبينا، وتمسكنا بأفضل مستقبل لروابط التفاعل السياسي والثقاقي والاقتصادي بيننا، تماما بقدر ما أن دافعنا هو أمانتنا للتاريخ والحقيقة".
أضاف: "لن نطيل عليكم الكلام، ولكن نود أن نلفت نظركم إلى أن الساحة القائمة وسط عاصمتنا بيروت، والتي تشرفنا بزيارتكم لها قبل أيام، إنما هي ساحة الشهداء. والنصب التاريخي القائم وسطها هو تمثال الشهداء. ويوم 6 أيار من كل سنة، هو عندنا رسميا عيد الشهداء. وهذه الثلاثية، في الساحة والنصب والعيد، ليست عن شهداء وهميين، ولا عن بشر سقطوا في مواجهة أشباح، ولا عن ضحايا مجهولين لجلادين مغفلين، هؤلاء شهداء حقيقيون فعليون تاريخيون، سقطوا في زمن نتذكره، كي لا نكرره ولا نستعيده ابدا. هؤلاء معلمون لنا في الحرية والسيادة والاستقلال، أسماؤهم خالدة في تاريخنا ووجداننا، من الشيخ محمد مسلم عابدين الدمشقي، والشيخ عبد الحميد الزهراوي الحمصي، والشيخ احمد عارف الغزاوي، إلى الشيخ أحمد طبارة إمام جامع بيروت، والأخوين خازن، والأخوين حويك، وفاضل سعيد عقل، وعشرات بل مئات وآلاف من رفاقهم".
وختم روكز: "إن الأمم العظيمة هي التي تتعلم من اخطائها، وتستخلص عبر تاريخها ودروس ماضيها. وأنتم واحدة من تلك الأمم، التي نعول على صدقها وصدقيتها وصداقتها، انطلاقا من الحقيقة التي تحرر كل البشر".
وكانت وزارة الخارجية التركية قد اعتبرت أن التصريح الذي أدلى به الرئيس ميشال عون بمناسبة الذكرى المئوية لتأسيس لبنان "تضمن إشارات كيدية ومغرضة تتعلق بالعهد العثماني وهو ما ندينه بأشد العبارات ونرفضه برمته."
وأشارت في بيان الى أن "هذا التصريح الصادر عن الرئيس عون بعد مرور أسبوع على الزيارة التي أجراها وزير الخارجية مولود تشاووش أوغلو للبنان، لا ينسجم مع العلاقات الودية القائمة بين البلدين، وهو تصريح مؤسف للغاية وغير مسؤول."
وقال البيان: "تفتخر الجمهورية التركية وتعتز بكونها وريثة الإمبراطورية العثمانية. ولا يوجد "إرهاب دولة" في تاريخ الإمبراطورية العثمانية. وعلى عكس ما تم الزعم به، فقد كان العهد العثماني عهد استقرار في الشرق الأوسط دام طويلاً. ففي هذا العهد ساد العيش المشترك بين المجتمعات المختلفة دينياً ولغوياً في أجواء ملؤها التسامح. وعقب الحرب العالمية الأولى انقسمت هذه المنطقة إلى مناطق نفوذ استناداً إلى سايكس بيكو، ولم تنعم بالسلام مرة أخرى. كما أن بذور المشاكل التي تنجم عنها الفوضى في أيامنا هذه زُرعت في تلك الفترة."
وأضاف: "قيام الرئيس عون بتحريف التاريخ من خلال الهذيان، وتجاهله كافة الأحداث التي وقعت في عهد الاستعمار الذي يعتبر مصدراً لكافة المصائب التي نراها اليوم، ومحاولته تحميل مسؤولية هذه الأمور للإدارة العثمانية، ما هو إلا تجل مأساوي لحب الخضوع للاستعمار."
ولفت البيان الى أن "هذه المقاربة التي تفتقر إلى الوعي لا ولن تلقى ما يقابلها في المفهوم الموضوعي للتاريخ ولا في ضمائر شعوب المنطقة."